العنوان : السُفُن المُحترقة – 1

القسم: #الديني

الرقم: 24

السؤال:

 

انا ليا صاحبة من ايام الكلية انا متخرجة من سنتين بس هى لسة اخر سنة ليها بتدبلر كتير

 

 كانت من صغيرها وهى مع الاخوان واللبس الواسع وحفظ القران والتدين لحد لما اتصدمت من تصرفاتهم ايام مرسى فبعدت عنهم بس كانت يتشتغل فى صناع الحياة بتلم التبرعات

 

المهم صاحبتى ديه فيه ايام الكلية كانت مصدر تحفيزى علمتنى اقرا كتب وانتظم فى الصلاة واتفرج على فيديوهات تحفيزية

فجأة الشخصية ديه اتغيرت للأسوأ لقتها مرة كاتبة انها جربت تشرب سجاير لأول مرة اتعاركت معاها وحلفت مش هتكررها وفرحت بيا لأن انا الوحيدة اللى زعقتلها كل صحابها كانوا مش فارق معاهم

 

وبعد كدة عرفت بالصدفة انها لسة بتشرب بس ناكرة منى ودخلت فى علاقة عاطفية مع واحد ملحد وبعد كدة سابها واتجوز وبقت تعمل حاجات غلط كتير

 

سافرت كذا مرة القاهرة من غير متقول لأهلها احنا فى اسكندرية لقيت على موبيلها صورة ليها بشعرها فى الشارع وقالتلى كنت بجرب احساس لما اقلع الطرحة بس مش هقلعها

وكاتبة اخر بوست ليها انها هتروح الكنيسة مع واحدة صاحبتها مسيحية انا مش عارفة اعمل ايه انا خايفة عليها وشيفاها بتغرق ومش عارفة اعمل ايه ومش بتقبل نصيحتى اكلم حد من اهلها ولا اعمل ايه

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

لازم نقول إنها مشكلة تخوف . .

 

( ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل) ده حديث شريف , رواه ابن ماجه, ومحدش فينا عارف بكرة هيكون عامل ازاي , ولا قلبه هيتحول لإيه . .

 

وعلي الرغم من النقاط السلبية اللي في المشكلة , إلا إني شايف عدد من المفاتيح الإيجابية عندها , واللي أتمني إنها تكون المدخل المناسب لحل المشكلة إن شاء الله . .

 

في البداية لازم ألقي الضوء علي حياتها  أثناء الإلتزام , بعدها نتناول الاسباب المحتملة للي جعلتها تتغير بالشكل ده  ,بعدها ايه الحلول المقترحة اللي ممكن تعمل إصلاح للموقف المتأزم . .

 

وعشان الرسالة هتكون طويلة رغما عنا , فهيتم تقسيم الإجابة لجزئين , اليوم و بكرة ان شاء الله

 

---------------------------------------------------------------------------------------

 

نبدأ بحياتها أثناء الإلتزام . .

 

و مشكلة الكلام في النقطة ديه , إنه فيه نوع من "التخمين" و "الاستنتاج" لشئ في علم الله وحده , وهو مكنون الصدور . .

 

من المستحيل التيقن من دافعها للالتزام  , محدش في البشر عنده القدرة علي الإطلاع علي خفايا الصدور , فاللي هنعمله دلوقتي مش الكلام عنها بالتحديد , لكن بصفة عامة , كنوع من طرح الإحتمالات المختلفة للأهداف اللي بتجعل البعض يتجه لطريق الإلتزام . .

 

و الهدف من ده , إن تحديد الدافع الحقيقي اللي جعلها تتمسك بالدين لفترة طويلة في حياتها , ممكن يساعدنا علي إيجاد السبيل المناسب , والطريق السليم للوصول لعقلها الباطن , ومساعدتها علي اتخاذ القرار السليم . .

نؤكد تاني , احنا مش هنتكلم عن دافعها هي بالتحديد , لأن ده في علم الله , ومحدش يقدر "يشق عن قلبها" , احنا هنتكلم بصفة عامة عن الدوافع المختلفة اللي بتجعل الناس تتمسك بالالتزام , وانتي من الكلام هتحسي ان ممكن هي تكون اقرب للدافع الفلاني . .

 

حاجة تانية مهم نتكلم عنها , وهي إن وارد جدا يكون فيه أكتر من دافع مع بعض , بل خلينا نقول إن هو ده اللي بيحصل للسواد الأعظم مننا , ان فيه اكتر من دافع بيشتركو معا  , بنسب مختلفة , للتمسك بالالتزام . .

 

زي بالظبط ما يكون حد حوش فترة طويلة عشان يروح الحج , عنده من جواه 60 % دافع انه يقضي الفريضة و يتقرب من الله  , وفيه بقي 20 % عشان يتفسح و يركب الباخرة , وفيه 5 % عشان هيقعد في فندق فاخر , كمان 5 % عشان هيشتري بطانية للعيال من مكة , و 10 % عشان ياخد لقب يا حج و الناس تزفه في الشارع , وهكذا . .

 

 

وكنا اتكلمنا بالتفصيل عن الدوافع المختلفة للطاعات , ومدي تأثيرها في الحسنات , في 3 رسائل عن الإخلاص و العُجب , في رسالة أعاني من الإخلاص , ومشكلة العُجب , واحد في المليون  

--------------------------------------------------------------------------------------

 

الدافع الأول : هو الخوف من الله

 

وهو الدافع السليم و الصحيح , واللي المفترض يكون لوحده  , من غير دوافع تانية . .

 

 ولما بنتكلم عن الخوف من الله , فاحنا قصدنا باقة واسعة تشمل (الخوف من الله , حب الله , ابتغاء الجنة , الخوف من النار , حب الإسلام , اتباع الرسول صلي الله عليه و سلم . . )  و هكذا

 

علي قد ما تتواجد النسبة الأكبر للدافع ده عند شخص معين , علي قد ما هيكون طريقه سليم , وسلوكه مظبوط , وفكره معتدل , و أخلاقه أقرب لأخلاق الرسول صلي الله عليه و سلم . .

 

و علي قد ما تقل النسبة ديه , علي قد ما هيحصل العكس تماما , وتجد من الشخص اللي يرتدي ثوب الإيمان , إنه أبعد ما يكون عن حقيقة الإسلام , وسلوكه القويم . .

 

 

 

الدافع التاني : تحقيق الذات . .

 

فيه ناس بتتمسك بالدين , عشان يحقق داخله حاجات مش قادر يعملها بعيدا عن الدين . .

 

عشان يملي من جواه فراغ عميق , مش قادر يملاه من طرق تانية . .

 

ياريت تقرأي تاني رسالة "هرم مازلو"  عشان تحطي ايدك علي المعني الحقيقي لمصطلح "تحقيق الذات"

 

 

لا أقصد الشخص اللي بيتدين لأن نور الإيمان ملي قلبه و الفراغ اللي فيه , أنا قصدي بالشخص اللي تدين لأن في تدينه قدر يحقق كمية من النجاح مش عارف يحققه في مجال تاني , عارف المعني مش واضح تماما ,  فيه كمية من الغموض , بس للأسف الخط رفيع بين النقطة ديه , والنقطة اللي فاتت . .

 

و غالبا الشخص اللي مش قادر يحقق نجاح في اي مستوي تاني في حياته , باستثناء في الدين بس , فده اللي ممكن تقلق ان دافعه للتدين هو النقطة اللي بنتكلم عنها . . 

 

 

الدافع التالت : التغيير و التجريب

 

وهو دافع موجود لدي عدد لا يستهان به للأسف . .

 

البعض يدخل المجال الإلتزامي كنوع من "ايه ده , حاجة حلوة , يللا نجرب" , وده اللي شفناه في بعض الممثلين و المشاهير , واللي بعدها أحيانا بيرجعو زي ما كانو و أسوء . .

 

النوع اللي بيتعامل مع الدين علي إنه "موضة" وإنه ما تيجي نشوف الحوار ده عامل ازاي . .

 

عدد من اللي تمسكو بالالتزام بدافع التجريب في البداية , بعد فترة أشرق نور الإيمان في قلبه بشكل سليم و بالمعني الصحيح , و تمسك بيه بقوة , و البعض للأسف مكانش تمسكه بيه إلا مؤقت . .

 

 

الدافع الرابع : ضغط الأهل

 

ده بيحصل للأسف في بعض الأسر و المجتمعات , إن الأهل (الأب , الأم  , الأخ الأكبر , الزوج)  يكون بيهمهم الشكل الخارجي  , والمظهر الإلتزامي , قبل ما يهمهم الجوهر , والقناعة , والدافع الداخلي . .

 

فده اللي بيجعل الشخص (سواء ولد أو بنت) يتماشي مع أوامرهم , ويسمع كلامهم , ليس حبا في الدين ولكن خوفا من غضبهم و عقابهم , و يظلو علي هذا الحال لغاية لما تسنح ليهم الفرصة الخروج من تحت وصايتهم او عباءة تحكمهم , و هنا يقومو بعمل ارتداد عكسي خطير , وبيكون أسوء من الحال الطبيعي للأسف . .

 

رسم خط محدد لأولادك , وتوجيههم له , بل و أحيانا إجبارهم عليه , في حد ذاته مش غلط , لكن لازم يكون بالتوازي مع زرع الوازع  الديني من داخلهم , وإنهم يؤمنو ان ده الصح , مش ان لازم أعمله و خلاص . .

 

كمان بعض الأسر لابد تؤمن بالتدريج , امتي يقولو للبنت علي الحجاب  , امتي يتعود علي الصلاة , امتي يفهمو معاني الاختلاط , والحياة الجنسية , المواعيد المبكرة او المتأخرة , هيكون ليها تأثيرات سلبية كتيرة  . .

 

 

الدافع الخامس : الوصول

 

وديه بتكون خاصة بالوصوليين , اللي هما عايزين يوصلو لمناصب معينة , مراكز أكبر , ومصلحة مادية , فيتمسح بعباءة الدين والالتزام , عشان يوصل لهدف محدد , ويتم وصفه بالبر والتقوي . .

 

والفئة ديه بتكون ظاهرة وواضحة لأي شخص قوي الملاحظة , وعنده شئ من الخبرة الحياتية في قراءة الناس .

 

------------------------------------------------------------------------------------------

 

زي ما قلنا , ممكن يكون عندها أكتر من دافع اشتركو مع بعض لدفعها للتمسك بحالة الإلتزام , نتمني إن يكون بس الدافع الأول هو اللي كان موجود (الخوف من الله) , لأن وجود أي دوافع تانية معناه إن الإلتزام مكانش بالكامل خالص لوجه الله سبحانه   . . .

 

لازم نتوقف هنا في الكلام في النقطة ديه , وعدم تخمين دوافعها هي بالتحديد , لأن زي ما قلنا , مش من حق اي إنسان في الكوكب انه يناقش نوايا شخص معين . .

 

------------------------------------------------------------------------------------------

 

ماذا عن النقطة التانية : سبب التغيير . .

 

يا  تري ايه اللي ممكن يكون حصلها , عشان تتغير بالشكل الحاد ده ؟ ؟

 

في البداية مش مستريح للحديث عن الدافع السياسي , وهو خذلان الإخوان المسلمين لطموح و آمال المجتمع المصري بعد الثورة , ممكن تكون الصدمة ديه هي شرارة البدء , بس إن شخص يتحول بالكامل كدة لسبب سياسي , مش شايف ان ده سبب كافي بالفعل . .

 

طيب تعالي نتكلم عن عدد من الدوافع المحتملة , عشان نشوف انهي فيهم اقرب للصحة . .

 

ضغط نفسي لسبب ما . .

 

متنسيش إن الحق و التمسك بالدين ثقيل علي النفوس , ده مش كلامي  , ده كلام سيدنا أبو بكر , لما قال لسيدنا عمر : (إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم ، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا) , يعني سيدنا أبو بكر بيعلمنا إن اتباع الدين والتمسك بيه شئ ثقيل علي النفس , مش حرام الواحد يقول و يعترف بده . .

 

كمان افتكري الحديث المهم (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) رواه مسلم

 

يعني ايه سجن ؟ يعني فيه عشرات الحاجات الغير مسموح لينا كملتزمين اننا نعملها , أيوة هي كلها في صالحنا ,لكن احنا داخلنا رغبة مخلوقة جوانا لتنفيذها , مقاومة الرغبة ديه هي اللي عليها الأجر العظيم إن شاء الله   . .

 

فوارد يكون فيه عدد من الضغوط النفسية اللي مرت بيها , واللي جعلتها تتخذ قرار إنها "تتحرر" من كل الضغوط , ومن كل القيود , وتنزع من عليها عدد من الإلتزامات الدينية . .

 

طبعا اللي عملته شئ مؤلم , وانا لما باشرح اللي حصل مش ببرره أبدا , ولا بعذرها , لأن في النهاية ده خطأ جسيم , ونسأل الله أن يمن عليها و علينا بالهداية سريعا . .

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

كسر القواعد . .

 

وهي رغبة ملحة جوة كتير من الناس , باعتبار ان الممنوع مرغوب . .

 

و لما بقول هي رغبة موجودة , مش معني كدة اننا صح اننا ننفذها , كلنا عندنا رغبات جنونية , ولو سمحنا لنفسنا اننا ننفذ اللي ييجي في بالنا ,هيتحول العالم لفوضي . .

 

فوارد يكون عندها رغبة من كسر التابوهات التقليدية , والرغبة ديه هي مقدرتش تقاومها , عشان كدة بدأت في تحطيم القيود التقليدية اللي كانت عايشة فيها , زي انها تفكر تخلع الحجاب او انها تصاحب شخص ملحد , او تروح الكنيسة كنوع من : مش بيهمني حد . .

 

الشعور ده ليه علامة خطيرة , إنه بالفعل لو استمر عندها فممكن يوصل معاها لكسر كل القواعد الموجودة , و تتحول لإنسانة تانية , هي نفسها مكانتش تتخيل وجودها من فترة قريبة . .

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

حب التجريب . .

 

وإن كان حب التجريب موجود عندنا كلنا , فالفرق بين انسان سوي , وانسان غير سوي , ان الانسان السوي مش بيجرب الا في المساحات "الآمنة" و "السليمة" , مفيش حاجة اسمها هجرب اقف قدام القطار و اجري في اخر لحظة هروبا منه , محدش بيعمل كدة الا انسان مختل عقليا , او عنده كمية غير محدودة من الاستهتار . .

 

و للأسف هي بدأت تجرب في المساحات المخيفة , في خلع الحجاب , في مصاحبة إنسان يكفر بالله  ,في تغيير دينها  , بل حتي في السجاير , واللي ممكن نقول عليها أخف المصايب اللي عملتها . .

 

حب التجريب في المساحات ده , لا يعني إلا الشعور بالاستهتار التام , اللي بتجعل الشخص لا يبالي بالعواقب , ولسان حاله بيقول : طز في أي حاجة تحصل . . 

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

السفن المحترقة . .

 

وديه أحد الدوافع النفسية اللي بتكون موجودة عند كتير من اللي بيتحولو بالشكل المدهش ده . .

 

و المقصود بيها ان الشخص فشل في عدد كبير من المجالات  ,فكل سفنه اتحرقت بالفعل , و مبقاش عنده شئ يخسره أو يبكي عليه , مبقاش عنده شئ مهم او شخص عزيز يخليه يحافظ علي الصورة الجميلة اللي كانت عليها . .

 

و هنا يبدأ مسلسل التحول الغريب , ولسان حالها بيقول : ما هي كدة كدة خربانة , او الجملة اللي بيقولها عدد من الجهلة "ما انا كدة كدة داخل النار" , ربنا يحفظنا يا رب . .

 

السفن المحترقة متعلقة باليأس من رحمة ربنا , وربما كان سببها شئ معين حصلها انتي متعرفيهوش , وطبعا وارد يكون البند ده بالكامل مش متواجد عندها , احنا بنعرض كل الدوافع المحتملة وانتي أدري بيها .

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

التنازل المستمر . .

 

كنا اتكلمنا بالتفصيل في رسالة "درجات السُـلم" 

 

 قلنا ازاي إن الشيطان هيدفع الشخص إنه يقترب من الفاحشة خطوة خطوة , الشيطان مش عبيط عشان لشخص ملتزم او فتاة ذات حياء , ويكلمهم عن الزنا , لكن بيقول لكلا منهم علي معصية خفيفة و بسيطة و قريبة منهم , فتكون نسبتها للموافقة اقرب , ولما ينزل أيا منهم الدرجة ديه  ,يبدأ الشيطان يتكلم معاهم علي الدرجة اللي بعدها , وهكذا درجة ورا درجة وعلي مدي شهور أو سنين طويلة , يكتشف كلا منهم إنه بقي بعيد كل البعد عن الحال الأول اللي كان فيه , وإنه أقرب ما يكون للكبائر ربنا يحفظنا . .

 

الخوف ليكون الشيطان مارس معاها نفس الفكرة , إنه بدأ معاها من زمان الإلحاح عليها بالتنازل علي حاجة بسيطة خالص , (تتكلم بس مع شاب من بعيد) , (تلبس فستان ضيق شوية مع الخمار) , (شوية روج خفيف مش هيبان اصلا ) , (البرفان ده ريحته مش باينة يا جماعة فيه ايه ), (هو إيه الأزمة لما البس بنطلون واسع و البلوزة طويلة أهي) , (انا بذاكر معاه في المكتبة مش في بيتهم , مش شيافيني ؟ ) , (ايه الأزمة لما اكلمه علي الواتس يعني . . ) , وهكذا السلسلة المخيفة من درجات السلم , اللي فيها خطوات لا تنتهي من التنازل . .

 

الشيطان مش هيروح لواحدة لابسة خمار يقولها اطلعي بشعرك , لكن هيروح لواحدة بخمار عشان يزن عليها تلبس طرحة قصيرة , وبعدها تلبس بلوزة ضيقة شوية , بعدها بنطول واسع مش جيبة , بعدها تظهر خصلة من شعرها , وفي لحظة معينة لها تكون مهيئة , هيقنعها الشيطان ان الحجاب حجاب القلب , وان ياما فيه بنات محجبات ووحشين , وياما فيه بنات مش محجبات و بيحبو ربنا , وساعتها هتلاقو صورها في انستجرام  , بتقول باركولي يا جماعة علي التسريحة الجديدة لشعري . .

 

الخوف لتكون هي بالفعل نزلت الدرجات بالتدريج من غير ما تحس , لغاية لما اكتشفت انها بعيدة بالفعل عن المستوي اللي كانت فيه من كام سنة .

 

و متنسوش حاجة . .

 

ان لما المولي تبارك و تعالي بيشوف عبد بيبتعد عنه تدريجيا , المولي تبارك و تعالي – من حبه لعبده – بيضع عدد من العراقيل و المصاعب قدام المعصية نفسها , يعني بيجعل المعصية و كسر الإطار الإلتزامي صعب مش سهل , كمان بيعبت من يذكره بالله , علي هيئة صديق  ,او رسالة علي الواتس , او كلمة يسمعها في الشارع  ,او طفل صغير يقولهاله , وده بيحصل عدد كبير من المرات . .

 

لما الشاب او البنت  ,يصر علي اجتياز  كل الحواجز ديه , ويصر علي تحطيم كل العراقيل للوصول للمعصية , ويصر علي إغلاق أذنيه عن الرسائل الربانية , يبقي كدة الشخص ده أقام علي نفسه الحجة الكاملة , و يستعد لحساب الله يوم القيامة , ربنا يثبت أقدامنا يوم القيامة يا رب

 

ربنا لما ذكر في سورة غافر في الحديث عن أهل النار (قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)  . .

 

إن كان السابقين أتتهم الرسل علي صورة أنبياء يتلون عليهم آيات ربهم  ,فاحنا في العصر الحالي , المولي تبارك و تعالي يرسل الينا رسائل متتالية , كنوع من التذكير به , وإقامة الحجة علينا

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

صدمة نفسية أو عاطفية . .

 

ديه أحد الاسباب الواردة , واللي سببت لها التغيير العنيف ده  . .

 

لو كان فيه صدمة لسبب نفسي معين , او مشكلة حياتية كبيرة حصلتلها , او أزمة ملقيتش حد جنبها . .

 

كذلك حدوث أزمة عاطفية مش قليلة , وارد انتي متكونيش عارفها , في النهاية انتي مش ملازماها ليل و نهار , وارد يكون فيه شخص معين كسر قلبها , فكان رد الفعل الخاص بها انها تهرب من عالمها التقليدي , وتحطم كل القيود السابقة . .

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

 

الأسرة الغير مترابطة . .

 

صحيح إن الأسرة غير مفككة , وان مفيش طلاق او انفصال , لكن من الكلام واضح إن كل فرد في وادي . .

 

ولو بيدي الأمر , فأنا هامسك افراد أسرتها , و أحاسبهم علي إهمالهم الجسيم . .

 

فين الأب من المرحلة السنية الخطيرة ديه  ؟ ؟  ليه هو عايش في عالم خاص بيه من الشغل و الأمور التانية , معقول معندوش نص ساعة في الأسبوع يتكلم مع بنته , نص ساعة بس مش عايزين أكتر من كدة . .

 

فعلا شئ يضايق جدا , كل الفلوس اللي بتجري وراها هنا و هناك ملهاش اي لازمة , طالما الحالة النفسية لأولادك فيها الخلل الرهيب ده , مستني ايه ؟ ؟ لما ترمي نفسها من فوق كوبري ستانلي ؟ ولا لما تهرب مع شاب معندوش ذرة من الدين . .

 

فين الأم ؟ ؟  فين اللي المفروض تكون صديقتها و أقرب الناس ليها ؟ هنستفاد ايه بكل شغل البيت و التنضيف و الترويق و الغسيل , إن كانت الصحة النفسية لأبنائها في الحضيض ؟ ؟

 

ازاي مش بتتابعها بشكل مستمر , عشان تتأكد إنها بخير , انها داخليا كويسة  , إن حالتها النفسية و العصبية و المزاجية علي ما يرام . .

 

فين أخواتها ؟ ؟

 

معقولة أختها وجدت مساحات اختلاف , فتعمل معاها خناقات ؟  ايه الحماقة ديه ؟ ؟

 

لو كا واحد فينا قطع علاقته مع اللي مختلف معاه , او حتي مع الفاسد و السكير و الزاني , فالفئة ديه هتروح للي يسمعلها , واللي غالبا هما اكتر فسادا منهم . .

 

أنا شايف إن أكبر سبب للمأساة اللي عايشاها , انها مش شايفة أسرة , عايشة وسط أشباح في البيت  , بتاكل و تشرب و تاخد مصروف , لكن وجودهم زي قلتهم , حاجة تضايق جدا والله . .

 

لو مكانش أقرب الناس ليها يصنعو احتواء كامل لها , هتروح لمين ؟ لزميلها الملحد عشان تشتكيله  ؟ ؟

 

لو ملقيتش الحضن عند أمها , هتدور عليه فين طيب ؟ ؟ واخدين بالكم احنا ازاي احيانا بنقتل اللي حوالينا بإهمالنا  ؟ ؟

 

 

 

ديه كانت الأسباب المحتملة للتغير الحاد في شخصيتها , وفي رسالة الغد اللي بعنوان السفن المحترقة - 2 , هنطرح عدد من الحلول

​