العنوان : الأحلام المنهارة
القسم: #النفسي
الرقم: 97
السؤال:
انا عمري 26 سنة متجوزة من 3 سنين و عندي لطفل مصاب بالتوحد
مشكلتي إن مبقاش عندي اي طاقة او شغف او حماسة لأي شئ بيحصل عموما في حياتي ولا حتي طاقة الكلام والفضفضة مع المحيطين بقيت بكتفي بالصمت والاستماع حتي اوقات بقيت بستمع بدون تفكير
ومبقاش عندي قدرة علي التفكير والتواصل الاجتماعي وابداء الرأي والنصح عموما والضغط ده مأثر فيا معنويا ونفسيا حتي اثناء النوم
ده غير إن وصلت لحالة من اللامبالاة في حياتي موصلتلهاش وحتي الأحداث والمواقف المنتظرة والمفرحة وجودها من عدم وجودها مش فارق وإن كانت بسيطة وتافهة
يمكن السبب انغرازي بالمسئولية والامومة وان ده مكنش طموحي وهدفي الوحيد في حين إن كان التفاؤل بالنسبة لي اسلوب حياة بعيشه وبضيفه للآخرين المحيطين
سؤالي إيه اللي اقدر أعمله ان استرجع الطاقة العفوية اللي كنت بعيشها
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
الإجابة :
أهلا بيكي . .
طيب بداية الشعور اللي عندك هو منتشر نوعا وسط بعض الشباب حديث الزواج , واللي بيفاجئ ان الزواج مش بالصورة الرائعة اللي كان متخيلها , وان زي ما فيه مميزات , فهو كمان فيه تبعات و متاعب بشكل او بآخر . .
الأعراض اللي ذكرتيها , واللي ممكن نلخصها في جملة "فقدان الشعور بالحياة" , هو شئ مش نادر , و غالبا بيكون ليه اسباب مادية او نفسية او اجتماعية, وبيتعمق لما الواحد بيشوف انه مقدرش يحقق طموحاته و أحلامه اللي كانت في عقله ايام الجامعة , و بينهار سقف طموحاته , وبالتالي يصاب بالإحباط المستمر . .
و لما بقولك ان الحالة ديه منتشرة نوعا , فعشان اخفف عنك شوية و اعرفك انك مش لوحدك , وان المشكلة موجودة و طبيعية و قابلة للحل , بس محتاجة منك تعامل ذكي , و شوية تركيز .
ولازم اؤكد علي انتشار الحالة ديه , مش معناها انها شئ سهل او بسيط , هي للأسف حالة منتشرة ايوة بس مدمرة , وممكن تتفاقم و توصل بالشخص لأعراض الاكتئاب الكامل MDD , واللي وقتها هتحتاج تدخل من طبيب نفسي بشكل عاجل . .
فلازم تعملي اللي تقدري عليه لاصلاح المشكلة من دلوقتي , وده شئ في ايدك زي ما هنشوف حالا في الطوات العملية .
------------------------------------------------------------------------------------------
أول خطوة لعلاج المشكلة , انك اصلا تكوني شايفة الحياة بمنظورها الصحيح , يعني شايفاها زي ما لرسول صلي الله عليه و سلم علمنا في اكتر من حديث , واللي كلها بتؤكد ان الدنيا ما هي الا "اختبار" , يعني امتحان بس طويل شوية . .
فلما تحطي في بالك اننا كلنا موجودين في الكوكب , بس عشان بنجاوب اسئلة امتحان , وان خلال شهور او سنين كلنا واحد ورا التاني هيسيب الامتحان , وبعدها يدخل في مرحلة انه يتحاسب عليه , ساعتها نظرتك للأمور هتختلف شوية . .
اللي هو , ايه المشكلة لما اكون بعاني في الدنيا , ايه الأزمة لو كان فيه شوية مشاكل , ايه المصيبة لو معرفتش احقق كل احلامي , ايه المعضلة ان ابني بيعاني من مرض معين و محتاج مني رعاية 24 ساعة . .
لما تحطي في بالك ان احنا في الدنيا بشكل مؤقت , وان احنا نطمع في جنة الخلد عند رب العالمين , وقتها هيهون عليكي كل المعاناة اللي بنشوفها حاليا , وهتحسي ان الامر ابسط من اللي احنا شايفينه
ياريت تقرأي بالتفصيل السؤال رقم 31 في القسم الديني , اللي بعنوان : معني الحياة
كمان من الأمور اللي بتخفف المشكلة شوية , انك تخيلي الوضع الأسوء اللي ربنا كرمك بعدم حدوثه , يعني ان كان دلوقتي فيه شوية معاناة من كذا و كذا وكذا, ففيه ستات تانية عندهم معاناة اضعاف اللي عندك . .
كفاية ان عندك زوج مهتم بيكي و بيراعيكي , كفاية ان عندك اسرة متفهمة و بيخففو عنك نفسيا , وحتي ابنك نفسه , فيه بعض الحالات من التخلف العقلي بتكون مرهقة جدا جدا لأسرته , وقتها فعلا مكنتيش هتتخيلي الوضع عامل ازاي . .
لما تشوفي الحالات الأكثر ايلاما من حالك , هتعرفي ان كرم ربنا كبير , وان حالك احسن من حال ناس كتير
قلتي انك محققتيش كتير من من اهدافك , طب ماذا عن عمل خطة طويلة المدي لتحقيق جزء منها , تعاملي بمبدأ ما لا يدرك كله , لا يترك جله . .
امسكي ورقة و قلم و اكتبي كل طموحاتك و احلامك اللي عايزة تحققيها , وبعدها شوفي مين فيهم تقدري تعمليه بشكل مباشر او بشكل مختلف شوية , او حتي تحققي جزء منه
فلو كنتي عايزة تشتغلي بس مش عارفة عشان رعايتك لابنك , ماذا عن انك تدرسي حاجة اونلاين , واظن مش صعب تلاقي ساعتين يوميا مثلا و الطفل نايم , انك تقدري تراجعي المحاضرات . .
ماذا عن العمل التطوعي , ماذا عن زيارة الاقارب .
و خلال فترة قليلة , الطفل هيكون مهيئ انه يروح حضانة و ينشغل شوية , وده هيعمل عندك وقت فراغ تقدري تشتغلي فيه او تمارسي اي طموح عندك . .
ازرعي نفسك وسط جو ايجابي , وديه خطوة شديدة الأهمية . .
المقصود بيها انك حاليا بتعملي تدمير لحالتك النفسية عن طريق الاستمرار في التعايش مع الاكتئاب اللي جواكي , وحتي لما اللي حواليكي بيحاولو يخففو عنك شوية بخروج او كلام , انتي لازلتي حبيسة قفص الاكتئاب اللي انتي جواه . .
لازم تغيري من قناعتك الداخلية , ان نعم ربنا عليكي كتيرة بس انتي مش شايفاها , وان الدنيا مليانة مواطن سعادة و راحة , بس محتاجة تدوري عليها و "ترشقي" نفسك فيها ..
واظبي علي زيارة صديقات او اقارب ليكي , واظبي علي مشاهدة حاجات كومييدية مبهجة , و راعي الحالة النفسية اللي عندك , لو مكانش عشانك انتي ,يبقي عشان جوزك اللي مش ذنبه يشوف الغم و الاكتئاب ده لما يرجع البيت , وعشان ابنك اللي لا شك هيصيبه عدوي الحزن و الغم من عندك
وثقي علاقتك بالله , وديه خطوة بالغة الأهمية . .
اتعودي انك تشكي همك للمولي تبارك و تعالي , واظبي علي قراءة ولو صفحة من القرآن يوميا , ومتكونش قراءة بعنيكي و خلاص , لكن سيبي الايات تدخل في عقلك و قلبك و كيانك . .
واظبي علي الصلاة يوميا , استمري في الدعاء لرب العالمين , و هتنتدهشي من التغير الكبير اللي تلاقيه عندك
ربنا يفرج الكرب عنك , ويرزقك الراحة المستمرة يا رب
