top of page

الشك و اليقين

left_back_arrow_blue.png
23 الشك و اليقين.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

العنوان : الشك و اليقين

القسم: #العاطفي

الرقم: 23

السؤال:

 

 صاحبى حب واحده وفى بداية حبهم اكتشف انها بتكلم واحده كانت مرتبطه بيه قبل كدا على الموبايل وبعديها حلفتله انها مش هتكلمه تانى وان مفيش مبينهم اى حاجه وتمام وخطبها وغيرت ارقامها المهم وعايشين تمام ف خطوبتهم وبيحبوا بعض اوى بس هوا متخوف لتكون لسه بتكلم الشخص الاول ده اى الحل؟؟

 

 *-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

‏التناقض فى الاحساس مهلك اوى ، ان صديقك يمثل انه عايش مرتاح ومبسوط ، وان قلبه وعقله فيهم كمية ضيق وخنقة و شك مش طبيعية .. بركان جواه شغال ومش بينطفى .

 

الاحساس شئ جميل ممكن من خلاله قلبه يشوف حاجات حقيقية حتى لو الواقع عكس كده ..

 

عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله"

ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ}

 

المتوسمين: المتفرسين .. والفِراسة وهى عبارة عن خاطر يهجم على القلب، ويَثِب عليه وُثُوبَ الأسد على فريسته. هذا أصل اشتقاقها، وهى أنواع كتير ، وتختلف باختلاف الأشخاص، والأحوال، وقوة القلب، وصفائه، وقوة الإيمان، وضعفه.

 

لكن هناك فرق كبير جدا بين الاحساس الصادق (الفراسة) والاحساس الكاذب (الشك) اللى اغلبه من هواجس الشيطان ولو ما قدرناش نتغلب عليه هينتج عنه مشاكل كتير اجتماعية ونفسية وحتى صحية .

 

لذلك مهم اوى اول ما نلاقى نفسنا ابتدينا نقع فى فخ الشك نحاول نعمل تحكم  بسرعة وما نسيبش نفسنا نجرى معاه لان فى النهاية هنوصل لطريق مسدود وكله مشاكل ..

 

خلينا نقول ان الثقة المتبادلة بين الزوجين او المخطوبين اول خطوة فى طريق بناء بيت الزوجية المستقر السعيد واذا اختفت الثقة اختفي معاها الحب والاستقرار ..

 

فمن الاول كده لازم صديقك يتأكد انه مستعد للزواج بدون شكوك ، عشان ينجح بزواجه ويسعد بيه..

 

الشّك آفة خطيرة فى العلاقات الزوجية لأنه من صنع الخيال وحده، وإذا تحكّم الخيال السودوى فى شيءٍ أفسده وألغى حكم العقل وترك المجال للتصرفات الرعناء اللى فى حد ذاتها كفيلة تعكر صفو اى علاقة .

 

 والغيرة المعتدلة شيءٌ مطلوبٌ ومهم ولكن دون أن تصل لمرحلة الشك،  والفرق بين النوعين كبير .

 

------------------------------------------------------------------------------------------

 

وقد فرّق الرسول (صلى الله عليه وسلم) بين النوعين في الحديث  "إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ.. فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِى يُحِبُّ اللهُ، فَالْغَيْرَةُ فِى رِيبَةٍ، وَأَمَّا الَّتِى يُبْغِضُ اللهُ، فَالْغَيْرَةُ فِى غَيْرِ الرِّيبَةِ.. "

 

والمقصود من الحديث ان الغيرة المحمودة ان مثلا لو الزوج تأكد ان زوجته بتكلم رجل آخر فمن حقه يمنعها ويغير عليها ولا يقبل بذلك اما لو كانت مجرد شكوك وهمية معندوش اثباتات او براهين هى دى الغيرة المذمومة اللى ربنا مش بيرضى عنها لأنها فى الاصل عبارة عن ظلم لحد تانى ممكن جدا يكون برئ واحنا اللى ظلمناه بدون اى دليل .

 

والحل للمشكلة الحساسة دى يتمثل فى الآية الكريمة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"

 

واحيانا البنت او الزوجة هى اللى بتدفع زوجها للشك فيها من غير ما تقصد وبقلة خبرة منها، زى مثلا تمدح فى راجل تانى قدامه وتحسسه انها معجبة بصفاته وفى الوقت ده الزوج بيجيله احساس جواه غلط وهو انها بتحب حد غيره لان من كلامها حس بكده .

 

او ممكن الشك ده راجع لتنشأة الزوج نفسه وتربيته والبيئة اللى نشأ  فيها ، والظروف والاحداث اللى مرت بيه فده فى حد ذاته فى المقام الاول فى المشكلة دى احيانا .

 

او قد ترجع غيرة الزوج الشديدة إلى عدم ثقته بنفسه وإحساسه بالدونية تجاه الزوجة اللى ارتبط بها؛ و يسارع إلى الشك فى تصرفاتها لشعوره أنها ممكن تنجذب لحد تانى أكثر منه رجولة وجاذبية أو غنى أو منصب .

 

او ممكن كمان تكون فعلا البنت كانت على علاقة سابقة بحد سواء بالكتابة او غيرها من طرق التواصل او حتى كانت مخطوبة لحد قبله وتحكى لزوجها كل اللى حصل وبرضو يجيله نفس الاحساس انها هتفضل تكلم او تحب الشخص ده علطول حتى لو اتجوزت حد تانى .

 

والفيصل فى المسألة دى هو الاختيار السليم فى شريك الحياة، لو بجد بدأنا من النقطة دى يبقى دى أول بل اهم خطوة فى الاستقرار والتفاهم والثقة المتبادلة.

 

ولما الانسان بيعرف ربنا كويس وعنده دين وخلق تلقائيا هنلاقى نفسنا مطمنين على نفسنا معاه لإنه طالما بيحترم وجود ربنا وبيؤدى واجبه لله يبقى هيبقى كده معانا برضو حتى لو جات لحظة ضعف منه وغلط فى حاجة.

 

كون انها غلطت وكلمت حد قبل كده فالغلط فى حد ذاته مش نقطة سوداء تفضل ملازماها طول حياتها طالما اعترفت بغلطها ووعدت انها مش هتعمل كده تانى , ومش هيبقى ذنبها الهواجس والافعال اللى مش مبنية على دليل اللى صديقك بيحسها ..

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

فاحنا محتاجين نوضح المعلومة دى عشان رغم بديهيتها إلا إن ناس كتير مش عارفينها .. ولو حتى مدركينها .. للاسف ما بيعملوش بيها  , هي إن : الخطأ بيتعاقب عليه مرة واحدة فقط !

 

بداية من رب العالمين- العظيم المتعال- فى أنه بيعاقب علي الذنب مرة واحدة وبيغفره بتوبة نصوحة...

مرورا بالقانون اللى- فى العالم كله- ممنوع يحاكم على نفس الجريمة مرتين ...

 

مرورا بالأطفال اللى ما ينفعش نجلدهم على نفس الخطأ طول حياتهم لدرجة أنه يتحول لتوصيفهم لنفسهم ويقعدوا طول حياتهم يقاوموا شخصية مهزوزة بسبب خطأ عبيط...

 

 الخطأ بيعترف بيه مرة واحدة ! وبيتندم عليه مرة واحدة ! وبعدها بيكون قدام صديقك فرصة واحدة فى إنه يعاقب أو يسامح! بعدها الخطأ ده دوره إنتهى خلاص ! ما بيوصفش علاقته بالبنت دى قدام... ما جعلش له عليها سلطان أو فضل... مالوش إنه يعايرها بيه عند كل مشكلة أو مع كل معروف أو قبل كل طلب... مش مبرر لإنه يسىء معاملتها او يشك فى اخلاقها طالما هى صاحبة الدين اللى النبى وصاك بيها ،، أو مجرد يغير طريقة تعامله معاها كنوع من أنواع العقاب الممتد المفعول !

 

ما حدش المفروض يكون مطالب منه يحس بالندم والذنب مدى الحياة ! والعلاقة اللى هتسبب الإحساس ده ( مهما كانت غلاوتها ) هى فى غنى عنها ..

 

العتاب له تاريخ صلاحية ! الشخص اللى غلط لو هو قرر يسامحه (أو يعاقبه بأى شكل أو يلومه أو حتى يتخانق معاه ويغلط فيه) فخلاص، حقه خلص بعد اللحظة دى ! خطأه مابيعرفش علاقتكم زى ما طريقة تعامله مع الخطأ ده مابتعرفهاش! خطأه ما يمحيش الفضل اللى قبله ولا يبخس من حق الفضل اللى بعده..

 

ربنا في سورة طه قال: { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما }

 

 يعنى فلا يخاف أن ربنا يظلمه بإنه يعاقبه بعقاب أكبر من سيئته... ولا ينتقص من حسناته بسبب السيئات اللي عملها..

 

ابن عباس- رضى الله عنه- لما سألوه عن معنى الآية دى قال: "لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد عليه فى سيئاته ولا يظلم فيهضم فى حسناته"..

 

هو صديقك هيكون أحق من الحق ؟! هيكون أعدل من العدل- سبحانه؟!

 

فبلاش بسبب غلطة هي عملتها يفضل هو يشك فيها لان الشك كفيل يكسر اى علاقة مهما كانت قوتها .. واكرر طالما البنت صاحبة دين تبقى هتتقى الله دايما .. ودايما لازم هو يحسسها انه بيقدرها وواثق انها قد الثقة دى دايما , لازم يوصل لها شعور الثقة ويقول لها انا واثق فيكى وواثق انك هتصونينى .. ومش متخيل ابدا انك تكلمى غيرى لانك بنت ناس وتعرفى ربنا  , وتخيل وقع الكلمات دى عليها هيكون ازاى لما تحس منه فعلا بكده.

 

ودايما يدعى ربنا يعمل لكم الخير ويهديكم ويصلحكم لبعض ويستعيذ بالله من الشيطان ومن الهواجس المميتة دى !!

 

------------------------------------------------------------------------------

 

أما في حالة انه بالفعل مش قادر يسامحها , ومش قادر ينسي , ومش قادر يتعامل معاها تعامل طبيعي , يبقي فورا يفسخ الخطوبة و ينهي العلاقة , واللي اصلا مش هتستمر بشكل طبيعي أبدا , وهيكون مآلها الحتمي هو الانهيار و الطلاق .

 

لو كان صديقك مش قادر يعمل تحكم كامل في مشاعره و عواطفه و تعامله معاها , فلازم يثق ان الارتباط بيها هتكون فكرة فاشلة , و غالبا لها مصير غير مبشر . .

 

فيا إما يكون قادر بالفعل علي النسيان و المسامحة  يا اما يسيبها و هما لسة علي البر , عشان ميورطهاش في زواج و كتب كتاب و دخلة , و يسمح لشياطين الشك في العبث في حياتهم للابد .

 

الرسالة التالية

bottom of page