top of page

فوبيا الزواج

left_back_arrow_blue.png
59 فوبيا الزواج.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

العنوان : فوبيا الزواج

القسم: #الاجتماعي

الرقم: 59

السؤال:

 

عمري 26 سنة , و مخطوبة من سنة و نص  و حددنا كتب الكتاب و الدخلة كمان شهرين

 

و من وقت ما حددنا المعاد سخنت جدا و رحت للدكتور وقالي معنديش اي حاجة عضوية وبس المشكلة نفسية

 

و الحقيقة ان فعلا انا مرعوبة من الجواز مش عشان الرهبة المتعلقة بليلة الدخلة ولا حاجة لكن انا بس خايفة اتدبس في الجواز

 

خطيبي محترم و ابن ناس بس احيانا بتحصل مشاكل صغيرة بينا ومش عارفة لو استمرت بعد الجواز هيبقي ايه الحل ساعتها

 

خايفة اخد الخطوة و معرفش ارجع عنها ابدا الا بالطلاق و العياذ بالله  و يمكن ده السبب اللي خلي فترة الخطوبة طويلة انا اللي كنت باجل كتب الكتاب كل شوية

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

انتي عندك شوية تردد , علي قلق من غير مبرر , مضاف إليها خوف غير منطقي من الارتباط ,  ممكن يكون ليه بُعد في تاريخ شخصيتك , او بسبب تراكمات علي مر السنين  , وهتبقي غلطانة لو أجلتي او لغيتي الزواج . .

ده باختصار تشخيصي للموقف , و هبدأ أسردلك التفاصيل . .

 

---------------------------------------------------------------------------------

 

المصدر الأساسي للخوف في طبيعة البشر هو  : المجهول , يعني الشئ اللي منعرفوش , حتي إن أحد العلماء قال , إن أقصي حاجة احنا بنخاف منها , وليكن العفاريت و الاشباح و القبور و الأموات و هكذا , لو اتيحت لنا – علي سبيل التخيل – معلومات تفصيلية عنهم , و أجهزة تقيس تواجدهم  و تحركتهم , وعرفنا نتواصل معاهم  و نكلمهم و هكذا , لاختفي كل الخوف منهم , كنا هنستأنسهم ونتعامل معاهم بشكل تلقائي . .

 

الزواج بيكون من المساحات الغامضة و المجهولة عند كتير من البنات , خاصة لما يزداد حيائها و عفتها و خجلها , و قلة المعلومات عن طبيعة و تفاصيل الزواج , طبعا الحياء و العفة مطلوبين , لكن قلة المعلومات لبنت في مرحلة الزواج شئ غير سليم و بيؤدي للعديد من المشاكل . .

 

وغالبا ما بيكون خوف البنات من الزواج من مساحتين رئيسيتين , الأولي : العلاقة الجسدية و المعاشرة , والتانية  : انتقالها و حياتها في مكان و بيت و نظام جديد , خاصة لو هتعيش في بيت عيلة  .

 

وعلي كلامك ان النقطة الأولي مش هي المشكلة , وبالتالي قد يكون النقطة التانية هي محور المشكلة . .

 

واللي استشفيته من شخصيتك ان فيكي لمحة من التردد في بعض او كتير من نواحي حياتك , وان التردد ده هو المسبب الرئيسي في قرارك بالتأجيل او تفكيرك في الإلغاء . .

 

فأغلب كلامي دلوقتي هيكون عن التردد , واللي لو اتحل , هتلاقي المشكلة اتحلت تلقائيا  . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

التردد بيكون شعور طبيعي , لشخص هيختار بين خيارين , او هيختار انه يقوم بعمل شئ او ميعملوش (وده يعتبر خيارين) , وبيكون عنده حيرة انهي خيار فيهم السليم , لان القرار الخطأ هيأثر عليه سلبا

 

و التردد بالكمية المعقولة هو شئ صحي , بل هو ضروري , لأن من غيره الانسان هيتحول لكائن بارد بيعمل اي حاجة دون النظر للعواقب , فالتردد بالكمية السليمة , شئ مطلوب و ضروري . .

 

ولما الواحد يصاب بالحيرة ديه , عليه انه يعمل دراسة كافية للخيارين , و يقارن بينهم بشكل كامل , و بناء علي البحث و الاستشارة و الاستخارة , يتخذ القرار . . ده المسار الطبيعي . .

 

و هنا كنا شرحنا بالتفصيل , ازاي الواحد يقدر يحدد اختيار معين من بين اكتر من حاجة  في رسالة الإختيار المحير

 

لو الحيرة ديه اختفت من الإنسان , هيتحول لانسان مستهتر ارعن , بيعمل اللي بييجي في باله من غير ما يفكر , وده طبعا انسان مريض . .

 

و لو الحيرة زادت عن كميتها , بيتحول لانسان مستحوذ عليه فكرة الحيرة والقلق الرهيب , خوفا من قرار خاطئ , وده برضه مرض لابد من علاجه  . .

 

الأصل زي ما قلنا ان الشخص لو عمل دراسة كاملة عن الخيارين اللي قدامه (ادخل علوم و لا زراعة , اتجوز عفاف و لا مني , اسافر السعودية ولا البحرين , اختار فرنسي ولا الماني , اتجوز خطيبي ولا افركش) لما الواحد بيعمل دراسة كاملة , وبيسال اللي حواليه , و بيستغرق في ده كمية معقولة من الوقت , تتناسب مع القرار , فالتفكير في اكمل مع خطيبي ولا لا ممكن يحتاج شهرين تلاتة مثلا , بس مش سنة و نص . .

 

لما الوقت يزيد , والقرار متمش اتخاذه , يبقي انتي عندك نوع من الأضطرابات اللي اسمه "اضطراب التردد المفرط"  و اسمه العلمي   Aboulomania

 

واللي هو ببساطة انتي عاجزة عن اتخاذ قرارات بسيطة و حتي بعد عمل دراسة مستفيضة عنها , و بعد ما عقلك الواعي اتاكد من صحة قرارك , بس لسة عندك خوف ليكون القرار غير سليم . .

 

و الأزمة ان الخوف ده هو بالفعل بيدفعك لمساحة انتي ممكن مش عايزاها , لان من قواعد الإدارة إن "عدم اتخاذ قرار هو قرار في حد ذاته" يعني التأجيل المستمر ده معناه انك بتدفعيه دفعا ان هو يفركش و يقفل الموضوع

 

و ممكن انتي لا شعوريا تكوني بتعملي كدة و انتي مش واخدة بالك , انك بتدفعيه ان هو اللي ياخذ قرار الفسخ , عشان من ناحيتك تحسي انك انتي المظلومة و الضحية , ديه حيلة نفسية كتير مننا بيمارسها وهو مش واخد باله . .

 

وارد ميكونش عندك الـ  Aboulomania بشكله الكامل , لان هو مرض خطير بيصل حتي للتردد في الاكل و الشرب , لكن حتي لو انتي عندك بداياته فهي كفيلة بتدمير حياتك , او تحويلها الي كابوس . .

 

علي كلامك ان الشاب محترم و ابن ناس , وان مفيهوش عيب ظاهري كفيل بتدمير الزواج , وبالتالي الرفض واضح انه نفسي تماما , وليس مبنيا علي اسباب وجيهة . .

 

لو كان فيه اسباب مقنعة بتأجيل او الغاء الزواج , يبقي قرارك منطقي , لكن علي وصفك يبقي الموضوع متعلق بيكي انتي و محتاجة تعملي خطوة تجاهه . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

و علاج الموضوع محتاج منك شوية اهتمام و تركيز , عشان استسلامك ليك معناه التأثير السلبي في كل نواحي حياتك . .

 

أولا محتاجة تعملي نوع من الدراسة التحليلية لمميزات و عيوبه تاني , حتي لو انتي عارفاها اعمليها بالتفصيل , وشوفي أحد اختبارات التوافق الزوجية , و اكيد هتلاقي طريقة مناسبة  .

 

لما تسردي مع نفسك مميزات و عيوب خطيبك , و طباعك و طباعه هو , و تعملي تقييم لمدي تناسب شخصياتكم مع بعضكم البعض , وقتها هتظهر نتيجة من اتنين . .

 

إما إنه بالفعل غير مناسب ليكي , سواء ان دينه او خلقه او معاملات غير مقبولة , وبالتالي الارتباط بيه معناها ازمات مستمرة . .

 

ساعتها لما تفسخي الخطوبة , هيكون ده بناء علي حقائق و بيانات و قرار منطقي , وقتها مش هتلومي نفسك قدام لو حسيتي بالندم انك سيبتيه , لانك بالفعل سيبتيه علي قناعة  , وبناء علي حقائق مش احساس و خلاص

 

النتيجة التانية ان الاختبار يُظهر انه مناسب ليكي بشكل كبير , وان مميزاته هي اشياء اساسية في بناء الحياة الزوجية , بينما عيوبه هي اشياء محتملة , او قابلة للتغيير مع الوقت , وتحتمل النقاش . .

 

هنا بقي لابد من اتخاذ القرار بالموافقة , وانك تضغطي علي الشيطان اللي بيوسوسلك بالتردد و الخوف و القلق , وتقوليله اسكت دلوقتي خالص , انا عملت بالاسباب و عارفة ان ربنا مش هيخذلني . .

 

متنسيش ان من خطوات تقييم الموضوع صلاة الاستخارة , اللي كتير مننا مش بيدولها أهميتها الحقيقية , بينما في الواقع هي بند أساسي , و تكون بعد ما تاخدي بكل اسباب البحث و الدراسة , لا البحث لوحده كافي , ولا الاستخارة لوحده من غير بحث تنفع . .

 

لما تتخذي القرار بالمضي قدما في الموضوع , غمضي عينيكي عن اي وساوس فارغة, بتخوفك بناء علي لا شئ , لو جد جديد , او ظهرت حاجة في شخصيته مختلفة , يبقي ممكن تعملي اعادة تقييم , لكن انك توقفي الدنيا بناء علي إحساس فارغ , يبقي انتي كدة لسة مستسلمة لمشكلة التردد المفرط . .

 

عقلك الباطن هيخترعلك مشاكل ملهاش وجود , وهيألف قصص خيالية , و هيخوفك من حاجات مش هتحصل , انتي طلعي له لسانك , وقوليله اتلهي و اسكت خالص . .

 

لازم اي قرار ليكي يكون بناء علي دراسة و تحليل كامل , يتبعها صلاة استخارة ,وقتها هتلاقي ربك شرح صدرك لقرار منهم , ولو اتخذتيه متتردديش فيه تاني , الا لو ظهرت معلومات جديدة . .

 

لو فركشتي معاه خوفا من تعاسة محتملة , فهتقعدي فترة لغاية لما ييجي خطيب غيره , ووقتها هتترددي برضه معاه , وممكن تفركشي , ولو اتخطبتي ليه هتأجلي فرحك , و تفركشي تاني , و هتترددي اشتغل هنا ولا هناك , اسافر ولا ادرس , اكل سمك ولا كشري , وهتعيشي حياتك في دائرة مفرغة من الاضطراب ده , اللي هيلتهم حياتك .

الرسالة التالية

bottom of page