top of page

الربيع الجزائري

left_back_arrow_blue.png
Posts.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

العنوان : الربيع الجزائري

القسم: #السياسي

الرقم: 31

السؤال:

 

سلام عليكم

 

هو بالنسبة لبوتفليقة لما قول انه تنحي ياتري رايكم ايه في اللي حصل و يا تري هل هيحصل زي ما حصل في مصر و الجيش يمسك تاني .

 

و معلش بس ايه هي العشرية السوداء اللي كل شوية يتكلمو عنها

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

أهلا بيك .

 

مش هنعرف نجاوب علي سؤالك , مالم نرجع بالتاريخ لورا شوية , وبالتحديد من منتصف القرن العشرين , عشان نتابع الحراك المستمر لتحرر الجزائر من الاستعمار الفرنسي الغاشم  . .

 

الجزائر أكبر البلاد العربية جغرافيا عدد سكانها حوالي 42 مليون نسمة. تم استعمارها من قبل فرنسا سنة 1830 ودام هذا الاستعمار 132 سنة.

 

لم يتوقف خلالها الشعب الجزائري عن المقاومة فمن مقاومة "أحمد باي" في الشرق لمقاومة الأمير "عبد القادر" في الغرب لمقاومة الشيخ "بوعمامة " في الجنوب الغربي كمان مقاومة "الزاعطشة" في الجنوب الشرقي وكمان مقاومة "لالة فاطمة نسومر " وغيرها وغيرها

 

استمرار المقاومة جعل فرنسا تعيد حساباتها  ، فبالرغم من أن فرنسا استطاعت القضاء على هذه الثورات، إلا أن مثل هذه المقاومات قدرت رغم فشلها تورث ثقافة المقاومة للأجيال التالية .

 

ومع مطلع القرن العشرين شهد المجتمع الجزائري تطورا في مستوى الوعي وظهرت إلى جانب المقاومة المسلحة العديد من الأساليب في المقاومة ورفض الاحتلال الفرنسي. وبدأ تشكيل عديد من الجمعيات والأحزاب اللي حاولت توصل صوت القضية الجزائرية للعالم

 

وكان من أهمها جمعية العلماء المسلمين بقيادة العلامة الشيخ "عبد الحميد بن باديس " والتي أخذت على عاتقها الحفاظ على مقومات الشخصية الجزائرية كالدين واللغة.

 

وأيضا حزب الشعب بقيادة "مصالي الحاج "  اللي  تم تأسيسه ليطالب بحاجتين مهمين , الاستقلال التام  , وإعادة الاعتبار للكيان الجزائري

 

------------------------------------------------------------------------------

 

لكن و للأسف حدثت انقاسامات عديدة بعد أزمة عصفت بالحزب وهي ما أطلق عليها "أزمة حزب الشعب " هذا الانقسام وإن كان شيئ سلبي إلا إنه  كان ليه فايدة تانية فقد انبثق عنه مجموعة الستة , واللي هي النواة الأولى لما يسمي : ثورة نوفمبر 1954 .

 

مجموعة الستة هم : العربي بن مهيدي ، وكريم بلقاسم ، وديدوش مراد ، مصطفى بن بولعيد ، رابح بيطاط ، و محمد بوضياف.

 

الستة دول أدركوا يقينا ان الحرية  والاستقلال مش هيحصلو الا بحمل السلاح خصوصا بعد أحداث الثامن من مايو 1945 التي راح ضحيتها أكثر من خمس وأربعين ألف جزائري كان كل ذنبهم انهم طلعو في مظاهرة سلمية للمطالبة بالاستقلال.

 

الست افراد دول , قدرو يجمعو حوليهم عدد من القيادات ,لغاية لما وصلة لـ 22 فرد , و استطاعوا رغم كل العوائق يخططو لثورة نوفمبر اللي دامت سبع سنوات ونصف , من 1954 , لـ 1962 قدم فيها الجزائرين أكثر من مليون ونصف مليون شهيد ، واضطرت فرنسا بسبب فداحت خسائرها بعد اندلاع الثورة أولا والأزمات المالية والاقتصادية وضغط الرأي العام الداخلي الفرنسي للانسحاب من الجزائر بعد المفوضات مع جبهة التحريرالوطني

 

المفاوضات أدت الى توقيع اتفاقية "ايفيان" وتقرير استفتاء يختار فيه الشعب الجزائري الاستقلال عن فرنسا او لا وطبعا اختار الشعب الاستقلال وانتهى استعمار دام 132 سنة.

 

فيه كلام بيتقال لكن بيتم التعتيم عليه في تاريخ الثورة الجزائرية وهو حادثة حصلت سنة 1956 وهي اختطاف فرنسا لطائرة كان على متنها 5 من كبار قادة الثورة الجزائرية كانو رايحين من المغرب لتونس، وتم سجنهم في فرنسا. وبالتالي فيه من يقول ان حصل شيء يثبت الثورة المضادة على الثورة الجزائرية وفرنسا مطلعتش غير وهي عارفة انها سايبة وراها شلة هتستأثر بالحكم في الجزائر وترعى مصالح فرنسا  . .

 

------------------------------------------------------------------------------

 

تم الإستقلال سنة 1962 , وكان أول رئيس يمسك الحكم هو "فرحات عباس" اللي مسك لمدة سنة واحدة , بعدها مسك "أحمد بن بلة" لمدة سنتين لغاية 1965 .

 

لكن "هواري بومدين " عمل فورا انقلاب عسكري على أحمد بن بلة. و كان حريص طول فترة حكمه انه ميكنش فيه نائب للرئيس , وكانت كل السلطات تحت ايده لوحده , وفعلا مسك البلد 13 سنة لغاية 1978 . .

 

 وبعد وفاته سنة 1978 اشتعل الصراع على خلافته بين رجال الحزب الحاكم بزعامة "محمد صالح يحياوي" وبين رجل الدبلوماسية الأول "عبد العزيز بوتفليقة" ، ليتدخل الجيش بدوره في هذا الصراع مرشحا واحدا من قدامى رجاله وهو الشاذلي بن جديد ،  وقد نص دستور 1976 على ضرورة اختيار رئيس الجمهورية من قِبل جبهة التحرير الوطني حصرا.

 

وبالفعل، اصبح "الشاذلي بن جديد" أمينا عاما لحزب جبهة التحرير، بما يعني أنه المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية لا سيما مع ثقله العسكري، الأمر اللي وصله في النهاية لمنصب رئيس الجزائر في 9 فبراير 1979.

 

وظل الصراع قائم بين اتجاهين، واحد بيطالب بدعم جهاز الدولة واختيار المسؤولين من بين أعضاء المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير وعلى رأسهم عبد العزيز بوتفليقة، والاتجاه الآخر انصبّت دعواه في التركيز على دعم جهاز الحزب على حساب جهاز الدولة وذلك عن طريق تفرّغ المكتب السياسي للمهام الحزبية فقط وكان على رأس هؤلاء محمد صالح يحياوي

 

------------------------------------------------------------------------------

 

استغل الرئيس/العسكري الشاذلي بن جديد الصراع دا لصالحه فشرع في بسط نفوذه، وخلال سنتين نصب نفسه  وزير الدفاع الوطني والرئيس الأعلى للقوات المسلحة والأمين العام للحزب ورئيس الدولة كمان، كمان اتجه بن جديد إلى ما هو أعمق وأبعد من لما بدأ يدعو للتعددية الحزبية، لكن هذه المطالبات واجهها رجال هواري بومدين وكانوا أكثر نفوذا وعدد.

 

واكتشف الجزائريين ان مش هي دي الدولة الوطنية التي طالما حلمو بيها واكتشفو انهم خلصو من الاستعمار وقعو في الاستبداد

 

وهو ما أدى الى حالة الانفجار الشعبي يومي 5 و6 أكتوبر 1988، وعودة الصراع بين الدولة والمجتمع المدني في الجزائر وكانت ثورة الشباب الذي لم يعد قادرانه يعيش في كنف الحزب الواحد اللي استولى على السلطة والبلد فكانت "ربيعا جزائريا" مبكرا أُجبر حزب جبهة التحريرعلى إصلاحات السياسية وعلى رأسها تغيير الدستور اللي سمح لأول مرة بالتعددية الحزبية في الجزائر.

 

وفعلا أصبح في الجزائر لأول مرة 60 حزبا، كان الأكثر بروزا التيار الإسلامي، متمثلا في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" التي أنشئت في مارس 1989 بزعامة "عباس مدني"  و "علي بلحاج " ، وهذا الأخير كان صاحب جماهيرية عريضة وحضور كاريزمي أسهم في رفع شعبية الجبهة في كامل الولايات الجزائرية.

 

------------------------------------------------------------------------------

 

كان من اللافت أن الرئيس الشاذلي بن جديد استقبل زعماء هذه الحركة بعد انتفاضة 1988م، رغبة منه في امتصاص الغضب المكتوم، وسمح الشاذلي، احتراما منه لإفرازات الديمقراطية، بالحرية الكاملة والتامة للتيار الإسلامي، وعلى رأسه "الجبهة الإسلامية"، رغم الانتقادات والتحذيرات من منافسي التيار الاسلامي، الا انه التزم بالديمقراطية ومواعيد الانتخابات.

 

وفي 12 يونيو 1990م أُجريت الانتخابات البلدية المحلية في عموم البلاد، ليحقق التيار الإسلامي فيها حضور وفوز كبير. واللي كان متزامن مع تصاعد وتيرة العنف التي قادتها قوات الأمن ضد الإسلاميين، الأمر الذي اضطر هذا التيار وعلى رأسه "جبهة الإنقاذ" إلى القيام بمظاهرات واحتجاجات عارمة في طول البلاد، فضلا عن رفضهم التقسيم الإداري الجديد الذي رأوا فيه محاولات لعرقلة النفوذ والتضييق؛ لتدعوا الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى إضراب عام في مايو/أيار من العام التالي 1991م، وكان على طول في شد وجذب بين الاسلاميين والسلطة وتحت ضغط جماعة جبهة التحرير بدأ الشاذلي يرضخ ويصدر قررات هدفها التضييق على الاسلاميين

 

------------------------------------------------------------------------------

 

وبالرغم من تأجيل الاستحقاق الانتخابي الأهم ممثلا في الانتخابات التشريعية لستة أشهر، وفرض الأحكام العرفية، واعتقال بلحاج ومدني، فقد عُقدت أخيرا الجولة الأولى في 26 ديسمبر 1991م، وكانت أول انتخابات حرة نزيهة في تاريخ الجزائر، والتي فازت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامية بـ 188 مقعدا في المجلس التشريعي فيما لم تفز جبهة التحرير سوى بـ 16 مقعدا وكانت دي صاعقة على الرئيس بن جديد وحزب الجبهة فضلا عن الجيش والمؤسسات الأمنية التي كانت على رأس الرافضين لهذا التيار منذ بدايات صعوده فيما عُرف حينها بزمن "الصحوة" منذ أوائل الثمانينيات، بس الاختلافات والانقسامات الداخلية لرجال السلطة، والأزمات الاقتصادية التي كانت تعيشها البلاد، خلتهم يغفلو عنهم ويحاولو يعيدو ترتيب أولوياتهم بالتزامن مع صعود الإسلاميين لي كانوا بيتوغلو في بنى المجتمع المدني في جامعاته وجمعياته ومدارسه وغير ذلك.

 

وطبعا العسكر مسكتوش وعملو لي بيعملوه في كل زمان ومكان وهوالانقلاب العسكري بقيادة وزير الدفاع "خالد نزار" ومجلسه السري قطعا للطريق، ورفضا لاستلام "جبهة الإنقاذ الإسلامية" لمقاليد الحكم في الجزائر، التي وصفها الجيش في بيان انقلابه بالحزب التكفيري والمتطرف، وهكذا نجح الانقلاب في يناير 1992م.وطبعا الإسلاميون لم يقبلو هذا القرار اللي اعتبروه قضاء على تجربتهم وأحلامهم واستحقاقاتهم التي أخذوها بالديمقراطية، فانتفضوا في طول البلاد وعرضها، ودعا قسم كبير منهم إلى مواجهة النظام بصورة مسلحة، لتدخل الجزائر في نفق مظلم وهو ما اصطلح على تسميته بـ"العشرية السوداء"

 

 

والعشرية السوداء , هي عشر سنوات من القتال والدم والحرب الأهلية , اللي حصدت روح اكتر من 200 ألف ضحية من الشعب الجزائري . ونجح النظام في الانتار في معركته , ولازال يستخدم هذه العشرية السوداء كفزاعة يرهب بيها الشعب ويخليه ساكت رغم الفساد والظلم اللي بيشوفه

 

------------------------------------------------------------------------------

 

وفي أبريل سنة 1999 تم إنتخاب "عبد العزيز بو تفليقة " الرئيس الثاني عشر للجزائر منذ تحريرها , واللي وقتها كان عمره 62 سنة  , وتم إعادة إنتخابه 3 مرات كمان (2004 , 2009 , 2014 ) و الشهر ده تنتهي ولايته الرابعة , ولازال يطمح في الخامسة , مع إن عمره دلوقتي 82 سنة . .

 

العوامل كثيرة لانتفاضة الشعب الجزائري حاليا , منها ان جيل الشباب اليوم لا يحمل في ذاكرته الكثير عن احداث تلك الحرب الأهلية وان خلاص فاض بيه وان البجاحة والاستخفاف عند العصابة الحاكمة زاد عن حده باستخدامهم لمومياء بوتفليقة واصرارهم على ترشحها لعهدة رئاسية خامسة رغم غيابها عن الساحة من 2012 فعليا

 

كل الاسباب ديه و غيرها , أدت الى حراك شعبي سلمي ويبدو الى الان واعي الى حد كبير بيرفض كل العصابة الحاكمة في الجزائر. وزي كل سلطة حاكمة ظالمة في أي بلد في العالم فهي لا تحسن الإصغاء الي شعبها. فالشعب طلع يرفض عهدة خامسة يطالب برحيل كل النظام الحاكم.. وكان رد النظام : حاضر , مش هيترشح مرة خامسة بس هيتم تأجيل الانتخابات إلي أجل غير مسمي

 

يوم الجمعة 15 مارس 2019 هتكون مفصلية في هذا الحراك الشعبي , لأن الشعب الجزائري لو استمر في حراكه السلمي , وأدرك الفخ المنصوب ليه , ونجح في تخطيه , فاحنا نثق انه هيقدر يصنع نموذج رائع للثورات في ربيعنا العربي . .

الرسالة التالية

bottom of page