العنوان : الذنب الكبير

القسم: #الاجتماعي

الرقم: 69

السؤال:

​

مساء الخير

 

دلوقتى فى شخض متقدملى للجواز واعترافلى انه كان ليه علاقات جنسية كاملة مع بنات قبل كدا برا مصر لانه عاش فترة برا

 

بس هو حاليا مفيش اى علاقة فى حياتة من سنة تقريبا بس هو دايما عنده احساس بالشهوة وطبعا بيتفرج ع أفلام وغيره

 

بس كل كلامه معايا انه عاوز يتغير وانه يبطل كل ده ويكون حد كويس

 

انا خايفة اقرب يكون سبب انى يخلينى اغلط قبل الجواز وخايفة ابعد ومش اساعده انه يتغير

 

أنا حاسة المشكله نفسية اكتر لانه بيدور ع حنان الام مع الناس ديه لانه اغلب العلاقات كانت مع ستات كبار

 

خاصة ان علاقته بمامته فيها جفاء يعنى هو بيحكى انها عمرها ما حضنته او انه حس بحنانها عليه  وان والده كان قاسى جدا عليه

 

انا خايفه ابعد عنه اكون سبب فى انه يفضل فى الطريق ده وخايفة اكمل معاه ويطلع انسان غير سوى

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

مساء النور . .

 

رأينا : متوافقيش انك تتجوزيه , و متعمليش اي خطوات عشان تعالجيه  , مش عشان هو غير قابل للعلاج , لا طبعا هو ممكن يتعالج ويتصلح حاله  , لكن مش انتي اللي هتقدري تعملي ده . .

 

ده المختصر , وخلينا نقول تفاصيل اكتر  . .

 

 

 

 

المولي تبارك و تعالي لما حرمها , فكان ليها حكمة بالغة , لأنه يعلم انها السوس اللي بينخر في عظام المجتمع , ولها القدرة علي هدمه تماما , وكنا اتكملنا بالتفصيل عن الحكمة الربانية في تحريم الزنا في الرسالتين : بين العفو و الفاحشة - 1  ,  بين العفة و الفاحشة - 2
 

و مش هنقدر نعمل فصل بين العامل الديني و العامل النفسي في النقطة ديه , عدد من المتدينين مصرين ان ده ليه بُعد ديني بس (ان الشخص سايب نفسه في الشهوة برغبته) , وعدد من علماء النفس مصرين علي البُعد النفسي بس (ان بيكون فيه دوافع اخري غير الشهوة الجنسية , زي ما سيجموند فرويد شرح بالتفصيل ) .

 

لكن المزيج بين البُعدين ربما يكون اقربهم للصحة  , وان الشخص اللي ترك نفسه يغرق في وحل الزنا هو يعاني من الأمرين معا . .

 

من ناحية قد يكون فيه اسباب نفسية دفعته لده , واللي بتضغط عليه بشكل ما , زي :

 

• افتقاد لحنان احد الوالدين

• اختفاء السند و النصيحة من حياته

• افتقاده للشعور انه يشعر بالأمان

• فشله في تحقيق نجاح حقيقي في واقع الحياة , فيركز انه يعمل نجاح في مجال تاني

• احساسه بالنقص في بند "تحقيق الذات" فيحاول يعمل انجاز في ميدان مختلف , زي ما شرحنا بالتفصيل في رسالة "هرم مازلو"

• ان الشخص  تعرض لتحرش او اعتداء جنسي وهو طفل , وده غالبا بيميل انه يمارس النوع السادي من الجنس

 

وعدد من النقاط ديه انتي ذكرتي انها موجودة فيه بالفعل . .

 

------------------------------------------------------------------------------

 

و من ناحية منقدرش ابدا نتجاهل البُعد الديني في الموضوع  , وان هو – مهما كان يتعرض لضغوط نفسية و آلام سيجولوجية -  فهو قام بارتكاب فاحشة تغضب ربنا سبحانه و تعالي , وبالطبع ده لا يقع في مظلة "الضرورات تبيح المحظورات" , يعني ده لا يقارن ان شخص مثلا يفطر في رمضان لانه مصاب بالسكر و هيموت لم ماكلش , مستحيل نعمل ربط بين ده و ده .

 

و دايما لازم نفرق بين ان فيه دافع لشئ معين , وان فيه تبرير للشئ ده , الدافع لا يبرر الجريمة ابدا .

 

فلو قلنا ان فيه لص اقتحم بيت و سرق فلوس و اضطر يقتل صاحبة البيت لما صحيت من النوم و شافته , فهل لو عرفنا بعدها انه كان عنده احتياج مالي شديد , هل ده يبرر الجريمة ؟ ؟

 

وجود الدافع بيخلينا نفهم الاسباب , لكن الكلام عن الدافع مش معناه ان اللي عمله صح .

 

خاصة ان بالفعل فيه الاف الشباب اللي في نفس ظروفه او يمكن اسوء , لكن خوفهم من ربنا كان مالي قلوبهم , وحبهم لله كان اقوي بكتير من اي شهوة , فموقعوش في المشكلة ديه .

 

لازم نضع النقاط فوق الحروف , عشان محدش يظن ان وجود دافع سيكولوجي لامر ما , بيجعل ارتكابه مباح .

 

 

 

ولما بنقولك ما توافقيش عليه للزواج , فده لعدد من النقط , واللي كل واحدة فيهم كفيلة بتدمير الحياة الزوجية بشكل كبير . .

 

ان اولا شرعا لا يجوز ابدا الزواج من الزاني , مالم يتوب الي الله توبة حقيقية و جادة , واللي فيها 3 شروط اساسية هنذكرها في اخر الرسالة , فمالم يتوب , فالآية الثالثة من سورة النور هتنطبق عليه (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) , لو تاب توبة حقيقية خلاص ممكن يتجوز عادي

 

ان الشخص اللي قدر يكسر حاجز الكبائر , ممكن يكررها تاني للاسف , الكلام ده سواء في الزنا او الخمر او الربا او غيره , فلو كان هو بالفعل قدر قبل كدة انه يرتكب شئ بالحجم ده , فاحتمالية تكراره بعد الجواز واردة  لانهيار الوازع الديني اللي جواه , مالم ربنا يتوب عليه بشكل كامل

 

 

 

 

• انه زي ما وصفتي عمل المشكلة ديه لسنين طويلة , مش وقع مرة ولا مرتين , وده يشير ان الأزمة متأصلة في عقله و كيانه  وقلبه , وبالتالي الاقلاع عنها مش هيكون سهل

 

• اني اخشي ان الزواج مش هيعمله اشباع جسدي كامل , انا اتمني ده بس اخشي انه ميحصلش , لان الشيطان يزين الحرام بشكل لا يصدق , فممكن بعد شهور من الزواج , وبعد ما كل واحد يعتاد التاني , يبدأ وسواسه يفكره بأطياف الماضي , واللي فيها عدد من الذكريات المصاحبة للذة الشهوة الحرام , فالزواج من غير ما يكون اصلا تاب عن الأزمة ديه , اخشي انه ميحلش المشكلة

 

• التعود علي مشاهدة الافلام الاباحية بتعمل اثار سلبية رهيبة  في تدمير الحياة الزوجية , سواء العاطفية او الجنسية , واسوء ما فيها , انها برتفع جدا سقف الشئ المطلوب لعمل المتعة للشاب , فبتتحول كل الامور الجنسية العادية المألوفة بين الزوجين  ,لشئ اعتيادي بالنسبة له , وغير مشبع , وهيبدأ يبحث عن اساليب غير سليمة و غير منطقية لاشباعه , وعدد من الاساليب ديه بتكون محرمة شرعا و مؤذية جسديا و نفسيا

 

• وارد يكون مستعجل قبل الجواز , فيعمل نوع من "التجاوزات" الغير مقبولة , ولو انتي وافقتي عليها – ربنا يحفظك – يبقي بتكسري مبادئك و قيمك عشانه , ولو رفضتي فده هيعمل توتر في العلاقة بينكم .

 

الاسباب ديه و غيرها اللي بتجعل فكرة الارتباط بيه فكرة غير مناسبة  ,و بعيدة عن النجاح بمقدار ما .

 

 

 

 

تاني هنقولك الفكرة مش مناسبة , مش عشان هو علاجه مستحيل – علاجه ممكن جدا لو عنده ارادة – لكن عشان العلاج مش هينفع يكون من بنت أساسا . .

 

علاج الأزمة اللي عنده هو علاج مركب , ومحتاج تضافر عدد من السبل مع بعض , عشان تقدر تنتشله من الفجوة اللي وقع فيها , و يتخطاها و يتحول لانسان محترم يخاف ربنا . .

 

و كل خطوات العلاج لا تشمل  ولا حتي تتحمل وجود انثي في الاطار , لان وجود انثي – اي انثي – هيعمل نوع من التذكير الدائم ليه بالشهوة اللي في باله , وباللذة اللي هو مفتقدها بقاله شهور , فده حتما بيعمل نوع من الضغط علي اعصابه , وهو الشئ اللي هيقربه شوية شوية من الفاحشة مرة تانية , ربنا يحفظنا  .

 

العلاج لن يتم الا علي يد متخصص , او علي يد صديق ليه , شاب بيحبه و يثق فيه , وعنده طوله بال , وحكمة في التعامل مع النوع ده من المشاكل , عشان يقدر ياخد بايده خطوة خطوة للتخلص من الازمة ديه .

 

انك تظني انك هتقدري تعالجيه هي وجهة نظر بريئة من عندك , وتتعارض للاسف مع الحقائق الخاصة بالدوافع العاطفية والفسيولوجية اللي عنده , ومستحيل تكون فعالة  .

 

وهو قد يتجه احد اتجاهين في رد فعله معاكي – في حالة انك فكرتي تعالجيه نفسيا - .

 

اما انه يعجب بيكي و يحبك (الشق العاطفي) , وهنا دافعه للارتباط بيكي هيكون اقوي , و الرغبة اشد , ووقتها انك ترفضي الزواج منه – سواء للاسباب السبعة اللي ذكرناها فوق او لاسباب تانية عندك – هتعملي عنده ازمة اشد , وهتخلي عنده الدافع الاكبر للبحث عن واحدة تطفئ نار جسده و مشاعره , فده عمل تعميق للمشكلة مش حلها .

 

او انه مش معجب بيكي كشخص , لكن كانثي (الشق الجسدي) ,و اللي ممكن يحاول يعرض عليكي دعوة للحرام –ربنا يحفظنا – واللي لما ترفضيها , فده برضه هيعمل تعميق للمشكلة .

 

فسواء هو اعجب بيكي كجسد او كمشاعر , فالنوعين هيتسببو في  استمرار المشكلة و زيادتها , وانسي اي كلام في اطار "احنا اخوات" , "احنا بس اصدقاء" , "مش هنفكر في الكلام ده"  . . كل الحاجات ديه تصلح في قصص ميكي و بطوط , لكن مش موجودة في واقع حياتنا .

 

و متشيليش همه , وتقولي طب ده من غيري هيضيع , لو كان من غيرك هيضيع فتواجدك معاه هيخليه يضيع اكتر , سيبيه , وانتي مش مسؤولة عن مشاكل الكون , وهو لو عنده رغبة حقيقية في حل المشكلة , فهيعرف يحلها , او ممكن ببساطة تنقليله الجزء الاخير من الرسالة  , واللي هيكون فيه نصايح مهمة تخليه يحل المشكلة .

 

------------------------------------------------------------------

 

طب صحيح هو اللي زي كدة يتعالج  ؟ ؟

 

طبعا يتعالج , يعني هو هيكون اكبر من اللي قتل 100 شخص , وربنا تاب عليه بمجرد ما مشي بس في خطوات انه يقرب من ربنا ؟ ؟

 

متنسيش ان ربنا قال في سورة النساء  ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ )

 

يعني ربنا يعلمنا بكلمات واضحة , ان اي ذنب هتعمله ربنا هيغفر ليه – اذا شاء – في حالة انك مشيت في الخطوات السليمة انك تتخلص من الذنب و تتوب لربنا .

 

وهنكتب هنا عدد من الخطوات , اللي اتمني انها تحل مشكلته او مشكلة اي شاب في نفس الحالة :

 

 

• مفيش اي بديل عن "الصحبة الصالحة" , المصطلح اللي بنشوفه في كل الكتب و المقالات اللي بتتكلم عن التوبة , واللي من غيره بالفعل صعب جدا جدا الواحد يقرب من ربنا

 

 

 

 

 

 

 

 

• لازم يعمل حاجة اسمها : الروافد

 

 

 

 

• لازم يبحث في البعد النفسي في الأزمة  ,وده ميتمش الا عن طريق الذهاب لمتخصص – مش لصديق  - لازم طبيب او اخصائي نفسي متخصص , واللي هيمارس معاه احد اساليب التحليل النفسي , لغاية لما الطبيب النفسي يضع ايده علي سبب المشكلة  ,ويقوله حلها بيتم عن طريق كذا كذا .

 

 

 

• لازم يقطع علاقاته مع اي اصدقاء – او صديقات – بنفس المستوي الاخلاقي او بنفس اسلوب المعيشة القذر ده , لانه مهما تاب و رجع لربنا , لو لازال متواصل مع النوعية ديه من البشر , هيخلوه "يحن" لايام الماضي , وهيجرجرو رجليه للفاحشة مرة تانية , طبقا للمثل : ودت العاهرة لو كان الجميع مثلها

 

 

• يمارس رياضة , ويظبط انواع معينة من الاكل والشرب , بحيث يبعد عن الحاجات اللي تزود عنده من استثارة هرمون التستوسيترون

 

 

• لازم يشوف حل لمشكلة مشاهدة الافلام , ولو هو جاد هيلاقي الف حل , النت مليان مواقع و متخصصين قالو كل الطرق المفيدة , بس كلها محتاجة ارادة

 

 

 

• بعد ما يطبق الكلام ده كله , لو بالفعل مر عليه كذا شهر , وهو عرف من جواه انه اتغير , وان ارادته بقت مختلفة , وان قلبه انغمس بحب الله والخوف منه , ساعتها يبقي مؤهل للزواج , ويكون حاطط في باله ان الزواج مش "سلسلة مستمرة من المتع الجنسية" , وانه مش هيكون زي ما شاف و جرب قبل كدة , عشان بس يكون مفتهم للواقع عامل ازاي  و ميكونش ده سبب لاحباطه او طلاقه

 

 

 

وهنا كنا ذكرنا رسالة مهمة عن واحدة عايزة تتوب عن الفاحشة بعنوان : الفرصة الأخيرة

 

و هنا رسالتين متتاليتين عن ترك العادة السرية , وفيها خطوات متشابهة جدا مع اللي لازم يعمله , بعنوان : الدائرة المفرغة  - 1 , والدائرة المفرغة - 2

​

​

​

اتمني كلامنا يفيدك و يفيده , ونأكد تاني ان انتي ملكيش مكان في حياته  ,لا زوجه ولا معالجة , وجودك جنبه هيضرك و يضره في نفس الوقت

 

ربنا يتقبل توبته و يهدينا جميعا الي صراطه المستقيم

 

​