top of page

أزمة التحكم

left_back_arrow_blue.png
26 ازمة التحكم.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

العنوان : ازمة التحكم

القسم: #الاجتماعي

الرقم: 26

السؤال:

 

انا مشكلتى ان كنت مخطوبه وهو جارنا فى المنطقه

 

بس امه  متحكمه فيه اوى عشان هو من النوع اللى مابيحبش يزعل حد منه خالص فهو حاول ماكنا مخطوبين يسيطر عليا وامه كانت عايزة تعملنى زى ماتعامل ابنها تسيطر عليا وتدخل فى حياتى

 

لما معرفتش خليته يفسخ الخطوبه وانا من ساعتها كرهته خالص وبعدت عنه

 

اما هو بعدها بفتره حاول يرجعلى بس انا رفضت وكل يوم والتاني يبعت انه يرجعلى والدتى قالت ليه مفيش رجوع

 

مره تانيه بعد فتره والايام دى مصمم يرجعلى بااى طريقه  عايزة اعرف ارجع ليه ولالا

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

 

انتي صح , ووالدتك صح , وهو غلط , ومترجعيلوش  . .

 

لأن ببساطة شهوة التحكم اللي بتتملك كتير من الناس , بتفسد اي حياة اجتماعية . .

 

ولما تصل الشهوة ديه , لبعض الحموات , للسيطرة علي ابنها وعلي زوجته , فبتكون بداية سلسلة من المشاكل الزوجية المستمرة  . .

 

ده الكلام ده كله في حالة ان كلام حماتك كلام سليم و منطقي و عقلاني . .

 

يعني بفرض ان كل اللي بتطلبه حماتك في  نطاق المعقول و المقبول والحلال , فيظل التحكم منها مشكلة كبيرة  لازم تتحل . .

 

-------------------------------------------------------------------------

 

هو صحيح ايه اللي بيدفع كتير من الحموات انهم يتحكمو في بيوت ابنائهم بعد الزواج , يمكن اكتر ما كانو بيتحكمو في ابنائهم قبل ما يتجوزو ؟ ؟

 

ديه من المتلازمات المشهور اللي بنسميها "الأم المهتمة – الزوجة المهملة" , واللي بتتكون في عقول كتير من الامهات , اللي ابنائهم علي وش جواز ,خاصة لو كان بكريها . .

 

وده كنا وصفناه قبل كدة في رسالة تانية لما حاولنا نفهم سيكولوجية الصراع الداخلي بين الحماة و الكنة  في رسالة : أمي و مراتي

  

الأم من وقت ما بتولد الطفل , وبتعتبره ملكية خاصة , هبة إلهية من رب العالمين , ووجوده بيشبع عند الأم غريزة الأمومة اللي مولودة بيها , واللي كانت عندها من و هي طفلة بتمشط شعر العروسة اللي عندها , وبتأكل الدبدوب الصغير اللي بتلعب بيه . .

 

و بما إن الأم هي اللي بتتحمل كل "قرف" الطفل , و الأب بيتحمل جزء صغير منه , فالأم بتعتبر نفسها إنه زي ما هي بتدفع تمن معاناة يومية في رعاية الطفل , فلازم يكون ليها الحق الكامل فيه , وبالفعل الطفل لغاية 5 سنين تقريبا مش بيشوف ولا بيحب اكتر من أمه . .

 

تدريجيا و مع مرور السنين الأم بتكتشف ان ابنها الطفل اللي كانت بتغيرله البامبرز اول امبارح , بقي شاب في ثانوي , وهوب دخل الجامعة , وبقي صوته تخين , وطلعله شنب , ومع ذلك هو لسة في عينيها الطفل الشقي اللي بيهرب من الحموم . .

 

و بتفاجئ بعدها ان فيه واحدة تانية "هتخطفه" منها , وياريت هتخطفه وهو بمشاكله و بلاويه  , لأ ديه هتاخده علي الجاهز بعد ما هي سهرت فيه سنين تنضف و تأكل و تحمي , وتربي و تذاكر , هي بنت اللذين ديه هتاخده بيضة مقشرة . .

 

أغلب الأمهات طبعا بيقدرو يفرقو بين حبهم لاولادهم , و رغبتهم في اكمال الطريق الطبيعي للحياة , وهو الزواج , ومش بتقف قدام سعادته ولا حاجة , بل و بتحب كنتها لو هي كانت كويسة , والاستثناء ان الأم تكون غير سوية سيكولوجيا في حبها لابنها لدرجة تمنعه انه يتجوز غيرة عليه , وديه حاجة نادرة و مش موضوعنا اليوم . .

 

بس حتي لو بتحب كنتها , فهي برضه عندها نوع من الغيرة الخفية تجاهها , ان ابني ده اغلي انسان في الكون ,  و أهم منك و من عيلتكم كلها , فلو في يوم ضايقتيه او زعلتيه أو أهملتي في حقه , او أرهقتيه , يبقي تستاهلي قطع رقبتك   . .

 

و كأن الأم بعد زواج ابنها – خاصة لو بكريها – بتفرض نفسها حارس و رقيب علي سعادته , عشان تتأكد ان المحروسة مراته هتسعده و تهتم بيه بالقدر الكافي . .

 

و لأن حب الزوجة لزوجها – قطعا – يختلف في نوعه و كميته عن حب الأم لأبنها , فضروري الأم تشوف ان كنتها مقصرة في حق زوجها , بعض الحموات بيكونو متفاهمين فبيسامحوهم , والبعض بيكونو صعبين شوية و يقتنعو ان الزوجة تستاهل الضرب بالجزم . .

 

-----------------------------------------------------------------------

 

ده تفسير لمصطلح "الأم المهتمة – الزوجة المهملة" , لاحظي ان وصف الزوجة بالمهملة ممكن ميكونش حقيقي , ولكن ده التصور اللي غالبا مش هيتغير , واللي موجود في ذهن بعض الحموات , واللي بيدفعها دفعا للتحكم . .

 

لأن التحكم من وجهة نظرها , مش سيطرة ولا تدخل , لكن محاولة لعدل الدفة اللي هي شايفاها مايلة  و مش هتتصلح ابدا الا بتوجيهاتها , وطبعا  هي غلطانة  في التصور ده . .

 

لان لازم اي ام تفهم ان ابنها مش هيتجوز نسخة منها هي , ولكن واحدة مختلفة , بشكل و طباع و سلوك مختلف  , والمعيار اللي الام تقيس عليه هي زوجته مناسبة ولا لا , هو معيار الدين و الاخلاق , مش معيار هل هي متشابهة معاها في طباعها ولا لا . .

 

ولو الأم وجدت بعض القصور في زوجة ابنها , سواء في مرحلة الخطوبة او الزواج , فده يتم بالنصح الهامس , والكلام البسيط , وبطريقة النصح مش الالزام , ويكون مع ابنها بس , مش قدام زوجته . .

 

ديه بقي تكون نوعية الحموات اللي عايزة تعمر البيت , وعايزة ابنها و مراته يدعولها بالصحة  وطول العمر وهي عايشة , او بالرحمة لما تننقل جوار ربها .  .

 

لكن الاسلوب الغريب في التحكم الكامل في حياة ابنها و مراته , بيزرع الكراهية و العداء في البيت الزوجي فورا , وبيجعل النفوس مشحونة , و الزوجة تتسائل في بالها , امتي ربنا هياخد امانته . .

 

لا شك احيانا بعض الزوجات بيكونو مستفزات و هما اللي بيجرو المشاكل مع الحماة الهادية  , بس احنا حاليا مش بنحلل كل مشاكل "الحماة - الكنة" لكن بنتكلم في نقطة التحكم في البيت , واللي بتكون بطلته غالبا الحماة . .

 

----------------------------------------------------------------------

 

فانتي قرارك صح في الرفض , والحمد لله انه تم اكتشافه وانتي لسة علي البر . .

 

واياكي تستسلمي طالما الوضع قائم و مستمر , موافقتك عليه تكون بس مرهونة بانك تتأكدي تماما بعدم وجود اي تدخل حقيقي من حماتك في البيت . .

 

اكيد الابن مطالب بارضاء امه , وانه يشيل جزمتها فوق دماغه , بس هو بذكاء يقدر يفرمل اي نوع من تحكم امه في بيته و اسرته , خاصة لو كان باسلوب مهين للزوجة . .

 

صمت الابن وقتها مش بر لأمه , ده ظلم لزوجته ,وانتهاك من حقها الكامل , انها علي الاقل تدير بيتها الصغير اللي مش شايفة غيره . .

 

فصمت الابن هو مشكلة لازم يتعامل معاها بحكمة , من ناحية ميغضبش امه , ومن ناحية ميوافقش عليه. .

 

واي شاب مش بيغلب , يعني بيعرف ازاي "يهدي" امه و يجعلها راضية و مقتنعة , او ما يسمي "يثبتها" بحيث يسمع كلامها , وينفذ بعضه , ويعتذر بلباقة عن البعض . .

 

ولما يروح لمراته , يحسسها ان ده كلامه مش كلام امه , كنوع من رفع شبهة التحكم من امه . .

 

فانتي متتنازليش عن رأيك , وما توافقيش الا بعد ما تتأكدي تماما من حاجتين . .

 

ان هو هيكون بشخصية قوية , وهيعرف بالفعل يتعامل مع امه بشكل مناسب , من غير ما يغضبها او ينفذ تحكمها . .

 

وان حماتك بدأت تقتنع  شوية انها تسيب ابنها في حاله , ومتتحكمش فيه

 

الرسالة التالية

bottom of page