السلام عليكم 

انا عارفة إن صلة الرحم من الأمور المهمة في الدين وفعلا بزور قرايبي و باتصل فيهم دايما بس المشكلة في عمي الوسطاني مش باستحمله ابدا ولا ببلعه    لا بزوره ولا بكلمه ولا حتي باسلم عليه لما بشوفه

مش عارفة ده حرام ولا لا بس مش قادرة فعلا

​

 

وعليكم السلام و رحمة الله 

مش هبدأ بالكلام عن أهمية صلة الرحم , لأن واضح إنك بالفعل عارفها كويس , فهبدأ فورا بتقييم الموقف الحالي . . 

في معلومة بالغة الأهمية انتي مجبتيش سيرتها , واللي علي أساسها هيختلف رأينا في الموضوع . .

 

هو هل سبب كراهيتك و عدم "بلعك" ليه قائم علي سبب (ديني - خلقي) , ولا سبب آخر  ؟ ؟ 

سبب ديني خلقي , معناها انه شريب خمرة , حشاش , متحرش , يجاهر بالمعاصي , لسانه متبري منه , سمعته زي الزفت . . 

سبب آخر يعني حاجة ملهاش علاقة بالحلال و الحرام , مثلا دمه تقيل , بيستطرف , ريحة "بقه" وحشة , هدومه متلغبطة وذوقه غريب , بيتفرج علي مسلسلات هندي و انتي مش بتطيقيها , هو اهلاوي وانتي بتشجعي المقاولين , مش بيحب السبانخ و انتي بتجبيها , وهكذا   . . 

 

التفريق بين النوعين من الأسباب بالغ الأهمية . . 

لأن الرسول صلي الله عليه و سلم أمرنا بالنهي عن المنكر , وإن الحد الأدني في النهي عن المنكر هو كراهية الذنب ده , وإنه يبان علي وشك . . 

يعني انتي لو بتقعدي معاه , يقوم يطلع القزازة و الكاس و يبدأ يشرب , فأصلا انتي مطالبة انك تاخدي القزازة و تكسريها لو كنتي تقدري علي ده . . 

 

لو كان صعب , فيبقي تديله كلمتين في عضمه او في وشه عشان يعرف انه بيعمل مصيبة . . 

لو ده مستحيل يبقي تقومي تمشي فورا , ووشك يحمل كل معاني القرف و الغضب مع بعض . . 

و مفيش حد أدني من كدة , يعني مجرد قعادك معاك و إنك تتكلميه معاه بشكل طبيعي , انتي كدة ماشية معاه في خط الذنب و اللعياذ بالله  . . 

 

لو كان متحرش مثلا بالقول او الفعل , فخلاص طبعا مش هتزوريه لغاية لما يعقل أو يموت . . 

لو كان مجاهر بالمعصية و فرحان بيها و بيقولها وهو فخور , او لسانة بينقط كلام قذر و شتايم , فيتعمل معاه نفس اللي قلناه مع شارب الخمر . .

إذن لو كان سبب غضبك منه , وعدم تقبلك ليه راجع لسبب ديني او خلقي , فلابد يكون فيه خطوات حاسمة للتعامل معاه , وقد تؤدي للقطيعة اذا ما كان مقيما علي الذنب 

لكن لو كان بطله , او علي الاقل مش بيعمله قدامك , فلا بأس بالزيارة السريعة , وانك تحاولي تستغلي قرابتك ليه , في إنك توضحيله الصح و الغلط . . 

 

----------------------------------------------------------------------------------

 

لكن بقي لو كان سبب إنك مش "طايقاه" راجع لسبب ملوش علاقة بالدين و الخلق , فالأمر يختلف . . 

هيكون الموضوع أشبه بشخص غير بار بأبوه عشان هو مريض مثلا , او عنده – اللهم احفظنا – تبول لا إرادي , وكل ما يقرب منه يشم ريحة مقرفة . . 

ابتعادك عن عمك لسبب غير متعلق بالدين او الخلق , يكون نوع من عدم تحمل المسؤولية , و عدم القيام بعبادة صلة الرحم بالشكل المناسب . . 

 

فلو كان هو مثلا دمه تقيل , ونكته بايخة , و بيستظرف و بيحسب نفسه كوميدي بينما كلامه سخيف , هنا تكون زيارتك ليه ليها ثواب مضاعف إن شاء الله , مش بس صلة رحم , انتي كمان بتطيبي بخاطره , لأن غالبا النوع ده من الناس اصدقائه قليلين  , وقاريبه مش بيسألو فيه , واحتمال ولاده كمان . . 

فلما انتي تقعدي معاه , وتسمعي نكته السخيفة اللي بتخليكي عايزة تعيطي , وتضحكي معاه , اعرفي ان ثوابك عظيم إن شاء الله  . . 

لما تقعدي معاه , تسمعي الشعر السخيف اللي كتبه , واللي مفيش كلمتين مظبوطين علي بعض , فانتي بتلقي في قلبه سعادة مش هيلاقيها عند حد تاني  . . 

 

لما تروحي لعمك , اللي عنده نوع من عقدة المؤامرة , وبيحكيلك ازاي مديره في الشغل موراهوش حاجة الا انه يحال يطفشه , وان مساعد الوزير قدامه ملفات قد كدة بتتكلم عنه , إنتي بتعملي نوع من العلاج النفسي الهادي , إنك تسمعيله , و تنصتي إليه , وممكن تفهميه بعض النقط الغايبة عنه . . 

 

في الحالة ديه , يبقي ابتعادك عنه نوع من التخلي عن المسؤولية اللي عليكي , واللي للاسف هتشوفي نتيجتها لما تكبري , وتحسي باولادك و قرايبك قاعدين ممتعضين مع "الست العجوزة" اللي هو انتي , ومستنيين امتي بقي يروحو بيورتهم و يستريحو من ازعاجك  . . 

 

عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها))؛ رواه البخاري 

صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم