العنوان : مش طايق مراتي

القسم: #الاجتماعي

الرقم: 56

السؤال:

 

صباح الخير

 

انا متجوز بقالي 4 سنين  . من بعد شهور قليلة من الجواز بدأت احس ان الحب اللي كان في الخطوبة و ايام ما كنا في الجامعة اختفي طوالي . و بقينا زي الناس الغريبة مع بعض . لقيت نفسي بازهق بسرعة من كل حاجة هي بتعملها . نكتها مبقتش تضحك . كلامها الرومانسي بقي سخيف . انا من جوايا مبقتش قادر اقولها اي كلمة حلوة . انا حاسس اني بظلمها بس برضه مش عارف ليه مبقتش مستريح لها . فكرت في الطلاق بس حسيت بالذنب خاصة ان ابوها مات بعد ما اتجوزنا طوالي . و امها ميتة من زمان . مستحرم اطلقها بس مش سعيد معاها

 

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

صباح النور

 

شوف يا سيدي

 

الوضع اللي انت بتوصفه هو حاله عامة و منتشرة في كتير من بيوتنا , بل وفي كتير من الأسر في اوروبا و أمريكا , وهي اللي بتوصّل بعض الحالات للطلاق او الانفصال , والبعض الآخر – اللي بيكون عنده عقبات قدام الطلاق زي العقبات المادية او الدينية او الخلقية – بتوصلهم لحالة تسمي الخرس الزوجي  . .

 

وهي الحالة اللي بتجعل البيت للرجل زي الفندق , مكان ياكل و ينام و يغسل هدومه فيه , وبالنسبة للزوجة كأنه ملجئ ايتام , مكان بتاكل و تنام فيه ببلاش . .

 

وحتي لو فيه معاشرة زوجية بتكون باردة من غير اي احساس او مشاعر , و بتكون عملية فسيولوجية بحتة . .

 

أسباب المشكلة ديه  كتير , نسرد بعضا منها هنا :

 

• ان معاييرالحب اصلا غير سليمة

• رفع سقف التوقعات العاطفية او الجنسية من الطرف الآخر , عن الحد الطبيعي

• وجود عقبات حياتية عادية (غلاء , ظروف سياسية)

• بداية تكوين إعجاب او حب  أو علاقة خارج إطارالزاوج عند احد الطرفين

• تغيرات نفسية او جسدية ملحوظة اصابت احد الطرفين

 

الاسباب كتير , بس خلينا نقول ان ديه هي اسباب النسبة الأكبر من المرض الزوجي الفتاك ده

 

ولو انت بالفعل حطيت إيدك علي الاسباب الفعلية للمشكلة , هتقدر بطريقة ما تحلها , او حتي تحل جزء كبير منها

 

والميزة ان انت عندك الوازع الديني و الأخلاقي اللي يمنعك انك تتهور و تتخذ قرار متسرع بهدم البيت , من غير ما تحل المشكلة , خاصة انك زي ما قلتك انت حاسس ان انت الغلطان مش هي  . .

 

بس وجود الوازع ده ميضمنش ان الطلاق هيكون بعيد للأبد , مش منطقي انك تعيش سنين من حياتك وانت مجرد "مستحمل" زوجتك , لأن ده هيضغط علي أعصابك , ويا اما صبرك ينفذ في يوم من الأيام , او تفكر في الخيانة والعياذ بالله  , او تعاملها بشكل حاد كنوع من العقاب ان هي سبب مشكلتك زي ما هتكون متصور . .

 

الطلاق في حد ذاته مش محرم , لكن انك تظلم واحدة معاك , وتاخدها آنسة خجولة من بيت ابوها  , وترميها سيدة مهشمة نفسيا , ومحطمة عاطفيا ,و تقعد ضيفة تقيلة عند اخوتها , او وحيدة في بيت ابوها , ولو فيه اولاد فأهلا بيهم في نادي المعقدين نفسيا  , لو الطلاق مش حرام فالظلم حرام تماما , حتي لو هتديها مال الدنيا , لو الواحد مش قد الجواز من الاول مكانش يمرمط بنات الناس معاه , وكان يسيبها في بيتها من الاول . .

 

بقول الكلام ده , عشان ازرع جواك الدافع لحل المشكلة , لتجنب الطلاق , وكمان تجنب إبقاء الوضع علي ما هو عليه , لأن نهايته مش هتكون إيجابية

 

---------------------------------------------------------------------------

 

لو مسكنا سبب فيهم و نتكلم عنه بالتفصيل , وهو معايير الحب الغير منضبطة . .

 

معناه ايه ؟ ؟

 

معناها ان كتر قراية الروايات الرومانسية و مشاهدة الافلام العاطفية , جعلت معاييرنا في البحث عن الحب مش واقعية ولا منطقية ولا ممكنة في الاساس . .

 

وبقي اي شاب بيدور علي الحب بييجي فيه باله حلا شيحا و مني ذكي و آنا هاثاواي , و اي بنت بتدور علي شريكها , هتدور علي تامر حسني , و ادوارد نورتون , وروبرت باتينسون . .

 

وبالتالي صارت المعايير غير متواجدة  ,لان انت هتتجوز رانيا ,او مي  , او سعاد  , لا مني ذكي ولا حنان ترك , وهي هتتجوز اشرف او سعيد او عبد المحسن , لا تامر ولا جاك

 

فده اللي بيخلي مع بداية الزواج , كلا من الطرفين (لو كان مدمن افلام او روايات عاطفية) بيبحث في الطرف التاني عن الصورة اللي كان واضعها في خياله , ولما ميلاقيهاش بيصيبه نوع من الإحباط و الضيق , واللي بيترجم لاختفاء الحب و سوء المعاملة . .

 

كمان خيال الواحد مننا لما بييجي يتوقع المستقبل , غالبا بيرسم الصورة الأكثر إشراقا , ويختار بس النقاط الإيجابية دون السلبية , و ده اللي خلاك تتصور ان الحياة بعد الزواج , ما هي الا سلسلة متتابعة من السعادة الحقيقية اللي انت كنت حاسسها ايام الخطوبة , ضحك و هزار و كلام رومانسي و خروجات و سينما و بتاع , مع أن عدد من الحاجات ديه محرمة شرعا فترة الخطوبة . .

 

فلما يبدأ الزواج , تكتشف انك "شبعت" منها , وضحتكها اللي كانت بتجننك قبل كدة اتعودت عليها , و همساته اللي كان بيقوله في ودنك قبل ما تروحي , بقت بايخة  , و بوكيه الورد اللي كنت بتنقيه بالواحدة قبل كدة , بقي حاجة سخيفة بلا معني  .

 

ضيف لده العقبات الحقيقية الموجودة اساسا في الزواج , مصاريف و فواتير عليك , و شغل بيت إضافي عليها , مسؤولية عليك , وتعب عليها , قيود عليك و التزامات عليها , كله ده بيتجمع مع بعضه عشان يعمل ضربة قاتلة للحب اللي كانت متخزن قبل الزواج , عشان يحوله لسراب ملوش لون او ملامح بعده الزواج . 

 

---------------------------------------------------------------------------

 

 

فالحل أساسا في إنك تعيد ضبط معايير الحب عندك , وانها تكون علي أساس واقعي و سليم , وعلي النقاط الحقيقية اللي بتبني السعادة الزوجية . .

 

فمثلا , معايير حب الرجل لزوجته ممكن تكون :

• مدي اهتمامها بيه

• مدي اخلاصها ووفائها في التعامل معاه

• حرصها علي تنفيذ كلمته بقدر الإمكان

• اهتمامها بنفسها لما تكون معاه

• اهتمامها بأبنائهم , من أكل للبس لتربية لمذاكرة لتعامل

• حسن المعاملة مع أهله , وبالأخص أمه

 

و من المعايير حب  الزوجة لزوجها :

• وفاءه و إخلاصه ليها

• مدي اهتمامه بإنه يجعلها سعيدة و مستريحة

• حرصه علي مشاعرها , وصبره عليها لما تتضايق

• حسن معاملة أهلها

• يعاملها كويس قدام اولاده عشان يحترموها

• تحمله مسؤولية الإنفاق علي البيت و الشغل بشكل جاد

• عدم ضربها أو إهانتها بالكلام او الإشارة

 

هتلاقي إن المعايير السابقة ديه , هي ألف باء السعادة الزوجية  وهي اللي بيتم بناء اي بيت عليها , , وبالتالي لو انت , وانتي فتشتو كويس في مراتك , او في جوزك , هتلاقي ان كتير من العوامل ديه موجودة بالفعل , واللي مش موجود منها , فمن الممكن إن الطرف التاني يقوم نفسه شوية بشوية بناء علي توجيه من الطرف الأول . .

 

لكن لو إن معاييرك , هي نفس معايير الأفلام العربي , والمسلسلات التركي و الروايات الرومانسية  ,فمش هتلاقي أبدا حد تتجوزه . .

 

لو إن معايير بناء الحب المشترك بينكو , تم ضبطها بالفعل , فهتلاقي إن زوجتك هي بالفعل أكتر واحدة تقدر تسعدك , مش هقول هي كنز و ماس و ياقوت , بس هقول هي سندك و شريكك في الحياة . .

 

هتعلي سقف طموحاتك عن كدة , و هتتمني أكتر من المتاح عندك , رقبتك هتوجعك من كتر البص لفوق , و حياتك هتبقي نكد وغم , ومش هتطول اللي قدامك , ولا اللي بتتمناه . .

 

---------------------------------------------------------------------------

 

شوف ربنا بحكمته وصف حالنا ازاي في سورة طه :

 

(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ )

 

الآية في معناها المباشر موجهة للرسول صلي الله عليه وسلم , تنهاه عن أن يتطلع بعينيه او خياله او أمانيه إلي ما أعطاه الله إلي غيره , والمعني يظل ساريا لكل المؤمنين , يا مؤمن , متبصش لرزق غيرك عشان رقبتك متوجعكش , وعشان عيشتك متبقاش نكد . .

 

ربنا بيكمل (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)  يعني الست الجميلة اللي انت شايفها هناك ديه , واللي هي مش بتاعتك هي اختبار و فتنة لرجل تاني , سواء هي متجوزة او مش متجوزة , فانساها و بس ركز في اللي قدامك . .

 

ربنا بيكمل الرسالة (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) , يعني مراتك اللي معاك ديه (خير) يعني افضل منها  , و (أبقي) يعني هي اللي هتقعد معاك لغاية لحظة الاحتضار . .

 

أجمل تعليق قريته لما مات عمر الشريف , كان من واحدة كاتبة علي الفيس , ان إزاي فنان عالمي و مقطع السمكة و ديلها , وواخد الكوكب من طوله  لعرضه , و طلق فاتن حمامة , ومرضيش يدبس في اي واحدة تانية عشان يكون حر , ازاي آخرته انه مات بالزهايمر في مصحة علاجية , وهو وحيد , لا زوجة تسهر عليه , ولا ابن يواسيه , ولا زوجة ابن تهتم بيه , ولا حفيد يعيط عشانه  . .

 

مراتك كنز , بس انت غيّر النضارة اللي بتبص من خلالها , هتشوف معدنها الحقيقي