
العنوان : بين يناير و يونيو
القسم: #السياسي
الرقم: 11
السؤال:
طيب احنا عرفنا مصر آل سعود
ومصير مصر إيه بقي ياسيدي ؟
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
الإجابة :
مصير البلد , هو شئ في علم الغيب . .
لكن الواحد ممكن عن طريق ما يسمي "استقراء التاريخ" انه يمد الخط المرسوم بالفعل , للآخر شوية عشان يستنتج ايه اللي ممكن يحصل في الشهور و السنين الجاية .
وكان توقع الكثير من المراقبين السياسيين لمصر في اول اسابيع في الانقلاب انه مش هيستمر , لأن بالفعل العوامل الداخلية عليه كانت رهيبة .
التوقع ده كان سببه اننا عملنا قياس لانقلاب 30 يونيو , بنفس المعايير اللي قسنا عليه اللي حصل في ثورة 25 يناير , من غير ما نعرف ان المعايير اختلفت تماما .
يعني احنا في 25 يناير كنا شايفين ان ضغط الشارع و المظاهرات الضخمة كانت السبب في خلع مبارك , وتغيير نظامه
وبالتالي طالما الاعداد اللي نزلت بعد 30 يونيو كانت برضه ضخمة جدا , فقلنا ان زي ما مبارك مشي بالمظاهرات , السيسي هيمشي بالمظاهرات .
من غير ما نحط في بالنا فروق جوهرية بين المشهدين , واللي اكيد جعلت فرص نجاح الثوار في 25 يناير في خلع مبارك , مختلفة عن فرص نجاح الثوار في 30 يونيو في خلع السيسي .
-
ان في 25 يناير ,احنا فاجئنا النظام , خلال اسبوع بس كان تم الاتفاق علي النزول في اغلب المحافظات , وتم الاتفاق علي الاعتصام اول ما وصلنا التحرير , لكن في 30 يونيو النظام كان مستعد و جاهز بكل جنوده و اسلحته
-
في 25 يناير العالم فوجئ بالمظاهرات ككل , يعني ان كانت مظاهرات تونس جائت عفوية , وهرب بن علي فجأة , فكتير من العواصم العالمية متوقعوش تكرار التجربة , فلما ييجي الثوار في مصر و يتفقو علي زمان و مكان , مكانتش واشنطن , او لندن , او باريس , او الرياض او ابو ظبي او تل ابيب مستعدة او جاهزة لردود افعال مناسبة
-
ان الساسة العرب و العالميين الحاليين مكانوش عندهم خبرة حقيقية في التعامل مع مظاهرات في العالم العربي بشكل حقيقي , آخر مظاهرات حقيقية حصلت كانت في مصر في السبعينات (ازمة الخبز) , وفي حماة في التمانينات (مجزرة حماة) .
-
ويمكن الاستنثاء القريب هي مظاهرات كفاية و مقاومة التوريث في 2005 , بس ديه مكانتش تهدف لتغيير النظام قد ما كانت اظهار الاعتراض
-
بينما في 30 يونيو , انت بتتعامل مع قيادة وجيش عندهم خبرة سنتين و نص في التعامل مع كل انواع المظاهرات , فكانت الغلبة ليهم
-
ان حجة "الارهاب" مكانتش لسة جاهزة في افواه الساسة العرب , واللي بدأ بشار يستخدمها بوقاحة في المظاهرات السورية في صيف 2011 , بعد ما تم خلع مبارك , بينما كان السيسي جاهز لاستخدامها من اليوم الاول لانقلابه , بعد ما لعب علي وتر رعب العالم من داعش و القاعدة و اعلامهم السود
-
ان الرياض و ابو ظبي (اكبر عاصمتين في العالم العربي يهمهم اجهاض الثورة المصرية) مكانوش جاهزين بردود افعال سريعة و قوية و فورية لانقاذ مبارك , لكن مع السيسي الوضع كان مختلف , ووجدت مليارات الدولارات مكانها للضخ في شرايين الانقلاب , وانتشاله من عثرته المالية
-
ان الشعب المصري نفسه في 2013 , كان بالفعل عاني من عدد من المصاعب و المآسي اللي مر بيها علي مدار سنتين و نص , اول 18 شهر (فترة طنطاوي) كانت من سوء الادارة و من الانفلات الامني , و السنة اللي بعدها (حكم مرسي) نتيجة سياسات حكم خاطئة من حكم مرسي بالإضافة للضرب تحت الحزام من جميع القوي المناهضة للثورة و من فلول و بعض الاحزاب اللي بتدعي الثورية
ففئات كتيرة الشعب في 2013 , كانو تعبو من المظاهرات و الثورة و المصاعب المصاحبة ليها , ومكانوش مستعدين يكملو المشوار لاخره , ومواجهة جيش بأكمله