top of page

عنيدة ولا مُصرة

left_back_arrow_blue.png
55 عنيدة ولا مصرة.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

 

العنوان : عنيدة ولا مصرة
القسم: #النفسي
الرقم: 55
السؤال:

اهلا بيكم

 

المشكلة اللي بتخنقني ان اصحابي وقرايبي بيقولو عليا عنيدة ودماغي ناشفة هما بيقولو كدة عشان انا لما بركز في حاجه او بيكون عندي راي بكون مصرة عليه و اظن ديه حاجة كويسة اصلا بدل ما اكون متذبذبة في الراي و خلاص

هما بقي شايفين الاصرار ده انه عند واني دماغي ناشفة قولهم كلمة ارجوك عشان تفهمهم قصدي

شكرا يا ادمن

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة :

 

الإصرار علي شئ , و العند هما معنيين قريبين من بعض , الأول شئ إيجابي وياريت يكون عندنا كلنا , والتاني شئ سلبي مدمر حياة ناس كتير . .

 

و سؤالك مهم , عشان يخلينا نوضح الفرق بين المعنيين , وليه لازم نتمسك بالأول , وليه لازم نتجنب التاني . .

 

وعشان نحط ايدينا علي المعني بالظبط , تعالي نتخيل موقف فيه 3 افراد . .

 

محمد , مصطفي , اشرف

 

كل واحد فيهم قرر يتعلم البرمجة بلغة (جافا) . .

 

محمد بدأ يتعلم , وبعد اسبوع قرأ مقال ان فيه لغة تانية جميلة اسمها سي شارب , فهوب , قال ما تيجي اجرب , فتح دروس الشي شارب , لقاها لطيفة .

 

بعدها بأربع أيام قابل واحد زميله في القهوة قاله سيبك من ده كله , خليك في الاندرويد , ده هو اللي واكل السوق . .

 

قاله بجد ؟ طيب اتعلمه ازاي ؟ قاله روح علي الكورس الفلاني . . فبدأ يذاكر اندرويد . .

 

بعدها قرأ مقال ان البرمجة صعبة و متعبة , فقال لنفسه كلام فعلا سليم , ده انا دايخ فيها بقالي اسبوعين لما تعبت , فساب البرمجة خالص , وبدأ يفكر في حاجة تاني . .

 

ماذا عن مصطفي ؟

 

مصطفي بدأ برضه مع الجافا , لقاها متعبة شوية عليه , قال ميهمنيش أنا لازم اخلصها , قعد شهر يذاكر فيها مش فاهم حاجة , برضه مُصر لازم يخلص الكورس , قابل بعدها واحد زميله قاله , سيبك من الجافا عشان متعبة خليك في حاجة تاني , مصطفي قاله أبدا مش ممكن , هخلصه يعني هخلصه , قرأ مقال ان الجافا مش مستخدمة كتير حاليا , والأفضل يبدأ بحاجة مختلفة , قال لا , وهخلصه يعني هخلصه .

 

خلص الكورس , ولقي إنه بالفعل مش فاهم حاجة , ومش عارف يشتغل بيه . .

 

أشرف , بدأ هو كمان بكورس الجافا , لقي فيه شوية صعوبات , سأل ناس خبيرة قالوله سيبك من الجافا حاليا وشوف السي شارب هو أولي , قرأ علي النت أكتر من حد قاله الكلام ده فعمل كدة فعلا .

 

لما بدأ السي شارب , قابل حد قاله يا عم ديه لغة معقدة سيبك منها , شاف ان كلامه مش منطقي , وان اللغة مهمة , فمسمعش كلامه , شاف بعدها حد كاتب في منتدي إن يا جماعة لغة السي شارب بقت خلاص ملهاش لازمة , هو دور شوية في كام موقع اجنبي لقي إنها لسة مطلوبة و مهمة , فهو تجاهل الكلام ده وكمل مذاكرة فيها . . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

ايه الفرق بينهم هما التلاتة ؟ ؟

 

الأول كان كل شوية بقرار , وأي رأي يسمعه يخليه يغير قراره , كلمة توديه و كلمه تجيبه , من غير ما يقيم أو يدور ورا أي حاجة كلام دقيق ولا لا , وده اسمه متذبذب . .

 

التاني مرضيش يسمع كلام اي حد , وحتي مفكرش فيه , ولا عمل اي تقييم عليه , وده اسمه عنيد . .

 

التالت كان عنده نفس إصرار التاني , بس كان عنده استعداد يسمع للناس , كان عنده إصرار يكمل اللي بدأه , بس برضه لما حد كان بيقوله علي رأي كان بيشوف كلام منطقي ولا لا . .

 

ولما حد قاله كلام , وبحث عليه و لقاه كلام سليم ,فأخينا ده متكسفش إنه يرجع في قراره , وإنه يغير رأيه و يبدأ من الأول , ومقالش أنا بدأت لازم أكمل . .

 

و كمان لما حد قاله كلام , وبحث عليه ملقاش إنه منطقي , مرماش ودنه ليه , ومسمعش كلامه و فضل مكمل في طريقه . .

 

وده اللي اسمه مُصر . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

و هنا نقدر نقول الفارق الاساسي بين العند و الإصرار

 

العند صفة سلبية , و الإصرار صفة كويسة . .

 

بس الاتنين مشتركين في إنهم فيهم نقطة , ان الواحد بيكمل في طريقه و مش بيسمع الكلام اللي اتقاله . .

 

بس الشعرة اللي بينهم كالتالي :

 

ان العنيد هو اصلا مش مستعد يسمع كلام اتقاله في الحاجة اللي بيعملها , ولو سمعها فبيرد عليها فورا لانها مش متفقة مع رأيه او هواه , من غير ما يفكر , او يقيم الرأي اللي اتقاله , او يعمل لنفسه نوع من التقييم العام هل هو ماشي صح ولا لا .

 

المُصر هو كمان مكمل في طريقه و مش بيسمع كلام بعض الناس , لكن أي رأي بيتقاله بيعمله إعادة تقييم كاملة , ويشوف كلام سليم و منطقي ولا لأ , وبيسأل غيره من الخبراء , ويدور اونلاين , و بيعمل تقييم موضوعي للفكرة , بعيدا عن هواه الشخصي .

 

العنيد بيحكم قلبه و مشاعره ورأيه بس , واللي شايفه , و بتكون ديه المسطرة اللي يقيس عليها اعمله ده ولا معملوش .

 

المُصر بيحكم عقله و فكره , ورأي الناس اللي واثق فيهم , و البحث المستفيض قبل ما يتخذ قرار .

 

العنيد عنده نوع من الكبر انه يتراجع عن قرار أخده , وشايف ده نوع من الإصرار علي الحق .

 

المُصر أول ما بيحس إن قراره مكانش سليم , أو إن حصل جديد في الموضوع , بيتراجع فورا , ومعندوش مشكلة في ده خالص , بل انه ممكن كمان يعتذر عن قراره القديم . .

 

فمع ان الاتنين بيكملو في طريقهم , ومش بينفذو الكلام اللي اتقالهم , الا ان ده صح و ده غلط , و الفرق بينهم هل بيحصل تقييم للموقف , ولا استمرار اعمي للقرار و خلاص

 

ولأني مش شايف الموقف الخاص بيكي , ولا عارف انتي بتعملي ايه , فانتي قيسي نفسك علي المسطرة اللي قلتها من شوية

 

وخدي بالك مش لازم المُصر , يسمع بعض كلام الناس عشان ميتقالش عليه إنه عنيد . .

 

يعني لو أنا ماشي في طريق , و كل اصحابي و قرايبي كلهم قالولي علي راي معين , وانا بالفعل فكرت فيه و قيمته و بحثت فيه بالكامل فلقيت ان رأيي هو اللي صح , ورأيهم مش مناسب ليا , ساعتها مينفعش اسيب رايي و اسمع رايهم عشان ميتقالش عليا عنيد . .

وكل اللي بدأو أفكار عبقرية , الناس اتهمتهم بالغباء و العند و نشفان الدماغ . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

قبل ما اخلص لازم اقول حاجة متعلقة بتقييم الفكرة , باعتبارها هي الفارق الاساسي بين العند و الاصرار . .

 

كتير من الناس بتحسب انها بتعمل تقييم موضوعي , بينما هما بيعملو تقضية واجب مش اكتر . .

 

التقييم الموضوعي للفكرة المقصود بيه انك تتخذي قرار بناء علي عقلك بس , بعيدا تماما عن ايه اللي انتي عايزاه . .

 

فلو واحد من وهو صغير حلمه يدخل جامعة اسكندرية , عشان يعيش قرب البحر و يشوفه كل يوم , فلو جاتله زراعة القاهرة و زراعة اسكندرية , وهو عارف ان المعيشة في اسكندرية هتكون متعبة ليه و مصاريف زيادة , بينما في القاهرة هيقيم مع اسرته , و هيكون عنده وقت للمذاكرة بدل ما يغسل و يطبخ لنفسه , فمينفعش يخترع أسباب من الهوا , ويحطها في باله عشان يقتنع ان اسكندرية افضل , ويقول اديني قيمت القرار اهو وطلع كلامي صح

 

انت بتضحك علي مين حضرتك ؟

 

في الاخر هو مستقبلك والتقييم الخطأ معناها انك بتبعد عن الطريق السليم لاهدافك , ويا هتوصل متأخر يا مش هتوصل . .

 

فلازم التقييم ميكونش بناء علي انتي عايزة ايه ,لكن الصح ايه .

 

أتمني تكون الشعرة بين العند و الإصرار بقت واضحة .

الرسالة التالية

bottom of page