
العنوان : أمي و مراتي
القسم: #الاجتماعي
الرقم: 25
السؤال:
سلام عليكم يا ادمن
من ساعة ما اتجوزت من يمكن 6 سنين وعندي مشكلة مش عارف احلها , امي عايشة في الشقة اللي قصادنا وفي بعض الأحيان يحصل مشاكل بين امي و مراتي , سواء لما ولادي يروحو يقعدو عند ستهم , ولا امي تعزمنا علي الغدا , ولا نكون قاعدين مع بعض , اي كلمة من هنا ولا من هنا تلاقي امي اتضايقت و بصت في الارض وعيطت , و مراتي تقول انا معملتش حاجة , أي سبب هايف ممكن يعمل خناقة بينهم
امي تقول اني في جيب مراتي , ومراتي تقول اني متربي علي حجر امي , مش باعرف اصالح واحدة الا لما ازعل التانية و زهقت من كتر الخناق
اعمل لهم ايه
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
الإجابة :
قطعا لازم كفة الوالدة هي اللي ترجح , ولو كانت غلطانة , ولو كانت مفترية , ولو كانت متعنتة , ولو كانت بتلكك . .
لازم كفتها ترجح , بس اعملها بفن , وشياكة , وشوية حرفنة . .
لازم كفتها ترجح بس من غير ما تظلم مراتك , او تيجي عليها , او ترتكب اي ذنب والدتك تقولك عليه ,يعني لو قالتلك طلقها طبعا ترفض , بس ترفض باسلوب ذكي . .
تعالي الاول نفسهم سيكولوجية الصراع الداخلي بين الحماة و الكنة . .
الأم من وقت ما بتولد الطفل , وبتعتبره ملكية خاصة , هبة إلهية من رب العالمين , ووجوده بيشبع عند الأم غريزة الأمومة اللي مولودة بيها , واللي كانت عندها من و هي طفلة بتمشط شعر العروسة اللي عندها , وبتأكل الدبدوب الصغير اللي بتلعب بيه . .
و بما إن الأم هي اللي بتتحمل كل "قرف" الطفل , و الأب بيتحمل جزء صغير منه , فالأم بتعتبر نفسها إنه زي ما هي بتدفع تمن معاناة يومية في رعاية الطفل , فلازم يكون ليها الحق الكامل فيه , وبالفعل الطفل لغاية 5 سنين تقريبا مش بيشوف ولا بيحب اكتر من أمه . .
تدريجيا و مع مرور السنين الأم بتكتشف ان ابنها الطفل اللي كانت بتغيرله البامبرز اول امبارح , بقي شاب في ثانوي , وهوب دخل الجامعة , وبقي صوته تخين , وطلعله شنب , ومع ذلك هو لسة في عينيها الطفل الشقي اللي بيهرب من الحموم . .
و بتفاجئ بعدها ان فيه واحدة تانية "هتخطفه" منها , وياريت هتخطفه وهو بمشاكله و بلاويه , لأ ديه هتاخده علي الجاهز بعد ما هي سهرت فيه سنين تنضف و تأكل و تحمي , وتربي و تذاكر , هي بنت اللذين ديه هتاخده تفاحة مقشرة . .
---------------------------------------------------------------------------
أغلب الأمهات طبعا بيقدرو يفرقو بين حبهم لاولادهم , و رغبتهم في اكمال الطريق الطبيعي للحياة , وهو الزواج , ومش بتقف قدام سعادته ولا حاجة , بل و بتحب كنتها لو هي كانت كويسة , والاستثناء ان الأم تكون غير سوية سيكولوجيا في حبها لابنها لدرجة تمنعه انه يتجوز غيرة عليه , وديه حاجة نادرة و مش موضوعنا اليوم . .
بس حتي لو بتحب كنتها , فهي برضه عندها نوع من الغيرة الخفية تجاهها , ان ابني ده اغلي انسان في الكون , و أهم منك و من عيلتكم كلها , فلو في يوم ضايقتيه او زعلتيه أو أهملتي في حقه , او أرهقتيه , يبقي تستاهلي قطع رقبتك . .
و كأن الأم بعد زواج ابنها – خاصة لو بكريها – بتفرض نفسها حارس و رقيب علي سعادته , عشان تتأكد ان المحروسة مراته هتسعده و تهتم بيه بالقدر الكافي . .
و لأن حب الزوجة لزوجها – قطعا – يختلف في نوعه و كميته عن حب الأم لأبنها , فضروري الأم تشوف ان كنتها مقصرة في حق زوجها , بعض الحموات بيكونو متفاهمين فبيسامحوهم , والبعض بيكونو صعبين شوية و يقتنعو ان الزوجة تستاهل الضرب بالجزم . .
و يزداد غضب الأم لما تشوف كنتها بترمي كلام عليها ,او تهينها بشكل مباشر او خفي , خاصة ان غالبا بتكون الزوجة هي سيدة البيت . .
و الغضب بيتحول لحزن عميق لما ابنها يعوم علي عوم مراته , و يأيدها في تغليط أمه , حتي لو بشكل لطيف . .
و المشكلة مع السن الكبير اساسا – بكرة تكبر و هتعرف – هتلاقي إن خلايا مخك في التفكير و الاستنتاج و العاطفة و المشاعر و القرارات مش هتكون زي الشباب , خلقك بيضيق شوية , قدرتك علي التحمل بتضعف , صبرك بيقل , و دمعتك بتكون قريبة , وبالتالي من أكبر الأخطاء إن الشاب يتعامل مع كبير السن علي إنه بيفكر زيه , او عنده مشاعر زيه . .
يعني انت كشاب , لو قاعد مع قرايبك و بتفكرو تروحو فين , فممكن تقول يللا نروح جمصة , تلاقي ابن عمك بصلك بصة من فوق لتحت وقالك : جمصة ايه يا حمار , ده مكان يتراح , فانت ترميله كلمه في وشه و تضحكو و خلاص . .
لكن لو انت قاعد مع مراتك و امك , وقلت يا تري نتغدي فين بكرة , امك قالت : فيه مطعم كوارع في الحسين جميل , لو انت قلتلها بس يا ماما المكان مش بحبه , امك مش هتتعامل مع رفضك للفكرة , زي ما حد زميلك في سنك بيتعامل , فاهمني ؟ ؟
خاصة لو ده كان قدام حد تاني , وخصوصا بقي لو قدام مراتك , يعني يمكن لو انت رفضت فكرتها و ده كان بينك و بينها , او بينك و بين اخوك , فتكون سهلة شوية , لكن رفض فكرتها – حتي لو باسلوب لطيف و هادي – قدام مراتك فيه أكبر إهانة ليها . .
مالم انت تتفهم سيكولوجية الحماة و الكنة , مش هتعرف تحل اي مشكلة بينهم , خصوصا لو كانو عايشين مع بعض في بيت عيلة , او وشهم في وش بعض باستمرار , زي عندك ان الباب في الباب
---------------------------------------------------------------------------
وده السبب الرئيسي اللي خلاني أأكد ميت مرة , ان لازم تنصر كفة أمك حتي لو غلطانة , حتي لو مفترية , حتي لو هي اللي زودتها . .
مراتك مهما كان هتقدر تتفهم لو انت جيت عليها شوية – بما لا يتضمن ظلم ليها – او لما تغلّطها قدام امك , او لما تلومها و تنصر امك , مراتك هتسامحك خاصة لو عندها الوازع الديني او الخلقي , وفاهمة انك بتعمل كدة ارضاء ليها . .
مراتك لو ذكية هتفرح انك بتنصر امك فورا , لان ده هيتردلها لما تكبر ,ان ولادها هينصروها علي "المايصة" اللي هيتجوزها في يوم من الأيام , وهي لو ذكية هتبلع لامك اي افورة او غلط منها . .
كمية الآيات و الاحاديث اللي اتكلمت عن الوالدين , وركزت علي الأم بشكل خاص , كمية كبيرة , المولي تبارك و تعالي عارف مدي هشاشة الأب و الأم خصوصا في السن ده , وازاي كرامتهم بتبقي عالية قوي قوي , بشكل يخليهم يبكو دم , لو بس الابن غلط فيه ادني غلط , او حتي مخدش بحقهم . .
بعض العلماء بيستشهدو بحديث "وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه " , و مع إنه حديث ضعيف إلا أنه يؤخذ به في صالح الأعمال . .
بس زي ما قلنا , عليك انك تنصر أمك لكن بما لا يتعارض مع شرع الله. .
يعني لو امك أمرتك بأي شئ في معصية فطبعا مش هتسمع كلامها , لو قالتلك طلقها ولا ارميلها عفشها ولا كل حقها ولا احرمها من ولادها , أي شئ فيه غضب ربنا هيكون قطعا حرام , لازم ترفض لكن بشكل هادي و حازم في نفس الوقت . .
---------------------------------------------------------------------------
طب كخطوات عملية , اعمل ايه بقي ؟ ؟
عندك كام حاجة , حاول تعملهم كلهم او شوية منهم , هيجيبو نتيجة ان شاء الله :
-
اولا اقعد مع مراتك قعدة كلها هداوة و حنية كدة , وقولها يا بنت الحلال , اديكي شايفة امي كبيرة ازاي , ومقدرش اقولها لا , انتي اه حبيبتي و نور عيني و بتاع , لكن لازم اقولها حاضر حتي لو جيت عليكي شوية , معلش برضه هي بركتنا و دعوة منها ربنا هيفتحلنا كل حاجة , لو هي صاحبة دين و خلق هتوافقك فورا , لو مرضيتش , قولها ده اللي هعمله و معنديش اي اختيار تاني . .
-
حاول تحل انت اي مشكلة مستمرة و بتتكرر , يعني علي طول بيختفلو الواد ابنك يشرب عصير جزر ولا عصير برتقال ,انت احسم الموضوع و اقفله , لما الكلمة تطلع منك , امك هتبلعها عن لو طلعت من مراتك , وساعتها يا اما تختار اللي امك قالته , او تجيب انت حل تالت مختلف , لكن اوعي تختار الحل بتاع مراتك . .
-
لو كان الاختيار بتاع مراتك هو شئ ضروري و مفيهوش بديل (حاجة متعلقة بالتعليم او صحته) يبقي لازم تفهم امك – علي انفراد مش قدام مراتك – انها ده اصلا رأيك مش رايها و ده عشان المفعوص الصغير
-
اعمل رصيد كبير عن امك , من الحنان و الاهتمام و "الدلع" يعني اوعي تنسي عيد ميلادها , تورتة و هدية و بتاع , اوعي تنسي عيد الام , تشتريلها الفاكهة اللي بتحبها , لو سافرت مكان تجيبها حاجة , تكلمها يوميا و تطمن عليها , تكون معاها في اي وقت تحتاجك , اوعي تحسب ان امك لما كبرت انها مش انثي , بالعكس هي بتحتاج الحنان مع السن اكتر من الشابة , لو انت عامل بالفعل رصيد كبير عندها من الحب و الحنان , هتعديلك او هتعدي لمراتك حاجات كتير ممكن تضايقها و هتسامحكو فورا
-
خلي مراتك تهاديها بحاجة (حتي لو انت اللي اشتريتها بنفسك) , تعمل لها كيكة , كباية عصير , اي حاجة , و عرف مراتك ايه المواضيع اللي امك خبيرة فيها (مثلا التريكوه) و خلي مراتك تستفسر منها , فأمك فورا هتتطوع انها تعلمها , لو امك علمتها حاجة معينة , ده بيشعرها بالرضي عن نفسها بشكل كبير , وان امك لازالت صاحبة فضل عليكو , وطبعا متخليش مراتك تنسي انها تشكرها جدا و تقولها تسلم ايديكي و بتاع
كام خطوة من ديه بشكل مستمر , ثق ان اغلب المشاكل هتختفي , بس محتاجة منك شوية حرفنة