العنوان : الخجل الزائد

القسم: #النفسي

الرقم: 44

السؤال:

​

المشكله عندى ان لما حد من الى حواليا بيأذينى بعدها المفروض انى ابعد عنه لا مش بعمل كده بقلل علاقتى معاه وف نفس الوقت بكون عاوزه اقطع علاقتى بيه بس مش بعمل كده عشان كنا ف يوم من الايام صحاب

 

وكمان انا سعات بعمل حاجات مش هتفدنى ب اى حاجه بس هتفيد غيرى وبعملها ومش عارفه انا بعمل لى كده حتى لو الحاجه الى هتفيد غيرى دى هتسببلى ضرر بعملها بردو عشان غيرى محتاجها كتير باجى ع نفسى عشان الى حواليا يفضلو معايا بس ف الاخر بيسبونى

 

انا بجد تعبت وطل يوم بتمنى الموت حتى لو هدخل النار عارفه ان كده غلط بس اعمل اى زهقت من الناس

 

والمشكله انى لو زعلت من حد مش بقول انا زعلانه لا بحط ف قلبى وبتعامل معاه كأن محصلش حاجه بجد محتاجه حل محتاجه اطلع من حياتى دى كلها

 

هو الخوف او الكسوف ممكن يكون مش نوع من الاكتأب بس لما بكون محتاجه حاجه بخاف اطلبها بس بعد كده بدايق والصراحه مش عارفه انا لى بعمل كده

 

عارفه انى هطول ع حضرتك واسفه بس الصراحه مصدقت ان ف حد بيسمعنى معلش ممكن اغلبك معايا شويه بس بجد محتاجه اتغير ومش عارفه اعمل اى

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

 

شوفي يا ستي . .

 

اللي عندك  نوع الخجل الزائد , و اللي تخطي القدر المناسب , وتحول للكمية المؤلمة , اللي هتأذيكي بشكل مستمر . .

 

 

الطبيب النفسي "جمال فرويز" بيقول : إن الخجل الزيادة هي مش صفة ممكن نتعامل معاها ، لكن هو اضطراب فى الشخصية والسلوك  , و بيأثر فورا على حياة الشخص ويعرضه لمواقف مزعجة مستمرة .

 

و السبب في ده  , ان الشخص اللي عنده نوع من الحياء و الخجل و الكسوف , انه مش قادر يطلب حتي حقه الطبيعي , او انه يوقف الظلم المستمر اللي عليه , هيعيش طول حياته بيعاني من ده , زائد ان الناس هتتعود عليكي انك "طيبة  وعلي نياتك" , وبالتالي هياكلو كل حقوقك دايما .

 

بل انك لو في مرة حاولتي حتي تقللي نسبة الكرم الزائد اللي عندك , هما هيندهشو من "قلة ادبك" , انتي اتجننتي , ازاي مش عايزة تضحي عشانا كمان و كمان ؟

 

عارفة المثل اللي بيقول , سكتناله   , دخل بحماره ؟

 

اهو بقي اغلب اللي حواليكي , عشان شايفينك ساكته وراضية ,  فدخلو بحميرهم و كلابهم و قططهم , وكل الكائنات اللي معاهم .

 

ولو انتي طلبتي بأدب و حياء انك بس تاخدي جزء صغير من حقك , مش هيصدقو انتي ازاي اتغيرتي كدة .

 

ياريت تقري المشكلة ديه , اللي بتتناول نقطة مشابهة . اللي بعنوان : بين الطيبة و البلاهة

​
 

-------------------------------------------------------------------------------

 

فنبدأ باللي انتي قلتيه في  اول نقطة , ان لما حد بيأذيكي مش بتعرفي تقطعي علاقتك بيه , عشان العشرة متهونش .

 

و لأن "من أمن العقوبة أساء الأدب" , فطبيعي انك لما تستمري علي النهج الطيب ده , في مسامحة الظالم و تبلعي الظلم اللي حصلك , ان اللي قدامك هيكمل في ظلمه بشكل مستمر .

 

وأساسا ده مخالف للشرع و الدين , ربنا أمرنا اننا نقتص من اللي يظلمنا وناخد حقنا , مش نديله قفانا عشان يكمل ضرب .

 

ربنا ذكر بوضوح في سورة الشوري (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ) , مش انهم يسكتو و يعدوها .

 

فلازم من جواكي تغيري المنطق ده , ولازم تتعاملي بشكل مختلف , ولازم تبدئي تاخدي حقك حتي لو حسيتي ان اللي قدامك اتضايق شوية .

 

مفيش مشكلة في المسامحة , لما تعرفي ان اللي قدامك مش قصده يأذيكي او يضايقك , لو حاجة رغما عنه  , او في لحظة غضب او اعتذر .

 

لكن لما ييجي شخص و يستمر في طريقة مهينة في التعامل , او اكل الحق , فانتي لما تسكتي عليه فانتي بتشجعيه علي انه يظلمك و يظلم غيرك , يعني سكوتك في أذي مباشر لغيرك من الناس  .

 

اللي يعاملك وحش خدي حقك فورا , من غير اساءة ادب او طول لسان , لكن اتعلمي ازاي توقفي كل شخص عند حده , وتعاقبيه لما يتخطي حدوده معاكي .

 

في البداية هتلاقي الموضوع متعب وصعب , بس واحدة واحدة هتعرفي تتعاملي .

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

في نقطة التضحية . .

 

كنا شرحنا قبل كدة بالتفصيل الفرق بين "التضحية" , و "البلاهة" . .

 

و خليني انقل جزء من الحل اللي قلناه لمشكلة سابقة عشان نفس النقطة هي هي  . .

 

 

لو هنقسم الناس بناء علي صفة "التضحية - الانانية" , فهيكون عندنا نوعين اساسيين .

 

النوع الأول هو الاناني  , واللي ببساطة يغلب مصلحته علي مصلحة الجميع , ويسعي بس للي هو عايزه , بغض النظر عن رغبات اللي حواليه , ومش بيكون عنده ادني احساس بمعاناة الناس حواليه بسبب سلوكه الغريب ده

 

 

والنوع التاني اللي بيضحي بمصلحته عشان الناس , واللي دايما بييجي علي نفسه  , ويتجاهل رغباته الشخصية عشان مصلحة الناس , بالشكل اللي بييجي غالبا علي مصلحته هو  , وبيكون عنده اهتمام كبير جدا بشعور الناس و احتياجاتهم .

 

وان كنا متفقين ان النوع الأول هو شئ مرفوض تماما , لان الانانية صفة ذميمة وغير مقبولة .

 

فلازم نعرف كمان ان النوع التاني مش دايما بيكون كويس , وان فيه حالات منه بيكون فيها تدمير كامل للذات .

 

فالتضحية الكاملة الغير محسوبة , ممكن تكون مقبولة بشكل كبير من الابوين لاولادهم , او من الابناء لوالديهم  .

 

ولكن فتح باب التضحية للجميع , وللي يستاهل و ميستاهلش , هو خروج من مساحة "طيبة القلب" , لمساحة "الهبل" , واللي فيها - للاسف  - الناس بتركب الشخص المضحي , وبيسوقو فيها .

 

وبالتالي , النوع التاني (التضحية الكاملة) ممكن تكون مقبولة من غير حساب من ابن لابنه او من ابن لابوه , لكن هتكون غير مقبولة من حد لحد , حتي لو كان اخوه .

 

لان ببساطة , الشخص اللي بيضحي من غير ما يكون عند الانسان التاني (المستفيد) مراعاة لده , وتقدير للي بيحصل , هو نوع من الاستنزاف ,واللي هيقضي تماما علي وقت و موارد و حقوق الطرف الاول (المضحي) , من غير ما حد ياخد باله .

 

 والأسوء انه بيجعل الطرف التاني (المستفيد) يتعامل مع التضحيات ديه علي انها "حق مكتسب" , بل انه – بكل برود – هيبدأ يحاسب الطرف الأول (المضحي) لو قصر شوية  ,او قلل من كمية او نوعية او مدة تضحيته , علي اعتبار انه واجب الزامي عليه .

 

-----------------------------------------------------------------------

 

فهنا لازم نقفل الحنفية , ويحصل نوع من المراجعة لمين ممكن نضحي , ومين ميستاهلش اي نوع من التضحية , واللي ببساطة لازم يتحرم منها .

 

و للاسف طيبة قلبك في السنين اللي فاتت , جعلت كل اللي تتعاملي معاهم يشعرو ان كل ما تقدميه هو حق اساسي مفيهوش نقاش , وان خلاص بقي من الطبيعي ان لازم تعمليه

 

ولما كمان الشخص المستفيد , ينسي تماما توجيه اي كلام شكر و تقدير للطرف المضحي ,بتكون الازمة اعمق  .

 

لان الشخص المضحي , حتي لو بيتعب بشكل مستمر , فهو ممكن ينسي كل آلامه و معاناته , بمجرد ما الطرف المستفيد يقوله كلمات شكر حقيقي من قلبه   , ويعرفه قد ايه هو مقدر اللي عمله .

 

لكن منطق اللي ياخد و ميديش , ولا حتي يقول كلمة جميلة , ده منطق فيه تدمير لكل انواع العلاقات الانسانية .

 

اظن ان هو ده اكتر شئ بيألمك , هو التعامل المستهين معاكي  ومع وقتك وجهدك واولوياتك وخصوصياتك .

 

والجزء السلبي في قصتك , هو الشعور المتنامي جواكي بالحزن و الاكتئاب و الغضب , واللي طبيعي هييجي بعد التجارب ديه كلها .

 

و ده اللي خلاكي تقولي عايزة اموت , بل و بتتكلمي عن "النار" باستهانة , ولو انتي تعرفي النار معناها ايه كان شعرك وقف من الرعب , ربنا يحفظنا جميعا  .

 

ففكرة الانتحار او حتي تمني الموت , انسيها تماما , وشيليها من راسك بشكل كامل , لان انتي اللي صنعتي المشكلة مش الناس  .

 

بدليل ان غيرك الالاف البنات , بيتعاملو بشكل "سوي" مع المجتمع , وواخدين حقوقهم بالكامل , فالمشكلة في تعاملك انتي , مش في الناس .

 

صحيح ان فيه اصناف زبالة من الناس , بس حتي دول هيقفو عند حدهم لو انتي تعاملتي معاهم بالشكل الصحيح

 

-----------------------------------------------------------------------

 

طب الحل ؟ ؟

 

 

• اولا لازم تغيري قناعتك من البداية , ان اللي بتعمليه مش طيبة قلب لكن تفريط في الحق , و ده بيجعل الظالم يستمر في ظلمه , باعتبار ان :  المال السايب يعلم السرقة .

 

 

• لازم تتعلمي نوع من "البجاحة"  عشان تعادل الكمية الكبيرة اللي عندك من الخجل , و توصلي لكمية متوازنة .

 

• حاولي تتعلمي من صديقاتك الاكتر شجاعة , واللي لسانهم يقدر يسلخ اي حد قدامه , متتعلميش الكلام البذئ لكن الشجاعة و الدفاع عن الحق

 

• فورا اي حد يغلط فيكي باستمرار اقطعي علاقتك بيه , و من غير نقاش , واياكي ترجعيها مالم هي تيجي و تعتذرلك بشكل حقيقي و جاد , لو مجاتش يبقي متلزمكيش

 

• متحطيش اي شئ في قلبك , ومتفكريش في اي مواقف حصلت , الحاجات ديه هتزرع جواكي عقدة اكتئاب مستمرة

 

• خلي جنبك صديقات محترمات يساعدوكي علي تجاوز ده , وشوفي واحدة فيهم قريبة منك عشان تحكيلها كل حاجة , الحكي لوحده احيانا بيريح

 

• لازم تتوقفي تماما عن التفكير في الموت , واياكي تجيبيه في ذهنك مرة تانية , الحياة هي هبة من عند ربنا و مش من حق اي انسان – حتي انتي – انك تقرري هتنزع امتي , وثقي ان مشاكلك هتتحل لو مشيتي علي الخطوات

 

​