top of page

فراغ العين

left_back_arrow_blue.png
15 فراغ العين.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

العنوان : فراغ العين

القسم: #الاجتماعي

الرقم: 15

 

السؤال:

ليا واحدة صحبتي زوجها معجب بواحدة تانية وهو اعترف بكدة

 

معاهم اتنين من الاولاد برغم أنها مهتمة بنفسها ولسة هي صغيرة

 

تعمل اي علشان ينسي اللي معجب بيها دي ويرجع لبيتة ولولادة

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

 

شوفي يا ستي . .

 

مش هنعرف نعمل تقييم دقيق للحالة ديه , الا لما نعرف كذا حاجة مهمة . .

 

  • يا تري اعجابه بالواحدة ديه عامل ازاي , يعني مجرد خاطر في باله و خلاص , ولا شئ جدي هيزعزع العلاقة الزوجية . .

  • عايزين نعرف مدي جديته كانسان في الاصل , يعي هل هو هوائي , لما تطلع حاجة في نفوخه بينفذها , ولا عنده شئ من الانضباط و الرشد ,  انه يقاوم ده  . .

  • هل شدة الإعجاب اللي عنده هتجعله يتجنن و يعمل خطوة عملية , ولا بس هيكون اعجاب دفين داخل قلبه . .

  • انتي اتكلمتي عن انها مهتمة بنفسها , بس متكلمتيش عن معاملتها ليه و معاملته ليها عاملة ازاي , وهي في الاصل فيه مشاكل مستمرة ولا الوضع العادي . .

 

 

دايما بنطلب من صاحب الرسالة انه يبعت تفاصيل كاملة , عشان يكون تقييمنا أدق , وبالتالي احنا – رغما عنا – هيكون كلامنا عام شوية , وممكن ميكونش متطابق مع حقيقة المشكلة . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

بعد ما يهدي شوية "لهيب الحب" اللي كان مولع في قلوب العريس والعروسة اثناء الخطوبة , وقبل الدخلة , وبعد الزواج بفترة  , بيحصل حاجة من تلات حاجات  . .

 

 

إما ان الشيطان يتدخل سريعا , ويجد ارض شديدة الخصوبة عنده , لزرع المشاكل و الخلافات المستمرة , وبالتالي تصير الحياة جحيم , ويا تنتهي بالطلاق , او يصابو بما يسمي "الخرس الزوجي" . .

 

وإما ان الهدوء ده يصل بيهم لمرحلة "التعود"  و "اللا مبالاة" , وان كلا من الزوجين ينشغل أكتر بحياته , ومشاغله , والاولاد , بحيث لا يتبقي من لهيب الحب الا دخان بسيط , يمكن يفكرهم انهم كانو زمان "حبيبة" . .

 

واما ان يحسن الزوجين التصرف , وإدارة الأزمات الناشئة و الواردة , ويحافظو علي شعلة الحب باقية , صحيح انها ليست نارا صاخبة , لكنها لهيبا بسيطا , يصيبهم بالدفئ لمواجهة شتاء الحياة القارص . .

 

 

والموضوع بالكامل يعتمد علي حسن تصرف الزوجين مع معضلات الحياة المستمرة , ومدي وجود كمية لا بأس بها من الذكاء العاطفي , واللي يجعلهم يغفرو , ويسامحو , ويضحو , و يبذلو , و يجتهدو لارضاء بعضهم البعض . .

و بين هذا و هذا و ذاك , تتنوع المشاكل و تختلف كميتها ووقتها و مدي تأثيرها علي متانة البيت الزوجي . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

و من أبرز الإخفاقات اللي بيصاب بها الزوج او الزوجة , هي حالة "التشبع" اللي بتصيبه بعد الزواج . .

 

يعني هو لما اتعرف علي زوجته من زمان , لفت انتباهه مجموعة من المميزات والنقاط الايجابية , واللي صنعت هالة من الجاذبية و السعادة حولها , فده اللي جعله يصر علي التقدم ليها , واتخاذها شريكة حياته . .

 

وهي لما شافته في الجامعة , سرق عينيها فورا و مقدرتش تشيله من خيالها , و دعت ربنا انه يكون من نصيبها . .  

 

وإذا كانت تلكم المميزات , هي تعتمد بالأساس علي نقاط "حسية" , يعني (جمال , رشاقة , لون عينين , طريقة ضحك معين , خفة دم , روح مرحة  . . . )  , فالمشكلة الاساسية إن الزوج بعد ما يتعرض لفترة طويلة و كافية لتلك المميزات , فبيصيبه نوع من التشبع الكامل . .

 

ونفس الأمر لو كانت هي معجبة بيه عشان (وسامته , لون شعره , عطره  , طريقة كلامه, صوته , روحه القيادية . . ) فهتنجذب ليه في البداية , و تشبع منه بعد فترة . .

 

عارف لما تشتغل في محل شاورما سوري محصلش , وكل يوم تاكل منها , خلاص مش هتطيقها ابدا . .

 

مش هنقول ان الزوج مش هيطيق مراته , لكن هنقول ان مدي اعجابه و جاذبيته و انبهاره بالهالة المحيطة بزوجته هتقل تدريجيا لغاية لما تقل او تختفي  . .

 

و نفس الموضوع للزوجة تجاه الزوج . .

 

و بالتالي بعد عدد من السنين او الشهور من الزواج – خاصة لو اختفي الوازع الديني او الاخلاقي عنده – بتبدأ رغباته تتجدد , في البحث عن انثي "مختلفة"

 

و هنا يختلف الرجل عن الست شوية . .

 

يعني ان كان فيه تشابه في السلوك في فترة الخطوبة و بعد الزواج , فبعد الزواج بيكون السلوك فيه نوع من التباين .  .

 

طبيعة الرجل يحب  "التغيير" , وطبيعة الست تحب "الاستقرار" . .

 

وده اللي يخلي ان ممكن الست لو كانت معجبة بعدد من الصفات في الرجل , تظل معجبة بيه للأبد , من غير اي ملل او زهق او يختفي حبها . .

 

لكن الرجل – رغما عنه لانها طبيعة بشرية لا يد له فيها – يميل للتغيير , و بيصاب بحالة من التشبع اسرع بكتير مما تصاب بها الانثي  . .

 

و يمكن ده من أحد الحِكم في وجود التعدد في المجتمع , لانه بيتيح للرجل امكانية اشباع رغبة التغيير عنده , في اطار شرعي و رسمي , وبالطبع مع تطبيق العدل الكامل , والا ارتكب ذنب عظيم . .

 

ويمكن برضه بسبب الاختلاف ده , الست الذكية اللي تحرص علي تغيير هيئتها كل شوية , طريقة قصة الشعر , لون الصبغة , طريقة التعامل , ستايل الملابس , البرفان , حتي طريقة الطبخ . .

  

بينما لو ان الراجل ظل كما هو من يوم ما اتجوزو , ولمدة 80 سنة  , فالست غالبا مش هتزهق منه لو هي بتحبه . .

 

و اوعي يتفهم من كلامي ده , ان من حق الرجل انه يزهق من مراته , او يعاملها باسلوب سئ , او حتي انه يمارس التعدد وهو مش قادر عليه . .

 

لأنك لازم تعرف الفرق بين ما يسمي "الرغبة" و "الفعل المناسب"

 

يعني فيه فرق بين الراجل "بيرغب " في ايه , و الراجل "المفروض" يعمل ايه , واياك تعمل تداخل بينهم . .

 

يعني لما "سامح " يشعر بالرغبة في شرب سيفين اب في نهار رمضان , مش معناها انه المفروض تعمل كدة  . .

 

لما "هالة" تشعر بالرغبة في خلع حجابها و انها تجعل الشارع كله يري جمالها , مش معناه انها المفروض تعمل ده . .

 

لما "حسن " المراهق يشعر بالرغبة في اشباع غريزته , وهو لسة مش متزوج , اكيد مش معناها انه ينفع يعمل ده  . .

 

وكون الرغبة ديه شئ محرم , مش هننكر وجودها , هي بالطبع موجودة واحنا مطالبين بمقاومتها  . .

 

بل ان علي مقدار عِظم الرغبة , علي قدر عِظم الثواب لما يتم مقاومته و الامتثال لأمر الله . .

 

إذن لما بنقول ان الرجل يرغب في التغيير , مش معناها اننا بنحلل له انه يعمل اي شئ خارج الإطار الشرعي , ولا حتي انه يقدم علي التعدد من غير ما يكون قادر علي مسؤولياته و تطبيق العدل فيه   . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

وهنا تعالو نرجع للحالات التلاتة اللي قلناها من شوية في التعامل مع "لهيب الحب"  . .

 

ببساطة النوع الأول (مشاكل و انفصال) كلا الزوجين (او احدهما احيانا) استسلم بالكامل لرغباته , اما الزوج شعر بالملل , او الزوجة مزاجها اختلف , او تدخل الشيطان علي هيئة احد اقارب ده او ديه , فاستسلم احدهما او كلاهما لرغبته , من غير ما يحافظ علي البيت . .

 

و في النوع التاني (التعود واللامبالاة) هنلاقي ان جيوش الملل قد اجتاحت البيت بالفعل , وغالبا اصابت الزوج في البداية , فلما شعر بالملل و الزهق والتشبع  منها , توقف عن معاملتها بحب و "وله" و عاطفة زي ما كان متعود , فهي اوتوماتيك حبها ليه هيقل , لان مستحيل تظل تحب طرف سنين طويلة وهو مش معبرك , باستثناء في الروايات العاطفية اللي بيقراها المراهقين , وديه ملناش دعوة بيها  . .

 

فلما دب الملل في اركان المنزل , مات الحب بينهما , لكن – لحسن الحظ – لانهما كانا علي درجة من الوعي و النضج انهم ميعملوش اي حركة متهورة  , لهدم البيت و تشريد الأطفال , فحافظو علي "المظهر الاجتماعي" بشكل جيد , دون الاهتمام بزج الحطب في اتون العاطفة ليشتعل . .

 

اما النوع التالت – وهو حكاية – فكان كلا الزوجين علي درجة من الفهم الكامل لمجريات الحياة , متفهمين ان الحب في فترة الخطوبة , لن يظل كما هو ولكنه اما سينطفي  او يتغير  . .

 

فقامو هم بذكاء , بصب الزيت علي نيران الحب لتكمل اشتعالها , صحيح انها ليست لهيبا ضخما , لكنها كافية لبث الدفئ في اركان المنزل , و لجعل كلا الطرفين علي درجة قوية من التمسك بالآخر , حتي لو هبت عواصف الحياة . .

 

في هذا النوع , الزوج قد اصابه التشبع بعد شهور او سنين من الزواج , ده حقيقي ولن ينكره  , لكنه في الأساس لم يبني سعادته علي هذه الصفات فحسب , ولكن أيضا اعتمد علي صفات مستمرة , لا تشبع فيها مثل "اسلوب معاملة" , "خلق" , "ود" , "رحمة" . . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

نرجع للحالة الخاصة بصديقتك  . .

 

صحيح ان ليس بين يدينا المعلومات السالف ذكرها في بداية المقال , لذا ساقترح حلا عاما يصلح لجميع الأشكال . .

 

  • علي الزوج اولا -  في حالة كونه متفهم و عايز يحل المشكلة – انه يعمل نوع من تغيير المفاهيم اللي عنده , واللي علي اساسها بيقوم ببناء سعادته  , و تحويلها من عوامل حسية , الي عوامل التعامل و المشاعر . .

 

  •  لازم يقاوم رغبته في الإعجاب , هو مش طفل صغير لما يعوز حاجة هيعيط عشان ياخدها , هو شخص بالغ و عليه مسؤوليات و التزامات تجاه اسرة كاملة . .

 

  • ميفكرش في التعدد الا لما يبقي عارف هيعمله ازاي , يعني يكون قادر علي الموضوع ماديا و نفسيا , ويبقي عارف ان هيكون عنده مهمة مستمرة وهي "الفصل بين الضرائر" , التعدد حلال بلا شك بس لو احسن في تطبيقه . .

 

  • عليه انه يعيد النظر للبنت اللي بيبصلها ديه , ويرتدي نظارة الحكمة , ويؤمن ان كمان كام شهر هيزهق منها زي ما زهق من مراته , وساعتها هيدور علي واحدة تالتة و هكذا . .

 

  • علي الزوج – لو بالفعل عايز ينزع الإعجاب من قلبه – انه يتوقف تماما عن التواصل معاها , لا كلام ولا واتس ولا ماسنجر , الشيطان هيظل ينفخ في نيران الحب المحرم , كلما تواصلو مع بعضهم البعض . .

 

  • عليه انه هو يعمل تغيير في حياته الزوجية  , يعني يسيب الاولاد عند جدتهم , وياخد مراته 4 ايام في شرم , ويقفل تليفونه هناك تماما , هيكتشف ازاي هو كان ساذج بالملل من زوجته  . .

 

  • علي الزوجة انها متجيبش سيرة الطلاق لمجرد انه اعجب بواحدة , الاعجاب هو ذنب لكن علاجه مش الطلاق, الطلاق نتكلم فيه لما يبدأ هو بترجمة الاعجاب لخطوات محرمة .

 

  • عليها انها تلتزم بعمل تغييرات دائمة في كل شئ , في الستايل , والملابس , والشعر , و حتي طريقة التعامل , مش كل التغييرات هتعجبه اكيد , بس التغيير في ذاته يجدد دماء المحبة الزوجية . .

 

  • ياريت تعمل تقييم شامل لنفسها في اسلوب تعاملها معاه ,اما من ناحية العصبية و الغضب , او حتي لو لقت ان "رقتها" و "دلعها" في التعامل اختفي بعد الزواج , ساعتها ترجعه تاني  . .

 

  • عليها انها "تطول بالها" في حالة وجدته انه جاد في التخلص من ذكري "الست التانية" , اعراض الانسحاب مش هتخلص من يوم وليلة .

 

  • لو لقيته لسة مستمر في التواصل معاها , لازم تتكلم معاه بشكل صارم , ان اللي بتعمله لا يصلح حتي لحياة الخنازير , و عليك انك تختار بين بيت الزوجية , وبين تصرف المراهقين  . .

 

  • لو شايفة انه مناسب تستعين بحد من اسرته يكلمه ماشي , بس الاول تشوف مناسب ولا لا , لان ممكن لو خرج الموضوع من البيت يكون مشكلة اكبر

 

الرسالة التالية

bottom of page