
العنوان : التعامل الصعب
القسم: #الاجتماعي
الرقم: 62
السؤال:
مشكلتي مع ابني انو مش بيسمع الكلام ومش بيحب يذاكر ودائم بيعاند مع اخواته هو صعب التعامل معه عاوز اللي في دماغه وفي المذاكرة دائما بيطلع عيني
هو عند و ٦ سنين
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
الإجابة :
اهلا بيكي يا فندم
في البداية مهم تقري المشكلتين دول , لانهم مرتطبين كتير بسؤالك
ديه بعنوان : ابني لا يحترمني
وديه بعنوان : طفلي العنيد
و كلامنا هيدور علي نقطتين اساسيتين :
-
المذاكرة
-
التعامل مع الطفل العنيد
-----------------------------------------------------------------------------------
بالنسبة للمذاكرة , انا شايف انه 6 سنين , يعني في اولي ابتدائي و ده معناه انه فعلا لسة صغير .
كتير من الدول الدراسة بتبدأ عندهم من 7 سنين , و كمان بتكون دراسة مسلية و ممتعة , من غير الكلاكيع اللي بيوجدوها في المناهج المصرية .
و حتي لما بيكون فيه مادة علمية صعبة , فبيتم نقلها للطفل بشكل جذاب , من غير تعقيد او صعوبة .
و بيعملو تغيير كامل في مفهوم الواجب الدراسي , عشان يكون شئ مسلي لطفل بالعمر ده
ولو حضرتك قريتي معانا رسالة أنا أكره المدرسة , هتلاقي ان بالفعل معايير الطفل مختلفة عن اللي احنا بنظنه
فالطفل في السن ده , مش هيستحمل انه يقعد ساعات يذاكر , او يحل واجبات , وان كانت المدرسة معندهاش الوعي الكافي اللي يسمحلهم بتنشئة المهارات الابداعية لدي الطفل , فانتي كأم لازم تكوني عارفها او تعملي تنمية ليها
اكيد مش باقصد من كلامي انه يهمل المدرسة او المذاكرة , لكن تكون باوقات بسيطة , وتكون ممزوجة باسلوب جذاب يشجع الطفل طفل , وانه يقلل جدا من الواجب العملي .
حرص الابوين علي تفوق ابنهم و اجتهاده , بيخليهم من اول سنة ليه في المدرسة , يتعاملو معاه بنوع من الكهربا و العصبية عشان يكون الأول , عشان يخلص كل دروسه , عشان يكون متفوق جدا , مع انهم مش عارفين ان ده بالفعل اصعب بكتير من مهارات و قدرات طالب بالسن ده .
لو حريصة علي مستقبله و تفوقه , اهتمي اكتر بتنمية مواهبه , بتنمية خياله , بتنمية ابداعه , بتمنية مهاراته الاجتماعية , انه يتعلم مبادئ تحمل المسؤولية , انه يتعلم رياضة و يفرغ فيها طاقته , انه يتربي علي الاخلاق السليمة اللي هتصنع منه رجل قد المسؤولية لما يكبر .
اكيد مش هنسيب المذاكرة , بس متاخدش اكتر من وقتها , وميكونش فيه ضغط علي اعصاب طفل في سن زي ده عشان يقعد كذا ساعة قدام الكتاب , ده بالفعل اسلوب عقيم بيقتل خيال الطفل و ابداعه .
اهتمي بمذاكرته ماشي , لكن بالتوازي مع تنمية خياله , مع قراءة قصص , مع انه يرسم , مع انه يلعب مع اطفال ,مع انه يروح جنينة و يجري فيها , مع انه يرتب سريره لما يقوم من النوم , لازم الخطوط كلها تكون بالتوازي , وميكونش فيه ضغط عصبي عشان موضوع المذاكرة لذاتها .
عارف ان كلامي ممكن ميعملش ارضاء للأب او الأم اللي شايفين المذاكرة شئ رقم 1 في الكون , بس انا باتكلم عن واقع بشوفه ,وعن تجارب حياتيه , وعن خبرات مع مصريين و عرب و آسيويين و اوروبيين و امريكان , فيما يخص الحالة التعليمية , وازاي ان الضغط الرهيب علي الطفل عشان يذاكر , بيعمل عنده نوع من الكراهية التامة للمذاكرة , غير انه بيقتل خياله اللي هو اصل الابداع , واللي فعلا هيحتاجه عشان يتفوق في مجاله ايا كان هو ايه
الطبطبة المستمرة مش هتنفع , والتحدي الدائم مش هينفع , لازم يكون فيه توازن بين الشد و الجذب , الحزم و اللين في التعامل مع الطفل .
مرحلة الـ 6 سنين هي مرحلة متعبة شوية ,لان الطفل بيبدأ تدريجيا يشوف ان الدلع اللي كان بيشوفه وهو طفل , وان الرغبات اللي كانت بتتحقق دايما , بيبدأ يشوف انها بدأت تختفي تدريجيا , سواء مع وصول أخ جديد له , او مع دخوله المدرسة .
في رواية "السراب" لنجيب محفوظ , شفنا ان الطفل "كامل" كان متربي علي دلع بدرجة غير محدودة من أمه , حتي انه لما راح المدرسة , مستحملش يقعد فيها اكتر من اسبوع , واصر انه ميكملش فيها , وفعلا امه سمعت كلامه من حبها الغير معقول ليه , وخلته ميكملش في المدرسة .
فالسن ده , هو سن اصطدام الطفل مع رغبات لن تحقق , و قرارات هو شايفها قاسية و متعبة عليه , وهيبدأ بطبيعة الحال يتمرد علي الوضع ده , ويحاول استغلال حبكم ليه عشان ينفذ اللي هو عايزه .
فسماع كلامه شئ غير سليم , ولكن في نفس الوقت , كسر ارادته و اجباره علي كل شئ كمان شئ غير سليم.
لازم يكون فيه نوع من المزج بين اللي انتو عايزينه واللي هو عايزه , عشان من ناحية مينشأش بطريقة فيها "دلع" فيفسد لما يكبر , ولا بطريقة فيها جفاء و قسوة من التعامل الغير سليم معاه .
وبالتالي انتي لازم تحرصي علي كذا نقطة بالتوازي :
-
لما يرفض شئ انتي عارفه انه مهم و مفيهوش تراجع , لازم يشوف منكم اصرار علي الامر , وان ده هيتعمل يعني هيتعمل , سواء عيطت او رضيت , عشان يعرف ان مفيش نقاش في الامر
-
لما يرفض شئ انتي شايفه انه قابل للنقاش , وانه مش ضروري جدا , فاعملي موازنة في عقلك بين هل توافقي علي كلامه ولا تصري علي كلامك , بحيث يكون فيه توازن بين عدد المرات اللي تسمعي فيها كلامه , وعدد المرات اللي تنفذي كلامك
-
لما ييجي يرفض شئ وانتي عارفة انه من باب الدلع (مش عايز اكل بطاطس طعمها مقرف) , وانتي عارفة انه بياكلها عادي اصلا قبل كدة , وانه بيتدلع , ساعتها لا تجبريه ياكلها , ولا تسمعي كلامه , قوليله : خلاص براحتك , لو مكلتهاش مفيش اكل غيرها , وسيبيه تماما من غير ما تزعقي فيه , ولا تسمعي كلامه و تجيبيله اكل تاني , ساعتها لما يجوع مش هيكرر الكلام ده
-
امزجي الاوامر بتاعتك بنوع من الاقناع العقلي : انا عارفة ان المذاكرة متعبة شوية ,بس انت عايز لما تكبر تبقي دكتور , ولا تشتغل حاجة مهينة عشان مش متعلم ؟ مش هتبقي دكتور ابدا الا لو ذاكرت و تعبت
-
اعملي معاه اتفاق : (طيب نتفق اننا هنذاكر دلوقتي لمدة ساعة , وبعدها تقوم تلعب , اتفقنا ؟ ؟ ) , ولو هو نفذ الجزء الخاص بيه بالاتفاق اياكي انك تتراجعي عن وعدك , لازم تنفذي اللي وعدتي بيه والا هيفقد ثقته فيكي
-
لو هو منفذش الجزء الخاص بيه بالاتفاق يبقي لازم ميلعبش , لانه لو هو منفذش الاتفاق ووجد انه كدة كدة هيلعب ساعتها مش هيذاكر تاني
-
تجنبي ضربه او حتي الزعيق فيه الا للضرورة , استخدمي كبديل لعقابه حرمانه من شئ بيحبه , او انك تخاصميه و متتكلميش معاه لمدة يوم مثلا
-
تجنبي اي عصبية قدامه , العصبية معدية , ووقتها هو كمان هيكون عصبي , والمشكلة هتتفاقم
-
ابحثي عن المساحات المشتركة مع طفلك , يعني شوفي لعبة بحيث يحبها , وتكون في نفس الوقت بتوسع الخيال او بتنمي الذكاء , فديه حاجة هتفيده , وهتعجبه في نفس الوقت