top of page

المشاعر الباقية

left_back_arrow_blue.png
27 المشاعر الباقية.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

العنوان : المشاعر الباقية

القسم: #العاطفي

الرقم: 27

السؤال:

 

انا فتاة فى الثلاثين من عمرى ومنذ صغرى وانا أرى صديقاتى ومن هم فى مثل عمرى لهم تجارب عاطفيةوكنت ارى انى لن ادخل فى تجربة عاطفية الا مع شخص سوف ارتبط به حقا لا اريد ان أعطى أحد شئ لا يستحقه فالمشاعر عندى شئ عظيم وكلما حاول أحد الاقتراب منى تجاهلته

 

وكبرت وتخرجت و عملت فى شركة واختلطت أكثر بالمجتمع وصادفتنى مشكلات فى العمل فقد كنت ومازلت شخصية مسالمة لا تحب المشكلات مما جعلنى اتحمل أعباء إضافية فى عملى

 

 وصادفنى زميل لى كان يكن لى الاحترام والود وكان يدافع عنى واصبحنا أصدقاء اعتدت على وجوده وعلى سؤاله أحببته ومن طريقة اهتمامه بى وكلامه معى اعتقدت ايضا انه يحبني وكان دائم القول بأنى شخصية لم يعد لها وجود فى الطيبة و الاحترام وكنت اعتقد انه لم يصارحنى بحبه لظروفه فهو له والدين كبيران ومريضان وليس له سواهم ولا يريد أن يحمل أحد عبء والديه

 

وبعد مرور سنتين تقدم لخطبتي شاب آخر وبسبب الضغط النفسى الذى تعرضت له من عائلتي للموافقة على الخطبة تحدثت إلى زميلي وأخبرته بأنى أحبه وعلى استعداد لتحمل ظروفه ولكنه فاجأني بأنى بالنسبة له مجرد صديقة ولم يفكر يوما فى الارتباط بى وان بعد كلامى هذا زادت معزته لى ويخشى على هذه الصداقة بسبب رده على كلامى فهو يخشي خسارة صداقتى فاعتذرت له عما بدر منى وانى يوما لم افعل مثل ذلك

 

وتركت العمل ورفضت العريس الذى تقدم لخطبتي وانقضى ما يزيد عن العام ولكنى ما زلت اتحدث معه كصديقة للاطمئنان عليه وعلى والديه ولكنى فى كل مرة أتحدث إليه اشعر بندم شديد لمكالمته حبي له لم يعد مثل سابق عهده ولكنى لازلت احبه واشعر بندم وألم لانى صرحت له بحبي وانا لم اتخيل يوما ان احب شخص واصارحه بحبي 

 

ولا استطيع التوقف عن الاتصال به على فترات متباعدة وهو ما زال بنفس طريقته الودودة معى فى الحديث فلا اعلم ماذا افعل ولا استطيع أقطع علاقتى به وانا اعلم انه يحتاج لصداقتى ولا استطيع أيضا ان أكف عن لوم نفسي وتأنيبها على حبها له واعترافها بذلك.

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

وعليكم السلام و رحمة الله . أهلا بيكي . .

 

طيب الإجابة المختصرة عشان اللي مش بيحبو يقرأو التفاصيل : كان فيه خطأ معين انتي عملتيه لما اعترفتيله بحبك , لكن الأزمة دلوقتي مستمرة مع استمرار تواصلك معاه , لابد تقطعي كل تواصل معاه في اقرب وقت . .

 

وهنا التفاصيل  . .

 

-----------------------------------------------------------------------------

 

أول مرحلة في حياتك كانت هايلة , خجلك الطبيعي كان ممزوج بالحياء اللي الإسلام أمرنا بيه , مضاف إليه حاجز انتي عملتيه بينك و بين اي شباب , لأنك مؤمنة – و ده كلام سليم – إن أي تواصل غير ضروري مع اي شاب هو شئ محرم شرعا , ومدمر للحياة العاطفية و الإجتماعية في المستقبل . .

 

ولما رحتي اشتغلتي , واضح من كلامك إنك أقمتي نفس الحواجز مع الموجودين في الشركة . .

 

لكن للأسف حصل الاستثناء ده  , مع الشاب اللي قدر – بشكل ما – إنه يغزو قلبك . .

 

من الواضح إن الموضوع حصل بالتدريج خلال سنين مش خلال اسابيع او شهور قليلة , وإن تم مزج خيوط  التواصل الضروري (الخاص بالشغل) , مع التواصل الغير ضروري (اي كلام في اي مجال تاني ) , وبالتالي نشأت علاقة خفية بينك و بينه . .

 

وقلة تجاربك , ونقص خبراتك , والعطش الرهيب اللي في قلبك للعاطفة , جعلت قلبك يتمسك بيه , ويستريح للكلام معاه , ويطمئن للتواصل إليه , و يرغب في البقاء معه . .

 

ان ده مكانش اسمه الحب , فهنقدر نسميه ايه غير كدة ؟ ؟

 

للأسف ده كان نتيجة أخطاء صغيرة متراكمة ورا بعض , واللي صنعت الأزمة ديه , وفوجئتي إن عندك مشاعر مكنتيش تتخيلي انها تتواجد لحد غير اللي هيكون زوجك , بل وبقيتي قادرة علي الإعتراف بحبك ليه لما جالك العريس .

 

للأسف الخطوة ديه انتي وهو مشتركين في الخطأ , سماحك لنفسك و له بالتقرب , حتي لو بحدود الأدب و الاحترام , حتي لو بتتكلمو في كلام مفيهوش مشاكل , هو أساس المشكلة من البداية . .

 

فيه حكمة جميلة جدا بتقول : رفع الكـُلفة يزيد الألفة , فطالما التكليف و التحفظ في الكلام بيترفع بين الولد و البنت من البداية , فرغما عن قلبه و رغما عن قلبها الألفة بينهم بتزيد , وبيتم نسج خيوط العاطفة قوية و متماسكة . .

 

وجزء من كلامك فيه دلائل واضحة , (اعتدت علي وجوده ) , (اهتمامه بي)  . .

 

-----------------------------------------------------------------------------

 

بالنسبة لموقف إعترافك بحبه ليه مش هاتكلم عنه كتير , لأنه هو نتيجة في ذاته مش سبب , يعني هو حصل نتيجة تراكم عدد من الأخطاء الصغيرة علي مدي سنين , ضيفي عليه قلة خبرتك بالحياة , اللي عملتي علي اساسها حكم كان مش دقيق للأسف , وصنع الوضع المحرج ده . .

 

و هو علي الأخطاء اللي عملها من البداية , إلا إننا لازم نقول انه من جواه عمل خطوة مهمة جدا انه معملش اي استغلال لحبك ليه , لو كان هو إنسان سافل او يخلو من الدين و المروءة , كان ممكن بسهولة يستغل حبك ليه بعمل وعد بالزواج , او بادعاء إنه بيحبك , عشان يزداد القرب منك و الاقتراب مما حرم الله سبحانه . .

 

هو ايوة عمل خطأ من البداية بالاقتراب منك , لكن لازم تحمدي ربنا إنه كان واضح معاكي فورا , وصارحك بحقيقة مشاعره , وإن هو – لسبب ما – مش قادر يرتبط بيكي .

 

-----------------------------------------------------------------------------

 

ماذا عن الوضع الحالي ؟ ؟

 

فيه أكتر من سبب وجيه يدفعك دفعا لإنهاء كل تواصل معاه , حتي لو كانت مكالمة في السنة . .

 

 

  • أولا إن شعورك بالندم بعد كل مكالمة هو دليل علي يقينك ان ده شئ غلط , محدش بحيث بالندم الا علي قرار هو عارف انه مش مريح , وان فيه مشكلة , انتي من جواكي عارفة إن فيه حاجة مش مظبوطة 
 
شوفي الحديث اللي رواه مسلم "البر حسن الخلق , والإثم ما حاك في نفسك و كرهت أن يطلع عليه الناس"
 
انتي قيسي الحاجتين دول علي تواصلك الحالي معاه (إحساسك بالذنب + الخوف ان حد معين يعرف انك بتكلميه) , هتلاقي إجابة واضحة لسؤالك

 

-----------------------------------------------------------------------------

 

 

  • إن استمرار تواصلك معاه دلوقتي بيعمل إذكاء وإشعال لروح الحب اللي ممكن يكون في قلبك أو في قلبه , واللي لو كانت دلوقتي قليلة , فهي هتزيد بالتدريج . .
 
هو ينفع واحد عايز يبطل سجاير , يقول انا هبطل ايوة بس هاشرب مرة في الشهر ؟ ينفع حد ساب الخمرة يقول انا مش هاشربها , بس هاعمل استثناء في الأعياد ؟
 
وإن كان فيه بعض الذنوب لو حصلت مش بتأثر بشكل حاد علي القلب , ففيه ذنوب تانية بيكون ليها آثار سلبية خطيرة , خاصة إن استمرار تواصلك معاه بيجعلك مش هتعرفي تنسيه أبدا , وهتظلي تدوري في فلكه للأبد

 

-----------------------------------------------------------------------------

 

 

  • إنك دلوقتي لو عارفة ان مش بيحصل تجاوز كبير , يعني مثلا محصلش خالص إنك قابلتيه في مكان برة , فهل تضمني قلبك و عقلك , إنهم يظلو علي نفس الثبات للنهاية ؟ ؟
 
الرسول صلي الله عليه و سلم علمنا الدعاء اللي رواه الترمذي "يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك" , فلما سأله سيدنا أنس رضي الله عنه , : يا رسول الله آمنا بك و بما جئت به , فهل تخاف علينا ؟ , فقال الرسول صلي الله عليه و سلم "نعم , إن القلوب بين اصبعين من أصابع الله عز و جل يقلبها "
 
شوفي لما الرسول صلي الله عليه و سلم يعلم الصحابة الكرام الدعاء ده خوفا من تقلب القلوب , فما بالك بينا و احنا مساكين  ؟ ؟
 
الأصل إن الشخص يبعد تماما عن اي مصدر محتمل للحرام , مش إنه يسيب نفسه علي تواصل مع شئ معين , وهو عارف إنه قدام ممكن يتغير . .
 
و زي ما انتي نفسك لقيتي إنك عملتي شئ معين (تواصلك معاه + اعترافك بحبك) وانتي مكنتيش تتخيلي انك تعملي ده لما كنتي في الكلية , فمفيش ما يمنع انك تلاقي نفسك بعد سنين بتعملي حاجة انتي دلوقتي بتقولي مستحيل , وعلي رقبتي إني أعملها . .
 
ربنا يحفظك يا رب من الحرام , انا بس باعمل إلقاء للضوء علي مساحات انتي مش شايفاها , عشان تاخدي بالك

 

-----------------------------------------------------------------------------

 

  • ان استمرار تواصلك معاه هيدمر اي فرصة حقيقية ليكي او ليه عشان يحصل ارتباط طبيعي . .

 

رغما عنك , ولما ييجي عريس في المستقبل فذهنك هيقارن بين الشخص اللي بتحبيه , واللي بتتمني انك تكوني معاه , وبين شخص تاني اول مرة تشوفيه , فالقرار هيكون محسوم غالبا . .

 

لأن الإنسان عدو ما يجهل , والإنسان عدو التغيير , فانتي في بالك مش هتحبي انك تجربي او تغامري مع حد متعرفيهوش , وهيظلك عقلك الباطن يلح عليكي انك تستمري في التواصل البسيط مع الشاب الأول , حتي لو كان لن يؤدي إلي أي شئ في المستقبل

 

و بفرض إنك وافقتي علي الخطوبة او حتي الزواج , فأخشي إن طيف الشاب ده يظل في بالك في اي موقف سلبي يحصل مع خطيبك او زوجك , ولما تحصل مشكلة صغيرة زي اي مشكلة محدودة بتحصل , تلاقي عقلك بيقارن بين "الصورة المثالية" للشاب اللي بتحبيه , وبين "الصورة الواقعية" لخطيبك او زوجك . .

 

متقوليش انك ساعتها هتنسيه و مش هتتواصلي معاه , للأسف فيه قرارات بتكون محكومة بالقلب مش بالعقل , ووقتها ممكن بالفعل زواجك يدمر بسبب العوالق اللي لازالت في قلبك تجاه الشاب ده

 

و كنا نشرنا سؤال مؤلم في نفس الإطار, بعنوان : الوجه الحقيقي , عن واحدة متزوجة بالفعل لكن لازالت بتحب صديقها القديم و تنتظر مكالمة منه حتي الآن 

-----------------------------------------------------------------------------

 

النقط ديه و غيرها تدعوكي فورا لقطع التواصل معاه , متشيليش هم هو هيقول ايه , متفكريش في عذر او تبرير له , لازم يكون بالفعل التواصل معاه معدوم عشان تقدري تستعيدي حريتك , و تتخلصي من كل حب ليه في قلبك . .

 

بالنسبة للندم اللي عندك من اعترافك بحبك ليه متخليهوش موجود , انتي فورا توبي لربنا عن الذنب ده , وثقي ان ربنا هيغفرلك , وانسي الموقف بعدها و توقفي عن جلد نفسك . .

 

بالنسبة لإحساسك ان هو هيضيع ان متواصلتيش معاه , ومطمنتيش عليه , ده إحساس غير سليم , تقييم غير دقيق , الشاب بيكون أكتر قدرة علي تحمل الصدمات العاطفية والنفسية من البنت , وخدي بالك هو اصلا مش بيحبك , والا كان اتقدملك بالفعل و هو يعرفك من سنين طويلة . .

 

خوفك عليه هو شعور وهمي داخلك , عشان تقنعي نفسك بضرورة استمرار التواصل معاه , وارجوكي متنصتيش ليه . .

 

متحسيش بأي تأنيب للضمير لو هتسيبيه لان ده الشئ الصح اللي يرضي ربنا , واللي هيصلح المشاكل المتراكمة , و متقلقيش عليه , هو هيلاقي اللي يسمعله , وهيشوف البنت اللي يحبها و يتجوزها , وان حياته اتدمرت فده شأنه هو مش شأنك , انتي مش هتصلحي مشاكل الكون . .

 

انتي حاليا في مشكلة بس الميزة انها مشكلة محدودة و يسهل علاجها , خدي قرار حاسم و فوري بقطع التواصل , وثقي ان ربنا هيعينك

الرسالة التالية

bottom of page