
العنوان : بين العفة و الفاحشة - 1
القسم: #الديني
الرقم: 22
السؤال:
هو سؤالي مش استنكار والله لكن بس استفهام عشان بس متفهمنيش غلط يا ادمن :D
هو ليه ربنا حرم يكون فيه علاقات مع الستات (قصدي الممارسة الجنسية) عايز افهم بس هي ليه حرام ؟
انا عمري ما عملتها و لا هعملها ان شاء الله بس بتسائل من جوايا ايه المشكلة فيها و ايه الاذي اللي هيحصل خاصة لو تم ده برضا الطرفين من غصب عنها.
احيانا بفكر في ده و باستغفر ربنا اني بقول الكلام ده بس غصب عني السؤال بييجي في بالي
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
(هيتم تقسيم الإجابة علي رسالتين لطولها الكبير, رسالة اليوم و رسالة الغد ان شاء الله)
الإجابة :
أهلا بيك يا غالي . .
شوف يا سيدي . .
بداية سؤالك مش عيب ولا حرام , وهو مش ذنب في حد ذاته , طالما سؤال استفهامي مش استنكاري . .
يعني لو بس بتتسائل من جواك علي حكمة المولي تبارك و تعالي في تحليل شئ او تحريمه , لو تساؤل للاطلاع و المعرفة و اشباع غريزة الفضول الموجودة في النفس البشرية , ديه في حد ذاتها مش مشكلة , المشكلة بتكون في اللي بيسأل بشكل استنكاري , و ده ليه وضع تاني ربنا يحفظنا .
بل ان سؤالك ده ليه انعكاس نفسي مهم , وهو ارواء عطش العقل الباطن , اللي مش بيفكر بالعقل ولا بالمنطق , لكن باللي بيشوفه و بيحسه بس . .
و عشان تفهم قصدي , فكر معايا , احنا عارفين و موقنين ان الشمس هتطلع من الغرب في يوم ما , واللي هتكون من بدايات علامات الساعة الكبري , كما وصف لنا الرسول صلي الله عليه و سلم . .
كلنا متأكدين من ده وموقنين منه , واللي بيشكك فيه قد يكفر ربنا يحفظنا . .
لكن لو احنا عشنا لليوم ده , وربنا قدّر اننا نشوف بعينيا هذا الأمر الخارق للعادة , لو شفنا بعينينا المسيح الدجال وهو بيشق الشاب نصفين , وبيعبر من خلاله , وبعدها بيجعل الشاب يحيا من بعد موته , و طبعا ده كله بإذن الله وحده كفتنة للناس . .
لو احنا عشنا و شفنا ده بعينينا , هنعمل ايه ؟ ؟
ساعتها مش هنصدق عينيا , وهنحس اننا بنحلم , وهتغزو جلودنا القشعريرة و اننا مش مصدقين ان ده بالفعل شايفينه , مع اننا موقنين و متأكدين 100 % من حدوثه قبل ما نشوفه ,ثقة في كلام الرسول صلي الله عليه و سلم . .
وده الفرق اللي باتكلم عنه , عن الفرق بين العقل الواعي و العقل الباطن , العقل الواعي بيؤمن بالمنطق و العقل و التفكير , العقل الباطن بيؤمن بس باللي بيشوفه و بيحس بيه .
بل انك لما تقرأ الآية 260 في اواخر سورة البقرة (وإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) . .
هنا سيدنا ابراهيم عليه السلام سأل المولي تبارك و تعالي ان يريه كيف يحيي الموتي , ربنا سأله : أولم تؤمن , سيدنا ابراهيم رد : بلي ولكن ليطمئن قلبي . .
بلي في اللغة العربية بيكون رد بالايجاب علي سؤال بالنفي , يعني لو انا سألتك ألم تذهب للجامعة , وانت قلت : بلي ذهبت , يبقي معناها : ايوة انا رحت .
فسيدنا ابراهيم قال بلي , يعني ايوة آمنت يا رب , ولكن ليطمئن قلبي , قد يكون معناها جعل العقل الباطن يستريح لما يري شئ هو عاجز عن استيعابه , مع ان عقله الواعي يؤمن بيه قطعا , وهو أبو الانبياء عليه السلام , والله تعالي أعلم .
ده فيه حديث نبوي مخصوص تعليقا علي الآية ديه , لما الرسول صلي الله عليه و سلم قال في صحيح مسلم ( نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ: " رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَىٰ وَلٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )
عدد من العلماء فسرو الحديث علي ان معناه (نحن أشد اشتياقاً إلى رؤية ذلك من إبراهيم عليه السلام) , وعدد منهم فسروه علي ان معناه (إذا لم نشك نحن فإبراهيم أولى بالشك) . .
فانت سؤالك في ذاته مفيهوش مشكلة – طالما كان استفهام مش استنكار – بل ان قد يكون تعبدك لله لما تفهم حكمة الأمر , اقوي و أدق من لما تكون بتعملها دون فهم تام .
بس بالطبع احنا مأمورين بالالتزام بأوامر المولي تبارك و تعالي سواء فهمنا الحكمة او مفهمنهاش , سواء كانت مقنعة او مش مقنعة , سيدنا ابراهيم لما أمره الله تبارك و تعالي ان يذبح ابنه سيدنا اسماعيل , لم يناقش و لم يفكر في الأمر حتي .
لأن مفيش حد في الكوكب – باستثناء الانبياء - معاه "توكيل" بالاسلام ان هو المتحدث الرسمي , او ان هو المفسر العام لاحكام الشرع , و كل اللي العلماء بيحاولو يوصلوله هو رؤيتهم للأمر , واللي قد يكون فيها بعض الصحة و بعض الخطأ . .
و بالتالي اللي هتقراه في السطور القادمة هي اجتهاد ضعيف ,ورؤية بسيطة , تحتمل الدقة , وأكيد تحتمل الخطأ. .
لازم نقول كدة في الأول عشان يتم وضع الأمور في نصابها السليم , وعشان ميكونش فيه اي "احتكار" لتفسير الشرع بشكل ما لاي حد , وعشان محدش يقول : يا جماعة ده الصح و ده الغلط , ولكن كل شخص ليه رؤية و تفسير و اجتهاد .
نوصل بقي لسؤالك المهم . .
هو صحيح ليه ربنا سبحانه وتعالي حرّم الزنا ؟ ؟
يعني ايه الحكمة ان المولي تبارك و تعالي يمنعنا من شئ , فيه لذة حقيقية محدش يقدر ينكرها ؟ ؟
طب احنا فاهمين ان يحصل تحريم لأشياء بتأذينا او بتأذي المجتمع , زي السرقة و القتل و الكذب و غيره , بس الزنا ايه مشكلته ,خاصة لو كان بالفعل زي ما انت قلت برضا الطرفين ؟ ؟
يعني لما "س" و "ص" , يقضو وقت جميل مع بعض , وهو موافق و هي موافقة . والأهل مش هيعترضو – بفرض انها كانت حلال – مين بقي اتضرر من اللي حصل ده , و المجتمع هيتضايق من ايه ؟ ومين هيتأذي عشان ربنا سبحانه و تعالي يحرم الناس من اللذة ديه ؟ ؟
اكيد اسئلة زي كدة جت في بالك و بال ناس كتير , وانت كنت "صريح" اكتر مع نفسك لما اخرجت السؤال للنور , بينما كتير مننا , مخليين السؤال بس في بالهم , حياء ً او خجلا ً
تعالي في السطور الجاية نعرضلك تفسيرنا للحكمة الالهية البالغة في تحريم الفاحشة ديه , ونعتذر لو هنستخدم عدد من الألفاظ الصريحة نوعا في كلامنا , لكن هي لابد منها رغما عنا . .
خلينا الأول نعمل استبعاد لمشكلتين ممكن ييجو في بالك كنتيجة حتمية لانتشار الزنا , وده لأنهم حاليا قلت نسبتهم جدا عن زمان . .
و هي مشكلة "اختلاط الانساب" , و "انتشار الأمراض" , المشكلتين دول كانو موجودين زمان فعلا , بس خلينا نكون واقعيين و نقول ان نسبتهم دلوقتي قلت كتير , وبالتالي مش هيكون من المنصف اننا نقولهم هنا , عشان نبين لك حكمة تحريم الزنا . .
فعلا لغاية سنوات فاتت , كانت المشكلتين دول منتشرين, الابناء اللي مش عارفين مين ابوهم , والامراض التناسلية المدمرة اللي حصدت ارواح الملايين , زي الزهري و متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الايدز) . .
بس احنا مش هنتكلم عنهم دلوقتي , لان ممكن بالفعل اي شخص يتجنبهم بسهولة , باستخدام اسلوب الحماية المعروف اللي مش محتاجين نذكره باللفظ , وواقعيا و منطقيا , ممكن الشخص يقيم علاقة مع الف واحدة , من غير ما يجيله مرض واحد يقتله , ومن غير ما يكون ليه طفل يتلطم في الشوارع .
ولما تقيس انتشار مرض زي الايدز , هتلاقي مثلا في الولايات المتحدة تقريبا مليون و 100 الف مصاب بيه , من أصل فوق الـ 320 مليون مواطن , يعني تقريبا من كل 300 مواطن فيه واحد بس عنده المرض ده , فهل انتشار الزنا بينهم بنفس المعدل ؟ اكيد لا , ونفس الارقام تقريبا في اوروبا . .
فخلينا نستبعد النقطتين دول , ونتكلم عن النقاط ,اللي ملهاش اي علاج , واللي مش هيكون ليها اي علاج الا بالايمان بإن شرع الله , هو اللي فيه الحل الأكيد لمشاكلنا المستمرة . .
-----------------------------------------------------------------------
النقطة الأهم اللي هنركز عليها هي : التدمير الكامل لحياة الذكر و الانثي . .
وعشان تحط ايدك علي المعني الحقيقي للنقطة ديه , لازم الاول تكون علي اطلاع تام , بالفروق الجوهرية بين الذكر و الانثي , وبالتحديد في الشق العاطفي , و الشق الجنسي . .
الشاب – أي شاب – بيكون عنده ثورة فوران جنسي من وقت البلوغ , وغالبا بتبلغ ذروتها في اوائل العقد التالت من عمره , وغالبا بتكون الشهوة الجنسية عنده منفصلة عن العاطفة .
فالشهوة في ذاتها مش معتمدة بشكل كبير علي التواصل العاطفي بينه و بين الانثي اللي بيمارس معاها العلاقة , الكلام ده سواء داخل اطار الزواج او خارجه . .
و ده اللي بيجعل متعته الجنسية مع اي انثي معتمدة بشكل كبير علي مواصفاتها الجسدية , مش علي "اهتمامها بيه" , او "حبها ليه"
انا مش باشتم الشاب , انا باعمل توصيف للعلاقة بين الشق الفسيولوجي و السيكولوجي في عقله و ذهنه . .
بينما الانثي وضعها مختلف . .
الانثي – أغلب الاناث مش كلهم – لا تشعر بأي شهوة الا تجاه شخص محدد , وغالبا بيكون واحد بس , واللي هي بتحبه بشدة .
عشان كدة تلاقي اغلب الاناث قبل الخطوبة , بتكون مش حاسة بفوران الشهوة زي الشاب , بيكون ايوة فيه شوية شهوة لكن علي بسيط , و مش بتفكر فيها الا قليل . .
و لما ترتبط بشخص , ويبدأ قلبها يتعلق بيه بشدة , وقتها بركان الشهوة اللي كان خامد لسنين طويلة , بيتفجر بشكل يدهشها هي نفسها , وتجد نفسها مدمنة لزوجها , عاطفة + شهوة جسدية . . .
ولو معاملته ليها معاملة رائعة و جميلة و يحفها الاهتمام و الرعاية , شهوتها بتتزايد تجاهه , وتجاهه هو بس , مش لاي حد تاني . .
ولو كان هو قليل الذوق , او بمشاعر باردة , او بيهينها و يعاملها بشكل سلبي , شهوتها بتخمد سريعا , وتجد نفسها – رغما عنها – باردة جنسيا . .
(باعتذر مرة تانية عن استخدام الفاظ صريحة في التعبير عن الحالة الجنسية , بس بالفعل مش لاقي اي بديل عن الشرح الكامل لأهمية الموضوع و جديته )
ولو هي ابتعدت عن زوجها , سواء عن مشاكل زي الطلاق او الانفصال , او ابتعاد مع حب زي انه يسافر او انه يتوفي , وقتها شهوتها بتخمد تدريجيا , لغاية لما تنام تماما . .
الكلام ده مش للانثي المسلمة الملتزمة . . الكلام ده علي اي انثي في كوكب الأرض , مسلمة او مسيحية او بوذية , عربية او امريكية او هولندية او اوغندية . .
ده السبب اللي بيجعل الذكور – في البلاد الغربية – بيبحثو عن ممارسة الجنس في اي مكان و باي طريقة , لكن الاناث – برضه في البلاد الغربية – مش بيعملو كدة , وممكن تلاقي واحدة امريكية في عز شبابها , وتكون جميلة جدا , ولا تمارس الجنس لفترة طويلة ,لان مفيش حد هي معجبة بيه , واي ممارسة جنسية مع شاب هي مش معجبة بيه هتكون شئ مقرف بالنسبة لها . .
و ده السبب ان فيه الملايين من بيوت البغاء للرجال , لكن فيه كام حاجة زي كدة للسيدات ؟ ؟ حتي في البلاد اللي مفيهاش اي دين . . .
ديه طبيعة المرأة اللي كتير من الشباب مش مستوعبينها ,ومش قادرين يتخيلوها , ان الشهوة عند الانثي مرتبطة بعاطفتها ارتباط وثيق , بيسمي في علم الرياضيات "تناسب طردي" , لما ده يزيد ده يزيد , ولما ده يقل ده يقل .
ده السبب اللي بيجعل بعض الشباب بيظن ان البنت اذا تعرضت لحالة اغتصاب , انها بتستمتع بيه , طبعا ده خلل في التفكير , لان الاغتصاب هي ابشع تجربة ممكن تمر بيها اي انثي في حياتها , و مش بيكون عندها اي ذرة من الاستمتاع او التفكير في الشهوة , لانها بتشعر بكمية لا تصدق من الاهانة و الاذلال .
الشاب اللي بيظن ده , هو بيقيس بنفس مقاييسه , لان الشاب شهوته غير مرتبطة بانثي محددة , وبالتالي لو ان – بشكل ما – انثي قدرت تغتصب شاب , فهو – بمقدار ما – هيكون مستمتع .
ديه هي الفروق الجوهرية بين الذكر و الانثي , اللي لازم نستوعبها عشان نقيس علي اساسها . .
واكيد كلامي مش علي الجميع , نسبة لا بأس بها من الاناث عندها شهوة موجهة للجميع , ومستعدة تمارس مع اي حد , وكذلك نسبة لا بأس بها من الذكور مش بيستمتع الا مع الانثي اللي يحبها بس , لكن كل ده هو الاستثناء اللي يؤكد القاعدة ولا ينفيها .
يتم استكمال الرد في رسالة الغد ان شاء الله اللي بعنوان : بين العفة و الفاحشة - 2 .