top of page

العدل الرباني

left_back_arrow_blue.png
32 العدل الرباني.jpg
8888.png

الرسالة السابقة

العنوان : العدل الرباني

القسم: #الديني

الرقم: 32

السؤال:

 

السلام عليكم معلش عايزة اسال ع حاجة هتجنني بجد

 

المفروض دينا بيقول ان ربنا هو الي بيختار النصيب ف اي وجهة النظر ف ان النصيب يكون اختيار غلط يعني طبعا ربنا عز وجل عندة حكمة والمفروض حرام نسال اسئلة غريبة من دي بس احنا بشر وطبيعي يجي ف دماغنا اسئلة كتير ف حكمته مش مفهومة

 

يعني تلاقي الناس بتقولك انتي الي اختارتي غلط طب ازاي ماهو نصيب لو ربنا مش كاتب اني اتجوز فلان ماعمري ماهتجوزة حتي لو عملت المستحيل ف ليه ربنا يدي واحدة زوج وحش ف كل الطباع ويبقي كل الحلول مقفولة للتصلح ولما تيجي تنفصل يحصل حجات غريبة كان ربنامش عايز النصيب دا يتقطع ف دا لية

 

مش بكفر استغفر الله طبعا ويارب تفهم سؤالي صح لان فعلا هتجنن

 

يعني دينا دين رحمة ومودة وازاي وهو ظالم الست مش عففها ولا حاجة

 

ازاي ربنا يخلي الست شئ كمالة للراجل ازاي يبقي ربنا محلل ان الست جوزها يتجوز عليها كذا وحدة انا كنت فاكرة طول عمري ان الجواز بواحدة تانية لية شروط ربنا حاططها طلع ان مفيش شروط غير انة ميظلمش ف العيشة مش ف الحب طب ما ربنا عارف ان طبيعي الست هتتظلم لان الراجل مش هيحب اتنين وتلاتة ف بالتالي هيكون ف واحدة مميزة

 

وازاي يكون الشرع بيقول ان الست لو رفضت متدخلش الجنة يعني ازاي ربنا يفرض حاجة ممكن تكسر قلوب والقلوب متتحملهاش

 

وازاي يكون اسلامنا في ان مثني وثلاث ورباع وملكة ايمانكم طب وملكة ايمانكم دي مش بيشتروها بفلوس زمان ان يروح يشتريها من اهلها ومن غير ورق ولا عقد جواز تبقي حلالة طب مش دا زني وحرام ف ازاي ارجوك حد يرد لاني سالت شيوخ ودار افتاء ودا الرد قالو ان كانو عاملين كدا زمان عشان كان في جواري طب بردو ازاي ف ناس لحد دلوقت بتتجوز كدا ف دا ازاي عشان دا هيجنني خلاني مش فاهمة

 

عارفة ان السؤالين غير بعض شوية بس فيهم حاجة مشتركة لان ازاي احنا بنختار وازاي ربنا هو الي كاتب نعمل اي واحنا بنمشي ع الي مكتوب صح ف ازاي نتحاسب ع حجات ربنا هو الي كاتبها من قبل مانتولد وكاتبها يعني هنعملها لان محدش اتولد لقي نفسو بيغلط وخلاص وبردو نفهم ازاي حكمة ربنا ف التعب النفسي والهموم والحجات الي مش بتخلص

 

حتي لو تقولي سورة ولا اية افهم منها عشان الشيوخ ودار الافتاء فعلا بيفتو وكل واحد كلامو غير التاني ف اصدق مين واعرف انة صح منين اسفة ع الاطالة

 

كمان هو الواحد يعرف منين ان الشخص الي قدامه بيحبه يعني المفروض يبقي الدليل ع الحب المواقف بس في ناس ممكن تفضل سنين تثبت انها بتحبك وتطلع مش بتحبك ف الاخر

 

ف ازاي انا كاانسان معنديش علم بالقلوب حلوة ولا وحشة اعرف ازاي اميز ازاي

 

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

 

الإجابة                    :

 

 

وعليكم السلام و رحمة الله , أهل بيكي . .

 

إنتي سألتي علي أربع أسئلة متنوعة و مختلفة, و كلها بتدور في فلك محدد , وهو الاستفهام عن العدل الرباني في بعض المواقف الدينية و الإجتماعية و الأسرية . .

 

و زي ما قلنا قبل كدة , مفيش مشكلة في إن الشخص يسأل طالما سؤال بحث عن إجابة ,  المشكلة في حاجتين , إن الشخص يكن بيسأل بنوع من الاستنكار , او إن الشخص لما تجيله الإجابة يظل رافض المبدأ و مش مقتنع . .

 

تعالي نمسك نقطة نقطة من سؤالك المتشابك . .

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

بالنسبة للسؤال الأول:  اللي بيتكلم عن النصيب و القدر ,  وكمان السؤال قبل الأخير اللي بيتكلم عن الحساب علي حاجات مكتوبة علينا   . .

 

سؤالك عن , لما حد بيعمل اختيار غير مناسب , وبعدها يقول ده النصيب , ومحدش بيهرب من نصيبه  . .

 

والكلام ده : قول حق يراد به باطل , يعني هو صحيح تماما , بس بيستخدم في مكان غير سليم . .

 

و زي ما كنا شرحنا بالتفصيل في رسالة  :  مُخَيّر أم مُسَيّر , إن علم المولي تبارك و تعالي و تقديره للأمر , مش معني كدة ان هو من أجبر الإنسان علي هذا الأمر . .

 

طب ما هو تاجر المخدرات من حقه بقي يقول إن ده نصيبه , واللي قتل و اغتصب و خد اعدام , يقول ده نصيبه و قدره , و ممكن كمان فرعون و أبو جهل يقولو نفس الكلام , هل ده منطق  ؟ ؟

 

القدر و النصيب هو ما يعلمه المولي تبارك و تعالي بعلمه الغيبي اللا محدود , وهو الذي يشمل القرارات السليمة و الغير سليمة للآدميين . .

 

فلما تيجي "عفاف" و تختار اختيارغير سليم  - بسبب ضعف بشري منها او شهوة او قسوة -  فده نصيبها بالفعل , لكن من اختيارها ومحدش اجبرها عليه, ولو كانت هي عملت قرار سليم , وقتها هيكون نصيبها مختلف . .

 

انا عارف انه شئ محير والتفكير فيه متعب , لكن ديه الحقيقة  ,المولي تبارك و تعالي أعطانا حرية الاختيار بالكامل , ومن الخطأ لما الواحد يعك الدنيا و يعمل اختيارات غير سليمة , انه يرمي ده كله علي شماعة "النصيب" , واضح ان ده نوع من غسل ذنوبه بطريقة غير صحيحة . .

 

أما الشخص لو كان عمل كل اللي عليه في اختيار الشخص اللي قدامه , وبرضه جاله شخص غير مناسب او ظلمه او اكل حقه , وقتها يكون ده ابتلاء من عند ربنا مش عقاب , واللي هيكون تكفير لذنوبه , مش عقاب ليه من رب العالمين . .

 

لازم تعملي ضبط للمعايير ديه في اسلوب تفكيرك بشكل مختلف , عشان تقدري تعملي تفسير سليم للي بيحصل , ومتعمليش اي خلط بين العقاب و الابتلاء , بين الخطأ و النصيب

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

بالنسبة للسؤال التاني , المتعلق بالتعدد . .

 

البعض مقتنع ان لازم يكون فيه سبب معين عشان الواحد يتجوز تاني , زي ان مراته تكون مش بتخلف , او تكون مريضة , والكلام ده غير صحيح , يجوز فعلا للرجل انه يتجوز تاني , حتي لو مفيش سبب محدد . .

 

لكن زواجه مرة تانية مبني علي شرطين , لو مش موجودين يبقي هو يعمل جريمة , شرط الاستطاعة + شرط العدل . .

 

و الاستطاعة معناها انه يكون قادر ماديا و معنويا انه يفتح بيتين , من حق كل زوجة فيهم بيت مستقل , و مهر و فرش مناسب , وانه يكون قادر يفتح البيت من غير ما هي تحط قرش فيه او تشتغل , لو هو مش قادر علي ده يبقي التعدد خطوة غير سليمة . .

 

طب ماذا عن العدل ؟

 

تحقيق العدل القلبي التام شئ يقترب من المستحيل , وربما هذا تفسير الآية 129 من سورة النساء (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) , بل ان السيدة عائشة رضي الله عنها  قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: اللهم هذا فعلي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) , رواه أحمد , يعني كان الرسول صلي الله عليه و سلم يعدل بينهم في حسن المعاملة و الوقت و الانفاق علي البيت , لكن أمر الحب شئ يصعب التحكم فيه

 

 

ولكن العدل المشروط للتعدد , هو العدل في نقط تانية لا نقاش فيها :

 

  • العدل في حُسن المعاملة , يعني ان كان هو مش قادر يتحكم في قلبه يحب مين اكتر من مين , بس يقدر يتحكم في تعامله و زي ما بيضحك و يهزر و يدلع و يقول كلام حلو لفلانة , يعمل نفس الموضوع مع علانة , و دي حاجة يقدر هو يعملها , واي راجل يقولك مش قادر يبقي بيستهبل , فالعدل في حُسن المعاملة مفيهوش نقاش , ولما يكون بشوش و بيضحك مع واحدة , وبيكشر و نكدي مع التانية يبقي مجرم

 

  • العدل في الوقت , والمقصود بيها عدد الايام اللي هيقعدها هنا و هنا , اي تمييز لوحدة ضد التانية فده مخالف لأسس الإسلام

 

  • العدل في الناحية المادية , يصرف علي البيت ده زي ما بيصرف هنا , حتي البيتين لازم يكون فيه بينهم تقارب نسبي في المستوي المعيشي و نوع الاكل و هكذا , كمان في الهدايا و المصروف و الملابس و غيره

 

  • حتي العدل في الخروجات و الفسح والمصايف و غيره , كل التفاصيل ديه مينفعش يتغاضي عنها

 

 

لو هو بالفعل قادر علي كل ده , و عارف انه مش هيقع في اي خلل , يتوكل علي الله , غير كدة يسكت . .

 

وخدي بالك من حق الواحدة اللي يجيلها شخص متزوج انها ترفض تكون زوجة تانية , حتي لو كان هيعدل و وحتي لو كان فيه كل الصفات الإيجابية , ومُحرم علي أهلها إنهم يضغطو عليها للقبول بالزواج من شخص هي مش عايزاه , ايوة التعدد الحلال , لكن من حق اي واحدة انها ترفض تكون زوجة تانية , ده أساس الشرع

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

بالنسبة للسؤال التالت , الخاص بـ : ما ملكت أيمانكم . .

 

ما ملكت الأيمان , المقصود بهم الإماء , والإماء جمع ( أَمَة ) "بفتح الألف و فتح الميم" و الـ "أمة" هي مؤنث "عبد" , لأن مفيش حاجة في اللغة العربية اسمها "عبدة" . .

 

مين بقي هي الـ "أمة" , زمان قبل زمان الرسول صلي الله عليه و سلم في الحروب لما كان جيش بينتصر علي جيش كان بيقتل المحاربين , وبيتم اخذ باقي الرجال و الناس و الأطفال و بيتم بيعهم , عبيد (للذكور) , إماء (للإناث) . .

 

زي بالظبط عنتر بن شداد , ابوه كان "شداد العبسي" من سادة عبس , وأمه "زبيبة" كانت "أمه" حبشية تم أسرها و بيعها . .

 

لما جاء الإسلام , عمل تنظيم لمسألة العبيد و الإماء , و جعل أكتر من حكم شرعي فيه الخلاص بتحرير العبد , زي آية سورة البلد (فَكُّ رَقَبَةٍ) , او آية سورة النساء (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) . .

 

و في نفس الوقت فأي شخص يمتلك عبيد أو إماء , لابد يُحسن إليهم , ويعاملهم أحسن معاملة , وميظلمش حد فيهم , بل إن في سورة النور , آية مهمة تدعو اي حد صاحب عبد , انه يساعده انه يشتغل شغل حر عشان يقدر يجيب فلوس يدفعها للسيد و يحرر نفسه , وهو الأمر اللي اسمه المكاتبة (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا)

  

و كان من حق السيد , أنه يتعامل مع "أمته" زي ما بيتعامل مع زوجته , لأن في الأساس هي مملوكة ليه , ومحدش هيقدر يلمسها الا هو , وفي نفس الوقت لو هي ولدت منه , يكون الولد حر , وطبعا لابد أن ينسب إليه . .

 

الأحكام الشرعية في الإماء طويلة و مفصلة , والأزمة إن دلوقتي فيه ناس بتعمل تطبيق غير سليم لفكرة "ما ملكت أيمانكم" , ده غير الأخبار المنقولة عن "داعش" , إنهم كانو بيتقاسمو ما ملكت أيمانهم بينهم , وان الواحدة تروح لأكتر من رجل في نفس الوقت , وطبعا ده من الكبائر و ملوش اي علاقة بالإسلام من قريب أو بعيد . .

 

وارد تكون الروايات اللي عن داعش ديه , هي من الأساطير الإعلامية اللي بيخترعوها , زي ما اخترعو لفظ "جهاد النكاح" قبل كدة , وزي ما كانو بيقولو كلام شديد القذارة عن خيم ميدان التحرير , وارد يكون ده بيحصل في داعش ووارد لا , احنا عندنا المنهج واضح و معروف , التعامل مع الإماء له قواعد شرعية معروفة , واللي هيدور عليها هيعرفها . .

 

و مفيش حاجة اسمها يشتريها من أهلها , ده إجرام و فواحش , الحرة لا تباع و لا تتحول إلي أمة , والقذارة اللي بيمارسها عدد من الإغنياء انهم يروحو لأسرة فقيرة و يشتري بنتهم تبقي جريمة , ملهاش أي علاقة بالإسلام . .

 

أتمني ان تكون وصلتك الصورة  الكاملة عن الإماء , وما ملكت الأيمان . .

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

نوصل للسؤال الأخير  , ازاي الواحد يعرف ان الشخص الفلاني بيحبه , مهو ممكن يمثل لسنين طويلة ؟

 

الإجابة : فعلا سؤالك محير , محدش عنده إمكانية للإطلاع علي مكنون الصدور , مفيش بشري يقدر يعرف خفايا القلوب , او خافية الأعين . .

 

بل إن المولي تبارك وتعالي ذكر في سورة البقرة (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) يعني ممكن تلاقي شخص كلامه رائع , و كل الإشارات بتقول إن أعماله مدهشة , بينما في الأصل هو من أشد الأعداء . .

 

و العجز عن معرفة ما في القلوب , مش معناها اننا مش هنقدر نعمل تمييز بالكامل بين الإنسان المحترم و غير المحترم , خاصة لما يكون فيه فكرة الزواج  . .

 

فالواحد ببساطة عليه إنه يعمل كذا خطوة , واللي حتي لو مقدروش يضمنو بشكل كامل هل الشخص ده كويس ولا لأ , فعلي الأقل بتعطي إشارات و تنبيهات بشكل مستمر للإنسان . .

 

 

 

  • ان الواحد يعمل تقييم للإنسان اللي قدامه بناء علي عقله بالإضافة لقلبه , بناء علي الحقائق زائد الإحساس , بناء علي اللي شايفه زائد اللي حاسس بيه , بناء علي المنطق + العاطفة
 
مشكلة أغلب البنات انها بتبني قرارها بناء علي مشاعرها و بس , طالما حبته بتثق فيه , وعينيها مش بتشوف اي حقائق تانية , وديه أكبر أزمة

 

  • إن يكون فيه نوع من الإختبارات العملية البسيطة , اللي البنت تعملها للشخص اثتاء الخطوبة , عشان تعرف مدي حبه ليها , مدي اخلاصه , اخلاقه عاملة ازاي , هيتصرف معاها ازاي لما يحصل خلاف او مشكلة

 

  • انها تضع لكل صفة من الصفات المقدار المناسب لها من الأهمية , فلازم تعرف ان صفات زي (صدقه , امانته , وفاءه , اهتمامه باسرته) , أولي بكتير من صفات تانية زي (وسامته , رومانسيته , لباقته , شياكته )

 

  • انها تتأكد إنه متمسك بالدين تمسك حقيقي مش زائف , مش مجرد مظهر ديني , لكن بالفعل دينه بيجري في دمه , لأنه لو خاف من ربنا , هيخاف عليها و هيخلص ليها للأبد

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

أتمني أكون قدرت أوضح ليكي علامات الاستفهام الغامضة اللي كانت عندك , وأكون نقلت ليكي الإجابة بشكل سهل و ميسر

الرسالة التالية

bottom of page