top of page

إعلاميي إسطنبول

left_back_arrow_blue.png
29 إعلاميي اسطنبول.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

العنوان : إعلاميي إسطنبول

القسم: #السياسي

الرقم: 29

السؤال:

لو سمحت يا ادمن سؤال في الجانب السياسي انا كنت في الأول بتفرج وبتابع الإعلاميين المطبلاتية يمكن لغاية فترة قصيرة من دلوقتي بس بعد ما اتفرجت علي معتز مطر الوضع اتغير عندي تماما وبقيت بسمعه علطول ومقدرش افوت حلقة ليه طول الاسبوع فياريت حضرتك وفريق الصفحة الجميل تعملولنا تحليل لشخصيته أو تقييم لأدائه المهني وهل هو جدير بالمشاهدة ولا بيحب يكسب شو وخلاص

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

 

أهلا بيك يا سيدي . .

 

احنا كمصريين عندنا أزمة في الاعلام من زمان , يعني من ايام عبد الناصر و اسطورة القائد الأوحد , وكارثة "نحن نقترب من تل أبيب" في 67 , و بعدها لما السادات بدأ يضيق قبضته علي الحريات في مصر , واتفاقية السلام الي كان ليها ردود افعال مختلفة .

 

و حتي أيام مبارك كان الاعلام دوره الاساسي التطبيل للحاكم , اللي ذاكرتهم كويسة يفتكرو الصورة "التعبيرية" لما استخدمو الفوتوشوب عشان يخلو حسني مبارك بيمشي قدام قادة العالم وقتها .

 

لكن دور الإعلام كان شديد الفجاجة في ثورة يناير , منقدرش ننسي كاميرا ميدان التحرير التحرير لما كانو بيسلطوها علي نهر النيل , وتامر بتاع غمرة , عفاف شعيب و ريش الخروف , وسماح انور و حرق المعتصمين , طلعت زكريا وخيم التحرير . .

 

بل ان الي اليوم البعض مقتنع بالكنتاكي و الدولارات في الميدان بسبب الاعلام المصري المدهش . .

 

 و خلال الشهور التي  تلت الثورة , وبالتحديد في فترة طنطاوي (فبراير 2011  - يوليو 2012 ), كان للإعلام دور شديد الوضاعة في اشعال نيران الفتنة , ووأد كل ملامح الثورة .

 

فلما اتسحلت "ست البنات" في التحرير , قالو ايه اللي وداها هناك .

 

ولما يتحرق المجمع العلمي يقولو الاخوان ولعو فيه .

 

ولما الدبابات دهست مينا دانيال و باقي الاقباط في ماسبيرو قالو كانو عايزين يقتحمو مبني التليفزيون .

 

-------------------------------------------------------------------------------

 

ومع تولي محمد مرسي الحكم , بدأت دفة الاعلام تتجه لمسار مختلف , لكن لازال شغال في هدم اي بقايا للثورة . .

 

فتم اختراع عدد لا يصدق من الاشاعات , واللي اصلا "متخيلش" علي عيل صغير , لكن الغريب انها وجدت آذانا صاغية .

 

من بيع ابو الهول , لتأجير قناة السويس , وتسليم سينا للفلسطينيين , ودعم الجهاد في سوريا , وانشاء حرس ثوري اخواني , وهدم الاثار في الاقصر , و غيره من الاشاعات شديدة الغرابة  , مش عايزين نتكلم عن "مضاجعة الوداع" . .

 

و ظهر ايقونات لالهاب نيران المشاهدين , زي توفيق عكاشة للفئات الاقل تعليم , وباسم يوسف للفئات الاكثر تعليم , و انتفضت حنجرة لميس , وبرقت عيون اديب , وارتفع صياح  الحسيني , و تعالت قهقهات تامر امين . .

 

هل كان فيه اخطاء للاخوان و مرسي ؟ ؟  بالطبع كان فيه , وكانت اخطاء جسيمة , وياريت الاعلام كان تناولها بنقد بناء ولا حتي بهدام , ياريته اصلا كان مركز عليها , ده كان مهمته تجييش الشعب لوأد ثورته و استعادة العسكر مرة تانية  .

 

وبعد الانقلاب , وصلت العصا السحرية للعسكر , واللي عملت تحويل دراماتيكي لكل الاعلاميين , وتحولت اللهجة الثورية الحانقة المهاجمة لظلم الحاكم ايام مرسي , لنبرات هادئة لطيفة تدعو الشعب لطاعة حاكمه الجديد و الانصات له .

 

وكانت أشد اللحظات قسوة , لما بدأ الإعلام يبرر لمذبحة رابعة و النهضة و الحرس الجمهوري و المنصة و سيارة الترحيلات و غيرهم . .

 

وبطريقة ما , قدر الإعلام انه يغير مفاهيم الناس و قناعاتهم , و عرف يقنعهم ان المعتصمين هما اللي حرقو المصابين في رابعة , و انهم مخبيين جثث تحت منصة رابعة , وان بنت البلتاجي عايشة في تركيا , وان بديع لابس نقاب , وان حماس معسكرة بأسلحتها في النهضة  .

 

ولما طالت يد السيسي الغشيمة الاعتقالات لكل الفئات و الانواع , حتي انها وصلت للعلمانيين و الليبراليين و المدافعين عنه و مؤيدي 30 يونيو , ايضا تمكن الاعلام من انه يقنع الناس ان كلهم اخوان مسلمين , انتهاء بمصطفي النجار اللي اتقبض عليه من شهور و مش عارفين عنه حاجة  .

 

و حتي بعيدا عن الشأن السياسي , فبطريقة ما الإعلاميين عرفو يقنعو المواطن ان رفع الاسعار و غلاء البنزين و جنون الدولار , كل ده بيصب في مصلحته في النهاية , حتي ان رواد السوشيال ميديا عملو "تحفيل" علي المصطلح ده , لغاية لما المسؤولين حرمو يقولوه تاني

 

فالإعلام المصري حاز علي شهادة تقدير, من اصراره المدهش و صبره الطويل علي "التطبيل" بنفس الوتيرة  رغم الفشل المستمر , سياسيا و امنيا و اقتصاديا و صحيا و حتي رياضيا .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------------------
 
طيب ماذا عن إعلاميي إسطنبول  ؟ ؟

 

انت سؤالك كان عن معتز مطر بالتحديد , لكن خلينا يكون كلامنا عام علي باقة الإعلاميين المصريين المقيمين باسطنبول , وبيعملو في القنوات التلاتة المناهضة لحكم السيسي (الشرق , مكملين , وطن)

 

الحقيقة ان تقييمهم مش هيكون تقييم سهل و مباشر . .

 

يعني ان كان من السهل اننا نعمل تقييم للإعلاميين المطبلين للنظام , علي انهم مجرمين , فمش من السهل اننا نعرف نصنف اعلاميي إسطنبول , ونحدد هما ثوريين ولا منتفعين .

 

لأن التعامل مع السياسة بيعلمنا ان منظور تعاملنا يكون اوسع من النظرة التقليدية الضيقة بتاعت "ابيض و اسود" , او "خير و شر" , السياسة فيها كل الوان الرمادي , واللي لازم علي الشخص الذكي سياسيا انه يفرق بينهم .

 

فيه ناس بتنظر لاعلاميي تركيا علي انهم ثوريين و مدافعين عن حقوق الانسان , وداعمين لحق الشعب المطحون .

 

و فيه ناس بتنظر لهم علي انهم مجرمين و خونة , وباعو وطنهم عشان حفنة من الدولارات الامريكية  , والليرات التركية .

 

و ما بين دول و دول , احنا بنحاول نوصل لتقييم دقيق حقيقي ليهم . .

 

-------------------------------------------------------------------------------

 

يعني بداية من معتز مطر , ومحمد ناصر , وهشام عبد الله , ومحمد شومان , و أيمن نور و غيرهم , فيه عدد من المميزات الكبيرة , ممزوجة بعدد من العيوب الخطيرة , اللي تجعلنا عاجزين عن عمل تقييم دقيق لهم .

 

فممكن نلخص المميزات في انهم بالفعل يكشفو فضائح نظام السيسي , و بيعملو تعرية لأكاذيبه المستمرة , وده كان باين جدا في بيع تيران و صنافير  , او أزمة سد النهضة , و كل ده باسلوب محترف , وجهد مش قليل . .

 

و مش هنعرف نتجاهل عيوبهم في انهم احيانا بيكونو في وادي و الشعب في وادي ,  ان احيانا مصداقية اللي بيقولوه مش بتكون دقيقة , غير عدد من المشاكل البينية بين بعضهم , واللي الاعلام المصري كان بيطبل عليها و يرقص .

 

وبسبب ده رأينا "طارق عبد الجابر" المذيع المصري اللي راح تركيا عشان يشتغل في قناة الشرق وهاجم السيسي مرات , عرف يرجع مصر و طلب الاعتذار للنظام المصري , ولما رجع بدأ يكيل الاتهامات المستمرة لكل اعلاميي تركيا .

 

كمان "رامي جان" , السياسي و الاعلامي اللي اقام في اسطنبول شهور طويلة مهاجما للسيسي , قدر يرجع مصر هو كمان , عشان يظهر في وسائل الاعلام مطبلا للسيسي , ومهاجما لإعلاميي تركيا .

 

فالخلافات ديه و غيرها اللي عكرت صفو "الجو الثوري" اللي المذيعين دول كانو يتمنو صناعته حولهم , صحيح ان ممكن ميكونش ذنبهم , و ان السيئة لا تعم , بس احنا بنعمل تقييم عام للحالة كلها .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------
 
فاحنا ممكن نلخص الموضوع كله في سطور معدودة  . .

 

إعلاميي النظام , اصلا متسمعش ليهم , دول بيتنفسو كذب , واللي مش فاكر جرايمهم من يناير 2011 , يبقي ذاكرته ضعيفة . .

 

حتي الاستماع ليهم بس شئ مش صح , ربنا وصف اليهود في سورة المائدة انهم "سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ" , فمجرد انك تسمع للكذب حتي وانت عارف انه كذب و مش هتصدقه , شئ مش صح . .

 

و بالنسبة لاعلاميي إسطنبول  , فاسمع منهم بس متديهومش ودنك بالكامل , مش كل كلامهم دقيق , ومش دايما اسلوبهم صح . .

 

اسمع منهم و اسمع لغيرهم من وسائل اعلام امريكية و اوروبية , و كمان من ناشطين و محللين سياسيين انت عارف ان عندهم مصداقية , سواء علي صفحاتهم  علي الفيس او حساباتهم علي تويتر .

 

فيه مواقع و صفحات سياسية تانية بيكون ليها شغل دقيق و متقن في تحليل الخطوط السياسية المتشابكة , و احيانا بتكون اكتر احترافية من كل اعلاميي تركيا .

 

و حاول تخرج برة اطار وسائل الاعلام , وشوف كتب عربية او اجنبية في الشأن السياسي , هتلاقي ان مدارك عقلك اتسعت اكتر بكتير من المنظور الضيق لقنوات معينة .

 

 إعلاميي اسطنبول بعضهم ناس محترمة و فعلا عايز مصلحة البلد , وبعضهم واخد الـ "توك شو" اللي شغال فيه مجرد وسيلة للثراء و الشهرة , وانت عليك إنك تميز بين دول و دول

الرسالة التالية

bottom of page