top of page

مشكلة العـُجْب

left_back_arrow_blue.png
10 مشكلة العجب.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

 

العنوان : مشكلة العـُجْب
القسم: #الديني
الرقم: 10
السؤال:

ا

نا مقتنعه بكل كلامكم بس مشكلتي لا في شغل ولا دراسه ولا مسؤالية بيت مافيش اي حاجه من دي في حياتي  

حياتي كلها كانت عباره عن صلاة قران اذكار وكنت في راحه نفسيه وجسديا وروحنيا جميله اوي وفي منتهي الجمال وكان عشقي قيام الليل 

 

 
وكنت ازعل اوي واتخنق لما يعدي الشهر عليا وانا ما ختمتش المصحف ويكون لسه في جزين او 3 كنت من كتر ما بقرا كنت بحفظ الايات 
 
بس من رمضان اللي فات وانا بجد ضايعه روحي ونفسيتي وكل شيء فيا انا بسجد لربنا واعيط واقوله يااارب عايزه اصلي واترجاه بس اصلي فرد واسيب بقيت اليوم 

واليوم اللي بعده ما صليش واقول هبدء من قيام الليل ويجي الليل عليا وانا في مكاني مابعملش حاجه واسمع الفجر وماقومش اصلي

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة  :

شوفي يا ستي . 

 

اللي انتي بتوصفيه من حالة مستمرة من ضياع الهمة للعبادة , وعدم المقدرة علي التواصل مع رب العالمين , والتحول الغريب من التمسك التام بالطاعات و النوافل , لانهيار كل شئ بما فيها الصلاة  . . 

اللي انتي بتوصفيه ده بيكون ليه سبب من اتنين غالبا . 

 

اما بسبب حالة احباط رهيب و يأس تام من رحمة الله , واللي بتحصل غالبا بعد ارتكاب معصية كبيرة شوية , ربنا  يحفظنا جميعا  . 

ولانك مذكرتيش وجود شئ بالشكل ده , فممكن يكون السبب التاني هو المرجح . . 

وهو ان الفترة الاولي اللي كنتي فيها قريبة من ربنا سبحانه و تعالي , مكانتش بالكامل خالصة لله , لكن كان فيه اسباب تانية متداخلة . . 

يعني ببساطة , طول الفترة اللي انتي كنتي بتتعبدي لربنا بشكل كامل و متقن , كان في قلبك عدد من الدوافع التانية واللي تداخلت في قلبك و كيانك , اثناء اجتهادك في العبادة . 

و ده اللي بنسميه : مشكلة الاخلاص . 

 

يعني وارد تكون الدوافع لاتمام الصلاة , الذكر , القيام ,القرآن . . . 

وارد يكون فيه اسباب خفية صغيرة خالص , تداخلت مع الهدف الاصلي , واللي المفروض يكون لوحده من غير اي هدف تاني , وهو  : رضي الله  . . 

اي اهداف تانية صغيرة , بتلتهم كميات ضخمة من الحسنات , وبتجعل العمل "غير خالص" لوجه الله  ,  بتصنع مع الله شركاء في هذا العمل . . 

 

ياريت تقري الرسالة ديه بالتفصيل , لان فيها كل الكلام عن الاخلاص و الرياء . 

-----------------------------------------------------------------------------

 

خدي بالك ان فيه ناس بتتعامل مع الرياء علي انه  الشخص اللي بيعمل العمل عشان الناس تشوفه . 

يعني الامام اللي يقرأ القرآن في صلاة الجماعة بتجويد وصوت رائع عشان الناس سامعاه  ,او اللي بيتصدق عشان الناس شايفاه , او اللي بيحرص علي صلاة الفجر عشان اهل المسجد متعودين عليه . 

كل ديه هي بالفعل صور من صور الرياء المخيفة , لكن مين قال ان ديه الصور الوحيدة . 

الشخص ممكن يعمل العمل لوحده , ومن غير ما بني ادم يشوفه , ويكون ملئ بالرياء و النوايا الاخري , اللي مش هتترك ليه اي قدر من الحسنات . 

 

ايه ده , معقول ؟ ؟  يعني اكون لوحدي , ومن غير ما حد يشوفني , واقوم اصلي قيام الليل , او اصوم يوم تطوع من غير ما حد يعرف  وثوابي يروح . . 

ايوة للاسف ممكن . . 

لان فيه شئ خطير اسمه  "العـُجْب" , بضم العين , وسكون الجيم  . 

 

واللي معناها ببساطة , ان الشخص اللي يعبد ربنا , يشعر من جواه بالسعادة الشديدة , والاعجاب انه عمل ده . 

واحيانا بيتطور ان الشخص يحس انه احسن من ناس كتير , ده انا ماشاء الله عليا بصلي قيام بجزء يوميا , وغيري قاعدين يسمعو اغاني و يشوفو قرف . 

 

العُجْب ده من المصايب اللي بتدمر الثواب فورا , و بتجعله هباء منثورا . 

سيدنا بشر بن الحارث رحمه الله شرح العـُجْب ببساطة لما قال  : العُجْب أن تستكثر عملك وتستقل عمل الناس أو عمل غيرك .

يعني مجرد ما الواحد يحس ان عمله كويس , فهو بدأ يدخل قلبه الشعور بالعُجب

 

كمان المحاسبي قال : العُجب هو حمد النفس على ما عملت أو علمت

و السيدة عائشة رضي الله عنها سألوها : "متى يكون الرجل مسيئاً؟"، قالت: "إذا ظن أنه محسن".

يعني لو الواحد حس من جواه انه كويس , يبقي هو بدأ في مرحلة الانحدار  . 

 

وشوفي ربنا وصف عباده المؤمنين ازاي (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) يعني اللي بيتعبد ربنا , وهو من جواه خايف و مرعوب , من عدم القبول , او من ذنوبه و هكذا 

 

فاحتمال يكون العُجب هو السبب اللي جعلك تستمري لفترة طويلة في العبادة بشكل كامل , وفجأة اختفي لسبب معين . 
 
------------------------------------------------------------------------------

 

طب ايه الحل ؟ ؟ 

الحل هيكون من جزئين , اولا اننا نعالج اي شبهة تواجد رياء او عُجب , وده اللي هيتم بالخطوات  ديه : 

 

- اقرأي عن الاخلاص  :  اقراي عنه كتير في الكتب و التفاسير , واسمعي من شيوخ بيشرحوه بالتفصيل

 

- كتري و زودي من عبادة السر  :  علي قد ما تطيعي ربنا و محدش شايفك غيره , علي قد ما بتزرعي في قلبك رغبتك ليه , و بتنزعي من قلبك رغبتك في الناس

 

- فتشي عن النوايا  : قبل ما تعملي اي طاعة حتي لو بسيطة او يومية , حتي لو صلاة او حجاب , اسكتي دقيقة و غمضي عينك , واسئلي نفسك انا باعملها لمين تاني غير ربنا , واول ما تلقطي اي نية تانية اطرديها فورا

 

- طرد النوايا الاخري : وهي مش سهلة , بس حاولي , عارف الموضوع متعب بس تقدري تعمله , ركزي قوي و غمضي عينيك , و انزعي من قلبك اي نية تانية 

 

- تجنبي السعي وراء أو الاستمتاع بالمدح : يعني لا تدوري عليه , ولو جالك خليكي باردة قدامه , واعرفي ان كل ده كلام فاضي , وما عند الله خير و ابقي 

 

- لا تتجنبي العمل الجماعي : من الأخطاء انك تعتذري عن العمل الخيري او التصدق عشان الرياء , انتي كدة بعيدة عن نهج الرسول صلي الله عليه وسلم , انتي عليك انك تكملي العمل عادي , ومتوقفيش اي خير انتي بتعمليه , لكن صفي نواياكي , وخليكي باردة مع المدح , ولا تهتمي بيه . 

 

- الدعاء : وهو حاجة مش قليلة , ادعي ربنا ليل و نهار و قوليله : يا رب اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم , يكون الدعاء بقلبك مش لسانك و بس

 

- فتشي عن العُجب , شوفي لو فيه في قلبك بالفعل نوع من الاعجاب بالعمل و بالطاعة , و اطرديه فورا , وحطي في بالك ان ممكن ربنا ميتقبلش اي شئ , او ان الذنوب اكتر من الطاعات 

الوسائل ديه مش قليلة , هي فعلا فعالة بس محتاجة مثابرة , محتاجة الحاح , محتاجة مداومة , محتاجة  انتظام فيها , محتاجة استمرارية 

 

--------------------------------------------------------------------------

 

كل ديه كانت خطوات لعلاج العُجب , طب ماذا عن انك ترجعي زي ما كنتي قبل كدة من التمسك بالعبادات بشكل كامل . 

 

- ابدئي بالاساسيات , يعني متفكريش في القيام او السنن  ,قبل ما تتأكدي ان الصلاة بتتم بشكل كامل و سليم , ابدئي واحدة واحدة 

- متبدئيش سخنة , امشي بالتدريج واعملي بدايات سهلة و بسيطة عليكي , عشان متتعبيش من طول الطريق

- متنسيش يكون في جدولك انك تعملي شئ انتي بتحبيه كنوع من الراحة . في حديث مسلم الرسول صلي الله عليه و سلم قال (يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً وَلَوْ كَانَتْ تَكُونُ قُلُوبُكُمْ كَمَا تَكُونُ عِنْدَ الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ) . 

يعني مفيش مشاكل يكون فيه وقت للطاعة , ووقت للترفيه , ولكن بالطبع بشرط يكون حلال (قراءة , فيلم وثائقي , خروج ) , مينفعش الترويح باي شئ محرم  . 

 

- ارتبطي بصديقات ملتزمات , يساعدوكي علي الطاعة بشكل مستمر , ويفكروكي لو نسيتي , ويشدوكي لو كسلتي 

- ممكن تختاري احد الصديقات المحترمات (وياريت تكون اكبر منك في السن) عشان تقوليلها انها تتابعك بشكل مستمر في العبادات , وانتي قوليلها يوميا عملتي ايه و معملتيش ايه , وهي تساعدك واحدة واحدة 

- ابعدي عن اي شئ يضيع وقتك , ويشغلك عن العبادات الاساسية

 

- اقري كتير في كتب الرقائق , يعني الحاجات اللي تجعل الشخص يرق قلبه في تعامله مع ربنا 

أخيرا . . 

 

متتعامليش مع الدين بمنظور عاطفي لوحده (انا بعبد ربنا عشان بحبه) , لابد يكون فيه منظور عقلي موازي (بعبد ربنا عشان هو خلقني , وعشان عايزة رضاه و الجنة  , وخايفة من غضبه و النار ) 

 

وفيه مقولة منسوبة لرابعة العدوية (مش عارف مدي صحتها ايه) , بتقول : يارب لو كنت اطيعك طمعا في الجنة فاحرمني منها , ولو كنت اطيعك خوفا من نارك فادخلني فيها  . . 

والمقولة ديه غلط تماما , ولا يجوز التعامل بها , ده فكر صوفي بحت  . 

 

لان الرسول صلي الله عليه وسلم علمنا الدعاء "اللهم اني اسئلك رضاك و الجنة و اعوذ بك من سخطك و النار" , وربنا سبحانه و تعالي قال "وادعوه خوفا و طمعا"  يعني خوفا من النار و طمعا في الجنة . 

فالتعامل الرومانسي العاطفي الصوفي في عبادة الله , وان الشخص بس بيحبه , ده منهج غلط , ويختلف عن منهج الرسول صلي الله عليه و سلم , و غالبا بيكون السبب ان الشخص يبطل عبادة بعد فترة . 

ابدئي امشي في الخطوات اللي قلناها , ويارب يكون فيها أثر ايجابي

 

الرسالة التالية

bottom of page