الغيبة علي لساني
الرسالة السابقة
العنوان : الغيبة علي لساني
القسم: #الديني
الرقم: 08
السؤال:
سلام عليكم يا ادمن
شكرا علي صفحتكو الجميلة وعايزة اقولكم مشكلتي
من الحاجات اللي بتخليني اكره نفسي اني مبعرفش اسكت لما تيجي سيرة حد متغاظة منه فورا لازم اتكلم عليه و واحكي حوارات عليه و احيانا مش بتكون حقيقية من الاساس
لما حضرت درس في رمضان و عرفت انها حرام و بتاكل الحسنات حاولت ابطل بس فعلا مش عارفة لساني خد علي ده
ولما بحاول امسك نفسي و اقعد مع بنات تانية وهما يفتحو السيرة مش باقدر اسكت و بكمل معاهم في سيرة فلانة و علانة
متضايقة من نفسي و مش عارفة اعمل ايه
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
الإجابة :
وعليكم السلام و رحمة الله
أنا سعيد انك مدركة ان ده ذنب , و عايزة تتوبي عنه ,بس مش عارف هل انتي مدركة حجم الذنب ولا لا . .
اللي بتعمليه ده اسمه "الغِيبة" , بكسر الغين و تسكين الياء , مش بفتح الغين زي ما البعض بيقولوها
والرسول صلي الله عليه و سلم عرفها في الحديث اللي أخرجه مسلم و الترمذي :
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته )
يعني مجرد ما حضرتك تتكلمي عن فلان او فلانة بحاجة هو بيتضايق منها او بيكرهها , فانتي ارتكبي المصيبة ديه , حتي لو كان ده حقيقي 100 % , حتي لو كانت مي مركبة طقم سنان , حتي لو كان عبد الرحمن فركش مع اسراء , حتي لو كانت مني لدغة في حرف الراء , مجرد انك تتكلمي عنه حتي لو حقيقي اسمها غيبة . .
طبعا فيه استثنائات قليلة , زي الشكوي من الظالم , او ايضاح حقيقة عريس نصاب , او في المحاكم , بس ده مش الموقف عندك أكيد
فيه ناس بتساوي الغيبة بباقي الذنوب الأصغر منها , بالرغم من انها من الكبائر , يعني راسها براس السرقة و الزنا و القتل , و لا يعلم مدي عظمها الا الله تبارك و تعالي , تخيلي انك يوميا بتعملي ذنب يقارب الزنا , متخيلة المأساة عاملة ازاي ؟ ؟
في بلادنا لو واحدة ولعت سجارة تبقي فاجرة , ولو اغتابت تبقي عادي ربك غفور رحيم , و علي الرغم من حرمة السجائر الا انها لا تقارن بكبيرة من الكبائر. .
الرسول صلي الله عليه و سلم كان بيتكلم مع السيدة عائشة , جاء ذكر السيدة صفية بنت حيي أم المؤمنين , وزوجة الرسول صلي الله عليه و سلم , فقالت السيدة عائشة في الحديث الذي رواه أبو داود :
قلت للنَّبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفيَّة كذا وكذا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته))
يقال في رواية ان السيدة عائشة قالت انها قصيرة ,وفي رواية تانية انها بس اشارت بيديها , يعني بس اللي عملته انها شاروت بايديها علي انها قصيرة ,الرسول صلي الله عليه و سلم غضب , وقال لها ان كلمتك ديه , لو دخلت علي بحر (لمزجته) يعني هتغيره او تبدله . .
ده بس انها قالت انها قصيرة . .
و اصلا كان هذا وصف صحيح لأم المؤمنين صفية رضي الله عنها . .
يعني السيدة عائشة قالت حاجة حقيقية عنها , من غير ما تكدب ولا تفتري عليها , ومع كدة الرسول صلي الله عليه و سلم غضب بشدة . .
أمال احنا حالنا عامل ازاي ؟ ؟
لو الرسول صلي الله عليه و سلم سمع اللي بيتقال في الكافيهات , وفي البيوت , وعلي القهاوي , و في المدرجات هيقول علينا ايه . .
و المصيبة بتزداد لما الكلام بيوصل للأعراض , وهو ما يسمي "قذف المحصنات" واللي لو حد من عصرنا عملها في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم , كان جمعه و جلده 80 جلدة , وهو حد القذف . .
انتي عارفة ان الغيبة ذنب , بس مش عارفة مقدارها الحقيقي , ولو عرفتيه لسانك هيتجمد قبل ما تكرريه تاني . .
---------------------------------------------------------------------------
طيب انتي عايزة تبطليه , تعملي ايه ؟ ؟
فيه عدد من الخطوات , واللي لو عملتيها او عملتي بعضها هتساعدك إن شاء الله :
- أهمهم الصحبة الصالحة , يعني تختاري صديقاتك بعناية , مهي الغيبة الواحد مش بيقولها لنفسه , لازم فيه طرفين واحد بيقول والتاني بيسمع , فلو انتي لسانك مش عارفة تتحكمي فيه , فببساطة متقعديش مع ناس يسمعولك , مهو لما تقعدي مع هبة و نورا و سعاد , اللي مش وراهم حاجة الا انهم ينهشو في لحم الناس , فانتي لما تقعدي معاهم يا تقولي غيبة , يا تسمعيها , وفي الحالتين عداد السيئات شغال علي آخره , بينما لما تنقي بنات بيخافو ربنا , وعارفين ان الغيبة مصيبة مش هزار , فاصلا انتي مش هتسمعي حاجة منهم , ولو انتي مخدتيش بالك و جيتي تقولي اي حاجة عن اي حد , هيفكروكي و يقولولك استغفري ربنا , ومستحيل تكرريها
فاختيار صديقاتك هي اول خطوة في التخلص من المصيبة ديه
- ولو انتي مضطرة تقعدي مع صديقاتك اياهم , لضرورة معينة , روحيلهم ودبسي نفسك في تدبيسة , قوليلهم من النهاردة قررت لا اسمع كلام عن حد , ولا اتكلم عن حد , لما تقولي كدة انتي بتلزمي نفسك بالعهد ده , فحتي لو شيطانك وزك عشان تقولي حاجة , هتتحرجي خوفا انهم يقولو رجعت في كلامها
- افتكري قاعدة جميلة و مخيفة , اسمها (من نقل إليك , نقل عليك) , يعني زي ما هدي جت قالتلك ازاي البت سميرة ديه ريحة بقها معفنة , وانتي بتسمعي و فرحانه و بتطبلي معاها , اعرفني ان نفس هدي ديه ,بتروح لعلا و تقولها ان فلانة (انتي) قليلة الذوق و عمرها ما كان عندها دم , وعلا بتطبل معاها
هو كاس و داير , زي ما هتنقلي كلام لحد , الناس هتنقل كلام عليكي , واللي قاعدين في وشك بيضحكو علي اللي بتتكلمي عنهم , هما نفسهم اللي بقهم مفتوح بالضحك عليكي لما بيفترو علي اخلاقك و سلوكك
لما تفتكري كدة , هتعرفي ليه ربنا غلظ في تحريم الغيبة , لانها بتنهش في عصب المجتمع . .
- واظبي علي العبادات , بنية ان ربنا يجعلها وقاية ليكي منها , يعني كتري من قراية القرآن , الذكر , الصيام , صلاة السنة , التصدق , من كتر "زحام" العبادات ديه في قلبك , الشيطان مش هيلاقي مكان يزن عليكي عشان تقولي كلام زفت
- لو رجعتي للغيبة , توبي فورا و كملي في طريقك : ممكن لما تبدأي تتوبي عنها تلاقي الشيطان وقعك في مرة ولا مرتين , انك تقولي غيبة او تسمعي لها , اوعي ساعتها تيأسي و ترجعي لنظامك القديم , استغفري فورا لربنا , وثقي انه هيغفرلك لو انتي رجعتي تاني للطريق السليم
- ادعي ربنا كل يوم في سجودك انه يرحمك من الذنب ده , الدعاء حاجة مش ثانوية , ولا تكميلية , لكن عنصر هام , و ربك هييسرلك الأمر
ارجوكي متتجاهليش الموضوع لانه مش سهل