
العنوان : الدموع القريبة
القسم: #النفسي
الرقم: 33
السؤال:
انا بنت ٢٣ سنة
انا بحس جوايا اني اتظلمت او اني اتفهمت غلط ومش بقدر ادافع عن نفسي او اجادل بسكت وبس وسكوتي دا بيخليني اعيط
دموعك قريبة اوووي ! الجملة دي اللي بتتقالي دايما وبعيط من اقل حاجة واودام اى حد.
مديري في الشغل مثلا بيكلمني عادي كنصيحة او تعليمات للشغل عيطت دا اقرب موقف
و انا عموما بحس اني ماليش حظ ف اى حاجة وفي حاجة كبيرة نقصاني ..
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
الإجابة :
اهلا بيكي
كتير مننا بالفعل بيشعرو بنفس شعورك , انه لو اتظلم , ومش قادر يدافع عن نفسه ويوضح موقفه , فهو بيجيليه الشعور بان "نفسه صعبت عليه" , وبالتالي بيعيط .
وده بيزيد اكتر مع البنات في سن المراهقة , واللي بيكون عندهم نوع من الهشاشة النفسية , والضعف المتوطن داخلهم , الاضطراب الطبيعي في تكوينهم .
بس خلينا نقول ان الموضوع عندك زيادة شوية , لان في الاحوال الطبيعية , الشخص بيبدأ يدافع عن نفسه و يقاوم و يوضح , ولما يعجز عن ده كله ممكن يبكي , لكن انتي البديل الأول الجاهز عندك هي دموعك .
وكون انك اتوصفتي ان "دموعك قريبة" يبقي بالفعل الموضوع زايد عندك و لابد يتعالج , خاصة لما تيجي الدموع في وقت انتي بالفعل مش مظلومة فيه ولا حاجة "مديرك يكلمك بطريقة عادية" .
ولما نحلل النقط اللي انتي ذكرتيها عن نفسك هنا هنلاقي 3 نقط اساسية :
-
الاحساس بالظلم و سوء الفهم
-
سرعة البكاء
-
مفيش حظ في الدنيا
--------------------------------------------------------------------------
اولا الاحساس بالظلم , وانك الناس بتفهمك غلط .
مع ان فيه احتمال يكون بالفعل فيه ظلم من الناس ليكي , الا ان التصور الاقرب ان فيه نوع من المبالغة عندك , للي بتشوفيه من معاماتهم ليكي .
يعني وارد يكون الناس بتعاملك بشكل طبيعي , يحمل مزيج من الود مع اللامبالاة مع القسوة مع المرح مع الكئابة , اقصد ان يكون تعامل الناس معاكي , مشابه لتعاملهم مع باقي البشر .
لكن لسبب ما ,انتي بتقومي بتفسير اللي هما بيعملوه بشكل اكبر شوية من حجمه , وبصورة غير دقيقة .
وبالتالي لو صديقتك نسيت تسالك عاملة ايه اليوم , يبقي هي مش معبراني , لو زميلك في الشغل حذرك من حاجة غلط انتي عملتيها , يبقي انتي فاشلة , لو مديرك قالك علي نصيحة مهمة في الشغل , يبقي هو مستقصدني .
وبالشكل ده حياتك هتبقي جحيم , ومش هتعرف تتعاملي ابدا مع اي حد بالشكل المناسب .
لازم تعيدي الامور لنصابها , وتحطي كل شئ في مكانه السليم , وتعملي تفسير دقيق لكل رد فعل من شخص معين , بشكل مش اكبر من حجمه .
و عدم فعل ده , هيجعل حياتك سلسلة من المعاناة المستمرة من ردود فعل الناس اللي انتي متخيلاها , وبالتالي هتكون اقرب ما يكون لاضطراب "عقدة الاضطهاد" , وان كل الناس مستقصداكي .
و المشكلة بتتفاقم لما اللي حواليكي يحسو ان ردود فعلك مبالغ فيها , وان فكرك بيروح لبعيد , فببساطة هما هيسحبو نفسهم و يبعدو عنك بشكل تدريجي , لانهم مش عايزين يكون فيه اصطدام معاكي , وده اللي هيصنع من حواليكي عزلة مخيفة هتدمر حياتك , والاسوء هيطلع عليكي سمعة "سيبكو منها عشان هي مش طبيعية"
لابد من اعادة صياغة تعامل الناس معاكي , واعادة تفسير تعاملك مع الناس , عشان تشوفي الشكل الحقيقي للواقع
وهنا رابط لمشكلة سابقة كنا اتكلمنا عن الموضوع ده , بعنوان :الحساسية المفرطة.
--------------------------------------------------------------------------
النقطة التانية : سرعة البكاء . .
وهي نتيجة حتمية للشعور اللي انتي بتحسي بيه في النقطة الاولي , خاصة مع الشخصية "الغلبانة"
مهو لما الشخص يكون حاسس الناس كلها عليه , و عايزين يأذوه , يا اما هيتحول لشخصية عدوانية , لو كان هو فيه الطبع العنيف شوية , يا اما شخصية "مهيضة الجناح" لو كان هو اقل قوة و تماسك .
وانتي رحتي للطريق التاني , واللي هيبهدل حياتك في كل النواحي .
و اهم خطورة ليه هو نظرة الناس ليكي . .
مهو لما الناس تشوفك بتبكي علي اي حاجة , ومن اي كلمة , فهما – رغما عنهم – هيصنفوكي انك مش طبيعية , وانها "ربنا يكون في عونها مسكينة" , وانها محتاجة رعاية نفسية , واللي بيترجموها في عقولهم فورا لمستشفي العباسية .
و استمرار الانطباع ده و انتشاره , معناه اغلاق اغلب الابواب قدامك , سواء شغل او تعامل او صداقة او ارتباط .
يعني مين هو الشاب اللي هيخطب واحدة "قابلة للكسر" وبتعيط من اي كلمة , هو نفسه مهما كان طيب و صبور , مش هيتسحمل , ومش هيعرف يفسر اخطاء معملهاش , و ملوش طولة بال يقعد يطبطب و يدادي طول حياته .
فلابد من التخلص من ده , والاساليب كتيرة , بس هي محتاجة بحث و اهتمام و ارادة .
و 80 % من حل المشكلة , يكمن في حل النقطة الاولي (سوء فهم الناس) , واللي لو اتحلت , هتجفف كتير من منابع الدموع و الأسي عندك .
زائد انك لازم تدربي نفسك تدريجيا علي التحمل و القوة والصبر , انتي لسة في اول حياتك و مقابلتيش مشاكل حقيقية , واللي في الاساس بتقطم ضهر اتخن تخين , فما بالك بنفسية هشة زي اللي عندك .
لازم تتدربي واحدة واحدة , وتبدئي تواجهي المشاكل بشكل هادي و سليم , وهتلاقي انك اتغيرتي تدريجيا
----------------------------------------------------------------------------
النقطة التالتة : مليش حظ في الدنيا .
و كمان هي هتكون نتيجة طبيعية لاحساسك في النقطة الاولي (انك مظلومة) , و تصرفك في النقطة التانية (البكاء المستمر) .
اكيد هتحسي ان مفيش امل , والدنيا هاضمة حقك , وكل الناس عليا , ومفيش اي حاجة عدلة في الدنيا . .
و ديه هتتحل اوتوماتيك اول ما تحلي النقطة الاولي , وتتوقفي عن النقطة التانية .
زائد فيه حاجة اضافية ممكن تعمليها بالتحديد مع النقطة التالتة (مليش حظ في الدنيا)
انك تعودي نفسك دايما انك تبصي علي الاقل منك حظا في الدنيا . .
يعني لو انتي بس حطيتي في بالك الاف البنات اللي في سنك , بس بيعانو من غسيل المواعين في مطاعم حقيرة , او معرضين لضرب و اهانة مستمرة من ازواجهم , او عندهم امراض مستعصية بيعانو منها بشكل مستمر , او مولودين باعاقة رهيبة , صنعت عندهم عقدة نقص كاملة , او فقدو الاب او الام , وبيعانو من نيران زوجة اب متحكمة او زوج ام ايده طويلة . .
هتلاقي ان فيه بالفعل الاف النماذج , واللي يتمنو يكونو في مكانك و ظروفك بالكامل , لما تقارني نفسك بيهم , هتكتشفي انتي قد ايه عايشة في جنة , وقد ايه حياتك مرفهة و في نعيم كامل .
انتي محتاجة تعملي اعادة صياغة لتعاملك و مفهومك مع الحياة , وهتلاقي تدريجيا ان النضارة السودا اللي علي عينيكي راحت , و ان الناس مختلفة عن اللي انتي شايفاهم دلوقتي
و هنا كمان مشكلة مهمة وحلها , بعنوان : بين الطيبة و البلاهة , هتفيدك كتير